عائلة شماسنة.. التهجير والطرد السيف المسلط على رقاب المقدسيين

تلاحقهم أسنة الجرافات بكل وقت، والطرد والتهجير والملاحقة بكل الطرق من اجل سرقة منازلهم أو هدمها هو عنوان حكومة الإحتلال الإسرائيلي، التي تعطي الضوء الأخضر للمستوطنين من اجل تنفيذ جرائمهم في مدينة القدس المحتلة، وخاصة الاستيلاء على البيوت و طرد أصحابها الفلسطينيين منها.

وفي الوقت الذي صادقت به حكومة الاحتلال خلال شهر تموز الماضي على (1935) وحدة استيطانية جديدة موزعة على مستوطنات مدينة القدس المحتلة، تواصل مخططاتها لتهجير المقدسيين من منازلهم، ففي مساحة لا تتجاوز الـ65 متر مربع تقطن عائلة الحاج (أيوب شماسنة 82 عاما)،التي تتكون من 10 أفراد في منزلها منذ عام 1964.

عائلة شماسنة وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"،ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، طالما لا يوجد تحرك على أرض الواقع من أجل حماية وتعزيز صمود السكان المقدسيين في وجه المخططات الاستيطانية الإسرائيلية التي تعمل ليل نهار و بشتى الطرق و الوسائل من أجل سرقة وهدم منازل المقدسيين لصالح قطعان المستوطنين من خلال ما يسمى بـ "حارس أملاك الغائبين".

الشيخ جراح في مرمى التهجير والطرد

وكانت سلطات الاحتلال قد سلمت عائلة شماسنة، في "كبانية أم هارون" بحي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة إخطارا يلزمها بإخلاء المنزل الذي تسكن فيه منذ عام 1964، وبموجب "قرار" صادر عن المحكمة العليا الإسرائيلية واستنفاد كافة الإجراءات القضائية، بحجة أن ملكية المنزل تعود لسكان يهود، علما بأن العائلة التزمت بدفع إيجار المنزل بانتظام حتى يومنا هذا.

عائلة شماسنة أوضحت التي هجرت من منزلها في قرية قطنة (شمال غرب القدس) خلال نكبة عام 1948، تعيش في منزلها  المكون من غرفتين ومنافعهما، ويقطنه كل من الحاج أيوب شماسنة (82 عاماً) وزوجته، وابنهما محمد وزوجته وأولاده الستة (أكبرهم 22 عاماً وأصغرهم 11 عاماً)، أي أنه يؤوي 10 أشخاص .

وأوضح محمد شماسنة نجل صاحب المنزل المهدد بالإخلاء أنهم يسكنون في هذا البيت منذ زمن الولاية الأردنية وأنه مستأجرا من حارس أملاك الغائبين الأردني وبعد احتلال 67، تم الاستئجار المنزل من ما يسمى " بحارس أملاك الغائبين الإسرائيلي"، و أنه منذ عام72 يتم تجديد عقد الإيجار للمنزل حتى عام 2009 تم رفض التجديد ، وذلك تحت حجة كاذبة أنه يوجد وريث للمنزل من قبل المستوطنين ، واتجهنا للمحاكم ، ولكن كان الحكم لصالح المستوطنين لكن ما تسمى بالمحكمة العليا للاحتلال، قررت في جلسة لها عام2015 أن نخلى المنزل لصالح المستوطنين.

جزء لا يتجزأ من الهم المقدسي

فالشيخ جراح الذي يقع على سفوح جبل المشارف إلى الشّمال من البلدة القديمة في القدس، في مرمى التهجير والطرد، وبعض سكان الشّيخ جرّاح هم من العائلات الفلسطينية التي هُجّرت في نكبة عام 1948.

ومنذ عام 2001، هناك تدفق واضح للمستوطنين إلى الحيّ وقد نجحوا في الاستيلاء على عدد من البيوت وإخلاء سكانها. ويعاني الحيّ بشكل مستمر من إرهاب هؤلاء المستوطنين واعتداءاتهم.

وحذر شماسنة من مدى خطورة الوضع الذي يعيشه أهالي الحي، "لكون هناك عدة قضايا إخلاء للسكان"، موضحا أننا "جزء لا يتجزأ من الهم المقدسي. هناك هجمة شرسة على الحي، وقد اشتدت بعد قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة"، محذرا من أن إخلاء منزل العائلة سيمهد لإخلاء مزيد من العائلات في الحي.

غير قانونية أو إنسانية

وكان الأهالي نظموا وقفة أمام منزل عائلة شماسنة، مؤكدين أنهم تلقوا إخطارات لإخلاء منازلها حتى التاسع من الشهر الجاري لصالح مستوطنين ، مشددين على رفضهم الإخلاء تحت اى ضغوطات.

وقال الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا: إن "هذه الوقفة التضامنية مع عائلة شماسنة والعائلات المهددة بالإخلاء؛ لأنها سياسة تهويدية مرفوضة وعنصرية، وغير قانونية، وغير إنسانية".

وأضاف أن الإخلاء أشد وقعا على الإنسان من الموت؛ "لأنه كشف لعورات الناس، وضياع للعائلات والأولاد والأطفال"، مؤكدا أن عائلة شماسنة موجودة في بيتها قبل عام 67، وعليه نحن نتضامن معها.

ودعا إلى وقفة تضامنية وإنسانية لحماية عائلة شماسنة وجميع العائلات المهددة بالإخلاء، مطالبا السلطة الفلسطينية والهيئات الدولية التحرك لحماية المواطنين المقدسيين المرابطين في هذه المدينة المقدسة، وقال: "علينا الوقوف معا جنبا إلى جنب إزاء الإجراءات الإسرائيلية الهادفة لاقتلاع المقدسي من أرضه".

عمليات التطهير العرقي

هذا و أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، قرار الاحتلال الإسرائيلي، بإخلاء منزل عائلة شماسنة في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، الذي يأتي في سياق عمليات تهجير الفلسطينيين من الحي المذكور كما حصل مع عائلات حنون والغاوي والكرد التي طردت من منازلها.

واعتبرت الوزارة وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء" ، هذا القرار الاحتلالي العنصري جزءا من عمليات التطهير العرقي التي تمارسها سلطات الاحتلال بهدف تهويد حي الشيخ جراح وغيره من أحياء المدينة المقدسة.

واشارت الوزارة، الى ان ائتلاف اليمين الحاكم في إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو، يواصل تصعيد إجراءاته القمعية والتنكيلية بحق المواطنين المقدسيين، كجزء لا يتجزأ من الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال على الوجود الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة.

هدم و تهجير

و كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي استأنفت مؤخرا سياسة تهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة بزعم أن عائلات في الحي تقطن في عقارات كان يملكها يهود قبل النكبة، وأن هذه العائلات سكنت هذه البيوت بعد النكبة مع فرار اليهود من هذا الحي.

وذكرت الصحيفة أن حكومة الاحتلال استأنفت سياسة طرد هذه العائلات بعد توقف دام 8 سنوات، خاصة بفعل الضجة الإعلامية التي أثارتها قضية إخلاء السكان من الشيخ جراح والضغوط الدولية التي مارستها أطراف مختلفة بينها انتقادات وجهتها في حينه ل"إسرائيل" هيلاري كلينتون والرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر.

فقد هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وفق ما ذكره التقرير الدوري حول الانتهاكات الإسرائيلية الصادر عن مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال تموز الماضي (33) بيتاً ومنشأة في كل من الضفة الغربية والقدس شملت (17) بيتاً منها (3) بيوت تم هدمها من قبل اصحابها، وتركزت عمليات الهدم في العيسوية و بيت حنينا وسلوان وجبل المكبر وحزما والزعيم والتجمعات البدوية شرقي القدس، بالإضافة الى (16) منشأة تجارية وزراعية وحيوانية منها (11) منشأة في احياء القدس وحدها، بالإضافة إلى اخطار بهدم (6) منشآت في منطقة جبل البابا شرقي القدس اقيمت بدعم من الاتحاد الأوروبي.

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -