انتصار نتنياهو في “صفقة السفارة“ مع الأردن مؤقت

في الوقت الذي استفادت الحكومة الإسرائيلية من حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان، وتراجعت عن أمر البوابات الإلكترونية في القدس، في صفقة غير معلنة مع الأردن مقابل عودة طاقمها، يرى أغلبية الجمهور الإسرائيلي أن إزالة البوابات تراجعاً في أداء حكومة نتنياهو واستجابة للضغط الفلسطيني، فهل هذا مؤشر على أن الإسرائيليين أكثر يمنية وتطرفاً من حكومتهم؟ وهل تأتي خطوة الكاميرات الذكية التفافا على مطالب الفلسطينيين بالعودة لما قبل 14 من تموز الجاري؟ وهل كشفت الأزمة هشاشة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن أدارة أزماتها الداخلية؟

الجمهور الإسرائيلي.. متطرف

يقول الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب عن معارضة الأغلبية الإسرائيلية لقرار إزالة البوابات الإلكترونية في الأقصى واعتباره تراجعا لإداء حكومة نتنياهو إن "الإسرائيليين لم يتعودوا أن تتراجع حكومتهم، تحت الضغط الشعبي للفلسطينيين، فكانت قرارتها نافذة ضد الفلسطينيين دائماً".

ونوه حبيب في مقابلة لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أنها المرة الأولى التي يمنح نتنياهو انتصاراً للفلسطينيين على الدولة العبرية.

أما الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي وجيه أبو ظريفه فيؤكد أن الجمهور الإسرائيلي أصبح أكثر يمنية بدليل نتائج الانتخابات الأخيرة التي أدت لحصول اليمني المتطرف على النسبة الأكبر من مقاعد الكنيست، وبالتالي فهي ترى أن إزالة البوابات خضوع للإملاءات الفلسطينية خشية من تدهور الأوضاع في القدس والضفة الغربية وعدم القدرة على السيطرة عليها.

وشدد أبو ظريفه على أن إزالة البوابات تؤكد سيادة الفلسطينيين الحقيقة على الأقصى والمقدسات في القدس رغم كل الإجراءات الإسرائيلية على مدى السنوات .

وقد أظهر استطلاع نشر أمس أجرته القناة التلفزيونية الثانية الإسرائيلية أن 77% من الإسرائيليين المستطلعة أراءهم يعتبرون تفكيك البوابات من مداخل الحرم المقدسي، تراجعاً من قبل الحكومة الإسرائيلية.

الأقصى.. ولعبة البدائل

وبشأن استبدال البوابات الإلكترونية بالكاميرات الذكية وبدائل أخرى أكد أبو ظريفه في مقابلة لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن "إسرائيل تحاول أن تظهر عدم تراجعها مرة واحدة، بتلاعبها بالأمور بإزالة البوابات واستبدالها بالكاميرات الذكية".

ونوه إلى أن إسرائيل ستضطر في نهاية المطاف للتراجع عن إجراءاتها الأخيرة في القدس بشكل تدريجي، معللاً الأمر بإزالتها البوابات دون صفقة مع الأوقاف الإسلامية أو الأردن.

ويتفق حبيب مع سابقه أن إسرائيل سوف تتراجع، لكنها اخترعت فكرة البدائل حتى لا يبدو تراجعها شاملاً.

وأشار حبيب إلى أن الكاميرات أكثر البدائل خطورة على المواطنين الفلسطينيين وبخاصة المقدسيين من الزاوية الأمنية وكذلك الشخصية لتصويرها المواطنين عراه أمام الكاميرات، مما ينتهك خصوصيتهم.

ونوه إلى أن الفلسطينيين وبخاصة المقدسين لم يتماشوا مع أمر الكاميرات ويصرون على عودة الأوضاع لما قبل تاريخ 14 تموز الحالي.

السيادة للشاباك..

وبشأن وجود خلافات بين جهاز الشاباك وجهاز الشرطة على إزالة البوابات الإلكترونية يؤكد حبيب أن الخلاف تمت تسويته بدليل قرار الكابينيت "المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر" في اجتماعه قبل يومين "بإزالة المساحات الإلكترونية كما رأت كافة الأجهزة الأمنية وقادتها"، مستدركاً هذا دليل أن الأجهزة الأمنية اتفقت بعد خلاف بين الشاباك ووزارة الأمن الداخلي.

ونوه حبيب إلى أنه في إسرائيل من يتحمل نتيجة القرار السياسي "الأجهزة الأمنية"، مما يعطي نتنياهو مهرباً في حاله فشله.

أما أبو ظريفه فيوكد أن إدارة الأزمة بعد عملية الأقصى كانت خاطئة بترك القرار الحاسم بإقامة البوابات الإلكترونية  لجهاز الشرطة في القدس بعد ضمها لإسرائيل، معللاً الأمر بالتجربة العملية في الميدان للشاباك الذي لديه القدرة الأكبر على قراءات التفاعلات الأمنية، بعد تحذيره من انفجار الأوضاع في القدس، لكن المستوى الأمني كان متردداً بخضوعه لابتزازات اليمين المتطرف .

وأكد أنه بإزالة البوابات الإلكترونية انتصر الشاباك في المعركة الداخلية الإسرائيلية وعادت السيادة الأمنية له.

نتنياهو.. وصفقة السفارة

وبشأن عدم قدرة نتنياهو عن التراجع خطوة للوراء في أزمة الأقصى قال أبو ظريفة أن حلفاء نتنياهو اليمنيين قاموا بتوريطه بإصرارهم على بقاء البوابات، وفي ذات الوقت ستنعكس أزمته في الانتخابات القادمة أو بتقديم اقتراح بحجب الثقة عن حكومته بالكنيست.

ونوه إلى أن نتنياهو سياسي مراوغ يستطيع الخروج من أزماته بدليل استغلال ما جرى في السفارة الإسرائيلية في الأردن للنزول عن الشجرة ولو قليلاً.

وأكد أبو ظريفه أن إسرائيل تعاني من أزمة قيادة بعدم توفر بديل قوى لنتنياهو مع ضعف قوى اليسار والوسط إلا إذا كان أكثر تطرفاً حسب توجه الجمهور الإسرائيلي.

من جهته يتفق حبيب مع سابقه أن نتنياهو استطاع النزول عن الشجرة مؤقتاً مستفيداً بتراجعه عن البوابات مقابل شيء أهم وهو عودة كامل طاقم السفارة في غضون 24 ساعة مما يعد انتصاراً لنتنياهو.

وأضاف أنه انتصار مؤقت لأن الفلسطينيين ما زالوا يعتبرون المعركة مستمرة إلا بعودة الأوضاع لما قبل 14 من تموز الحالي.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -