تواصل حكومة الإحتلال الإسرائيلي جرائمها ومخططاتها الاستيطانية، دون أن تكترث لكل النداءات الدولية التي تطالبها بوقف مصادرة وتجريف الأراضي الفلسطينية لصالح البؤر الاستيطانية، وما يحدث في قرية جالود جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية دليل على عقلية الاستيطان و التوسع الإسرائيلي.
حكومة الإحتلال وضعت مخطط جديد لبناء 3 بؤر استيطانية في إطار خطة ممنهجة لربط وبناء "ممر استيطاني" بين المستعمرات المقامة على أراضي محافظتي رام الله ونابلس .
وتعقيبا على هذه المخططات قال رئيس مجلس قروي جالود "عبد الله الحاج محمد" في حديثه لـ" وكالة قدس نت للأنباء"إن ما يحدث بجالود يأتي في إطار مخطط استيطاني كبير يقع في المنطقة الشرقية لمدينة نابلس وتجرى عملية التجريف و الهدم و التوسع على أرضي قرية جالود، ويتم وضع كرفانات للمستوطنين جديدة بمحاذاة مستوطنة" شفوت راحيل" المقامة على أراضي قرية جالود .
كذلك تواصل جرافات وآليات الإحتلال شق وتجريف أراضي المواطنين لبناء مستوطنة "عميحاي" الجديدة التي ستقام أيضا على أراضي قرية جالود الجنوبية وعلى بعد 2 كلم من مستوطنة " شفوت راحيل" في الحوض 16 و 17 من أراضي قرية جالود، و هذا مخطط استيطاني كبير يجرى تنفيذه في المنطقة .
المخطط الجديد عبارة عن ثلاثة مراحل
وحول آلية هذا المخططات قال الحاج محمد :" المخطط الجديد هو عبارة عن ثلاثة مراحل تكون مستوطنة "عميحاي" الجديدة أول هذه المراحل و المرحلة الثانية مستوطنة " شفوت راحيل" الشرقية الجديدة و بينهم سيتم إنشاء محطة صرف صحي و مخزون مياه .
وأضاف، هذه المشاريع الثلاثة تستهدف 2500 دونم من ضمن مساحة كبيرة ستكون كلها مقطعة الأوصال لصالح المستوطنات و البؤر الاستيطانية العشرة المقاومة على أراضي قرية جالود ، وهناك 16 ألف دونم في المنطقة المصلبة ستصبح كلها بحكم الواقع أرض مغلقة بوجه أصاحبها .
ولم تكتف حكومة الإحتلال بعقلية الاستيطان و التوسع الإستييطانى، بل هناك مخطط أيضا لتدمير الموسم الزراعي الخاص بمحصول القمح، جيش الإحتلال الإسرائيلي تسبب بانهيار تام لموسم حصاد القمح في قرية جالود.
وأوضح الحاج محمد أن جيش الإحتلال يحرم المزارعين من حصاد محصول القمح الخاص بهم وذلك من خلال رفضه إعطائهم التصاريح الخاصة التي تمكنهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية لحصاد محصول القمح.
خطة ممنهجة للتدمير
وأضاف،أن جيش الإحتلال يعمل وفق خطة ممنهجة لتدمير المحصول الزراعي من القمح وأن هناك 250 دونم مزروعة قمح لا يتسيطع المزارعين الوصول إليها في المنطقة الشرقية من جالود الواقعة ما بين البؤرة الاستيطانية "احياء و ايش كودش".
مواصلا حديثه، "هذا الموسم انتهى و سنابل القمح كلها سقطت على الأرض نتيجة تأخر موسم الحصاد، دمار شامل و كبير حل بالمزارعين و أراضيهم الزراعية، وهناك خسائر تفوق أكثر من 300 ألف شيكل."
يذكر أن مستوطنين أقدموا الليلة الماضية على نصب 10 بيوت متنقلة " كرفانات " على اراضي قرية جالود الواقعة في حوض (13) موقع الخفافيش الى الغرب من مدرسة جالود، بمحاذاة مستوطنة " شفوت راحيل" المقامة على اراضي قرية جالود .
وكان اصحاب الارض قدموا سابقا ، اعتراضات للمحاكم الاسرائيلية وما تسمى " الادارة المدنية " بشأن الاعتداءات على اراضيهم ، دون جواب ويأتي نصب البيوت المتنقلة الليلة الماضية مع مواصلة المستوطنون اعمال التجريف لبناء مستوطنة " عميحاي " الجديدة.
توسيع مستوطنة " شفوت راحيل"
وفي تاريخ 19/7/2017 عملت جرافات المستوطنين على تجريف اراضي تقع في حوض 13 موقع الخفافيش من اراضي قرية جالود، لصالح توسيع مستوطنة " شفوت راحيل" وتستهدف اعمال التجريف الجديدة اكثر من 20 دونم من اراضي القرية التي تعود لورثة المرحوم " احمد عبد الحاج محمد"
وذكر الحاج محمد في حديثه لـ" وكالة قدس نت للأنباء"، أن ما يجري من اعمال تجريف اليوم في محيط مستوطنة " شفوت راحيل " واعمال البناء التي تجري في البؤر الاستيطانية والمستوطنات المقامة على اراضي قرية جالود، ما هو الا تنفيذ للمخططات الاستيطانية الكبيرة التي تسعى الى بناء حلقات من المستوطنات والوحدات الاستيطانية تهدف الى وصل وربط جميع البؤر الاستيطانية مع مستوطنتي "شيلو وشفوت راحيل" لخلق تجمع استيطاني كبير في منطقة جنوب شرق محافظة نابلس على اراضي قرية جالود
ممر رام الله-نابلس الرئيسي"طريق استعماري
وإذا عدنا للوراء قليلا و بتاريخ 6/6/2017 تم المصادقة على خطة رقم 1/252 المتعلقة بإقامة مستوطنة “عميحاي” وبناء 102 وحدة استيطانية في الجزء الشرقي من الارض المصادرة لصالح مستوطنة ” عميحاي”.
وفي 19/6/2017 تم تعديل الخطة حيث وصل مجموع الوحدات الاستيطانية المصادق إقامتها الى 800 وحدة استيطانية، والتي تمتد على كامل الأرض المصادرة لصالح إنشاء مستوطنة "عميحاي" الجديدة ، وخارطة موقع المستوطنة والأرض المصادرة لصالحها ، تظهر بوضوح مساحة الارض الكبير المصادرة والتي تزيد عن 1500 دونم.
ومن الواضح أن الخطوة الاستيطانية الجديدة لبناء مستوطنة " عميحاي" في المنطقة تهدف إلى تمهيد الطريق لتحصين وجود المستوطنين في هذه البقعة الاستراتيجية جنوب محافظة نابلس
وفي واقع الأمر، وبمجرد أن تكمل سلطات الاحتلال بناء شبكة الطرق والمستوطنة الجديدة في المنطقة سيحرم جميع أصحاب الأراضي الفلسطينية المحيطة، بين المستوطنات وبين شبكة الطرق والبؤرة الاستيطانية من التنقل والوصول إلى أراضيهم وزراعتها
ومن ناحية أخرى، فإن السبب وراء استهداف تلك المنطقة على وجه الخصوص هو موقعها ضمن ما تعرفه سلطات الاحتلال على أنه "ممر استيطاني" بين محافظتي رام الله ونابلس وعلى أرض الواقع، تحاول سلطات الاحتلال الربط بين المستوطنات والبؤر الاستيطانية في المنطقة.
وتقع المستوطنات والبؤر الاستيطانية المذكورة آنفا في مناطق الممرات التي تسعى سلطات الاحتلال إلى السيطرة عليها لأنها تشكل حلقة وصل جغرافية بين منطقة الفصل الشرقية والمنطقة الغربية للفصل العنصري .