انقلب السحر على الساحر، وسنت الأقلام لجلد رئيس وزراء حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو بسبب قراراته السياسية المتهورة من خلال محاولته الهرب من قضايا الفساد التي تلاحقه بإشعال المنطقة وإشغالها بما يحدث في مدينة القدس المحتلة بإحداث المسجد الأقصى المبارك.
نتنياهو لم يستطيع أيضا أن يظهر كبطل إلا لفترة قصيرة، ولكن بعد أن تهاوت البوابات الإلكترونية وسقطت الكاميرات وانتصر المقدسون وفتحوا كافة أبواب القدس لكل الأعمار، وظهرت تقارير الأجهزة الأمنية للاحتلال بأن ما حدث كان مخطط من نتنياهو للهرب من قضايا الفساد، تكشفت كل الأوراق وعادت التحقيقات لتلاحق نتنياهو.
فنتنياهو الذي أراد البحث عن نصر للرفع من شعبيته فشل أمام انتصار المقدسيين، وتعقيبا على ذلك قال الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي فراس حسان لـ" وكالة قدس نت للأنباء"، ما حدث مؤخرا من انتصار لأهل القدس، يحرج نتنياهو كثيرا، ونتنياهو لن يقبل هذا الوضع وهذه الإهانة وهذا الذل وهذا الحرج، وعليه قد يقدم على شيء يعيد له توازنه وثقة الجمهور به .
وأوضح حسان، أن الكل في إسرائيل يشعر بالإحراج، ونجد أن استطلاعات الرأي الجماهيرية في إسرائيل تعطي نتنياهو نسبة ضئيلة من التأييد، وكذلك وجه كل من الوزير الإسرائيلي "نفتالي بينت" وزير الحرب الإسرائيلي السابق موشيه يعلون وجهوا انتقادات لاذعة لنتنياهو.
وأضاف، لذلك علينا الاستعداد لما هو قادم ، و نتنياهو مؤخرا أراد أن نصر يرفع من شعبيته المتهالكة أمام صمود وكبرياء القدس وأهلها ، وذلك عبر مساعدة ليبرمان من خلال التأييد بإصدار حكم إعدام على عمر العبد منفذ عملية حلميش ، لكن القضاء العسكري الصهيوني والأمن سيعارضون هكذا قرار
معركة الأقصى زلزال هزّ المنطقة
فما هي الآثار التي تركتها معركة النصر في الأقصى على الوضع الإسرائيلي الداخلي، يجيب على ذلك الكاتب عبد الناصر النجار قائلا:"معركة الأقصى زلزال هزّ المنطقة، ومعركة الأقصى تركت أيضاً حرباً داخلية إسرائيلية، الكل يتهم الكل، من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى وزراء حكومته جميعاً، فاليوم نتنياهو متهم بأنه هو الذي قرّر نصب البوابات الإلكترونية استجابة لنصيحة، دون ذكر اسم صاحبها، وركب رأسه، الذي تحطّم في النهاية.
وأضاف النجار، أن وزراء اليمين في شبه متاهة، أيضاً، لأنهم في النهاية اضطروا للمصادقة على إزالة البوابات عندما تأكدوا أن الثمن باهظ، ولا يمكن أن تسير الأمور كما توقعوها، أي فرض سياسة الأمر الواقع على منطقة الحرم، من خلال إكمال حلقة السيطرة عليه، ومن ثم إنجاز مخطط التهويد الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
وأوضح النجار في تحليل له وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء" أن النقاشات داخل المستوى الأمني ملتهبة، وتحمّل عدداً محدوداً من قيادة الشرطة الإسرائيلية المسؤولية عن «المهزلة» التي حدثت خلال الأسبوعين الماضيين.
من جهتها تحاول الشرطة الإسرائيلية وبعض قيادتها التنصُّل. ولكن المستغرب هو حالة الضعف غير المسبوقة لليسار الإسرائيلي، الذي لم يكن له أي تأثير أو وجود في هذه الأزمة.
ونلمس الهجوم على نتنياهو من خلال ما قاله العديد من الشخصيات الإسرائيلية مثل ايهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، بالامس أن رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو مستعد لإشعال الأوضاع في المنطقة من أجل أن يتهرب من التحقيقات الجارية معه حول العديد من قضايا الفساد.
سلوك نتنياهو نحو الهاوية
واعتبر باراك في تصريح له عبر صفحته على فيس بوك، الأحداث التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين بأنها لمحة بسيطة من سلوك نتنياهو نحو الهاوية.
وأضاف "هذا الرجل خائف، يعرج وبسهولة يفقد حكمه، لذلك هو على استعداد أن يشعل المنطقة والبلاد للخروج والهروب من التحقيقات".
كذلك ما قاله قال وزير الإسكان وعضو مجلس الوزراء الإسرائيلي يوئاف غالنت، إن نصب البوابات الإلكترونية في محيط الأقصى كان قرارا خاطئا.
وأكد وزير الإسكان وعضو مجلس الوزراء في تصريح للقناة العبرية الـعاشرة أن المسؤولية جماعية ومشتركة بين أعضاء الحكومة ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
من جهته، نشر الموقع الإلكتروني "تايمز أوف إسرائيل" مقالا مطولا أشار فيه إلى أن التطورات التي حدثت في الأيام القليلة الماضية سلطت الضوء على إشكالية عمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أوقات التوتر والأزمات، مؤكدة أن نتنياهو سوف يرغب في نسيان الأسبوعين الماضيين.
وأفاد الموقع ذاته بأن نتنياهو قام بتزويرِ وتجاهل تحذيرات قادة "الشين بيت" والجيش الإسرائيلي وحتى زملائه في مجلس الوزراء، مثل وزير البناء يواف غالانت، وهو جنرال سابق شكك قبل أسبوع من جدوى استخدام بوابات إلكترونية عند قدوم عشرات الآلاف للصلاة.
حكومة نتنياهو تشعر بالانكسار
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن،هل انتهت الأمور على ما هو عليه أم أن الأمر سيتطور، يجيب على ذلك الكاتب رجب أبو سرية في تحليل له نشره على صفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي قائلا:"عشرة أيام، تلت العملية في باحة الحرم القدسي الشريف وحكومة إسرائيل، تكابر وتصر على المضي قدما، في تحدي الشعب الفلسطيني ومشاعر العرب والمسلمين وتستخف بكل من السلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية صاحبة الولاية الدينية على المسجد الأقصى، بحيث رفضت كل الحلول الوسط، من نمط تركيب الكاميرات الأردنية، وبعد حادثة سفارتها بعمان.
وأضاف أبو سرية وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"وتصاعد الاحتجاج الشعبي الفلسطيني وتصاعد المقاومة بالصلاة، بدأ جدار الغطرسة الإسرائيلي بالانهيار، وحاول بعد إزالة البوابات الإلكترونية أن يبقي على كاميرات ذكية وجسور وحواجز معدنية خاصة على باب الأسباط، لكن إصرار المقدسيين الأبطال على إزالة كل مستجد بعد 14 تموز، أجبر إسرائيل على الامتثال صاغرة.
مواصلا حديثه، والآن وبعد تحقيق النصر في أكناف بيت المقدس، فإن الأمور لم تنته، فحكومة نتنياهو التي تشعر بالانكسار تسعى للتعويض من خلال إقدام حزب الليكود على اتخاذ قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية غرب النهر، وعلى إصدار قرار من الكنيست يجبر أي حكومة توافق على "تقسيم القدس" بالحصول على أغلبية ثلثي النواب وليس على الأغلبية البسيطة كما هي الحال الآن، وفي الوقت نفسه يعلن نتنياهو أنه يؤيد قرار توسيع حدود بلدية القدس لتشمل المستوطنات من معالي أدوميم إلى غوش عتصيون.