الطريق إلى إيران وحل الإدارية.. هل هي خيارات حماس المرحلية؟

استبشر الجميع خيرا حينما التقى وفد من حركة حماس الرئيس محمود عباس بمقر المقاطعة، إلى أن هذا الاستبشار سرعان ما تبخر لأنه لم يفضي إلى نتائج يمكن البناء عليها في إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة الداخلية، لكن هذا الزيارة عادت لطرح حل اللجنة الإدارية التي شكلتها حماس لإدارة قطاع غزة من جديد على المشهد السياسي.

وجاء تزامن الحديث والمطالبة بحل اللجنة الإدارية، مع زيارة لحركة حماس من قبل إيران، بناء على دعوة وجهت لحماس لحضور مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس حسن روحاني، وذلك دفع  الكثير للتساؤل عن خيارات حماس في المرحلة القبلة بخصوص قطاع غزة.

ورأى العديد من الكاتب والمحللين السياسيين، وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"، أن كافة الخيارات التي تطرح علناً أو من خلف الأبواب المغلقة لقطاع غزة هي صعبة جدا، وأن كلا من حماس وفتح عليهم النزول من أعلى الشجرة لصالح المصلحة العامة.

عناوين الحل وإنهاء الإنقسام واضحه

وقال الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات: "إن شعبنا الفلسطيني ملّ هذه اللازمة المشروخة، لقاءات واتفاقيات بشأن إنهاء الإنقسام، تكون نتيجتها صفر مئوي والمزيد من صب الزيت على النار في طاحونة الإنقسام وارتفاع نبرة ووتيرة التحريض والتحريض المضاد والمناكفات وتحميل المسؤوليات ومن ثم العودة بالأمور الى المربع الأول وما قبله".

وأضاف عبيدات، عناوين الحل وإنهاء الإنقسام واضحة ولا داعي لإجترارها، وليبدأ العمل من عند حل حكومة حماس للجنتها الإدارية الخاصة بإدارة القطاع، وليلغي ويوقف الرئيس عباس إجراءاته وقراراته بحق قطاع غزة، وليطبقوا وثيقة الوفاق الوطني - "الأسرى"، وما جرى الإتفاق والتوافق حوله في قطاع غزة -اتفاق الشاطىء- واتفاق بيروت، وبما يسمح بدوران عجلة المصالحة على الأرض.

فهل وصلت حماس لقناعة بأن حل اللجنة الإدارية أمر لا مفر منه، الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فهمي شراب يجيب على ذلك وفق ما كتبه في تدوينه له على صفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي قائلا ((حماس وصلت لقناعة واتخذت قرار بأنه يمكن الاستغناء عن اللجنة الإدارية، ولكنها تخشى أن تلدغ مرة أخرى أو مرة عاشرة، تريد أن تتأكد أن الرئيس لن يضحك عليها كما فعل ببراعة في سابق الأيام )).

يجب أن تكون هناك فرصة

خشية حماس هل يمكن أن تترك أثر سلبي أم إيجابي على أي فرصة مستقبلية للمصالحة، وفى ذلك الأمر يرى الكاتب والمحلل شرحبيل الغريب  بأنه يجب أن تكون هناك فرصة قائلا "مبادرة د.البردويل تدلل على موقف وطني حريص على تحقيق الوحدة الوطنية، ويعكس مرونة حماس وحرصها على إعطاء فرصة جديدة للسلطة وأبو مازن لتحقيق المصالحة إن توفرت لديهم النوايا".

وأعلنت حركة "حماس" استعدادها لإنهاء اللجنة الحكومية لـ"مهمتها الطارئة" فور استلام حكومة الوفاق لمسئولياتها كافة في قطاع غزة وعلى رأس هذه المهام "استيعاب و تسكين كل الموظفين القائمين على رأس أعمالهم".

وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" صلاح البردويل في بيان صحفي اطلعت عليه "وكالة قدس نت للأنباء"، ، "تأكيداً على ما ورد في خطابات رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية؛ فإن حماس تمد يدها للمصالحة الفلسطينية على أسس واضحة وسليمة ومعمقة."

وطالب البردويل بالإلغاء الفوري لكل الإجراءات التي فرضت على غزة بحجة تشكيل اللجنة الإدارية الحكومية.داعيا إلى الشروع الفوري في حوار وطني ومشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية .

إلا أن عضو اللجنة المركزية ومسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد، أكد أن "إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة بيد حماس، وأن خطوتها الأولى هي حل حكومة الظل أو ما يسمى "اللجنة الإدارية" التابعة لحماس والتي تدير قطاع غزة.

وقال الأحمد في تصريحات له: "تصريحات صلاح البردويل فيها مغالطات؛ لأن الإجراءات الأخيرة اتجاه "الانقلاب" في غزة لم تكن قبل تشكيل اللجنة الإدارية التابعة لحماس، ولذلك فإن زوال السبب كفيل بإزالة نتائجه". كما قال

وأضاف: "على حماس الالتزام بما وافقوا عليه، وأن يحلوا اللجنة الإدارية، التي هي حكومة ظل، وبعدها بساعات ستستلم حكومة الوفاق الوطني إدارة قطاع غزة بشكل طبيعي كما هو الحال في الضفة".

والتقى الرئيس محمود عباس الثلاثاء الماضي، وفداً من حركة حماس في الضفة الغربية لأول مرة منذ بدء الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس عام 2007.

الطريق إلى إيران

وكما أسلفنا سابقا، هل الطريق إلى إيران وحل اللجنة الإدارية هي خيارات حماس المرحلية، ويقول الغريب في هذا الأمر ((حماس تعيد رسم علاقتها بإيران بزيارة وفد رفيع المستوى مع تطوير هذه العلاقة بما يخدم القضية الفلسطينية)).

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد خليل قال حول هذه الخيارات وزيارة إيران وفق ما كتبه في تدوينه له على صفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"، "خيارات غزة وحماس في غاية الصعوبة والتعقيد فلا نحملها أكثر مما تحتمل ويبقى القرار صعب أقل الشر وأقل الضرر أحلاهما مر".

وحول الزيارة لإيران قال خليل:" إيران خيار ليس تشيعا ولكن لعبة التحالفات وموازنة المصالح صناعة يجب اتقانها في بيئة سياسية متغيرة وتحالفات متحركة تحكمها المصالح لا المبادئ ".

هذا ووصل وفد قيادي من المكتب السياسي لحركة حماس إلى العاصمة الإيرانية طهران؛ لحضور مراسم أداء اليمين الدستورية لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية المنتخب للدورة الثانية عشرة الرئيس حسن روحاني. وترأس الوفد عزت الرّشق، وضم كلاً من القيادي في الحركة صالح العاروري، وزاهر جبارين، وأسامة حمدان.

وذكرت الحركة في بيان لها أمس، أن هذه الزيارة تلبية لدعوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي وُجِّهت لرئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وقيادة الحركة. وأشارت إلى أن المشاركة بوفد عالي المستوى هو تقدير لما تقوم به إيران من دور كبير في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومناصرة حقوقه وإسناد مقاومته الباسلة. وأكدت أن الزيارة تأتي من حرص الحركة على تعزيز العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتطويرها خدمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

كل الأبواب مشروعة والطرق متشعبة، و المطلوب حلول جدية، هذا ورأى الكاتب والمحلل السياسي سميح خلف، أن حماس تلعب في خيارات ثلاث وهي ((خيار إيران وإعادة العلاقة مع سوريا كقاعدة ارتكازية كالسابق / خيار عباس إذا توفر لها. أفق التمثيل / خيار دحلان مصر إذا فشل الخيار الأول والثاني))، وربما تعمل على أكثر من خيار مرحليا.

المصدر: غزة- وكالة قدس نت للأنباء -