المناضل فؤاد صالحة رحل مظلوما

بقلم: سميح خلف

كم من الجراح والجرح العميق ان نرى الظلم والفساد من حولنا حتى  نشتاق الى أي بارقة امل وابتسامة في بداية يومنا ، ومع ذلك نرى الهموم تلاحقنا وتفسد علينا تطلعاتنا ليوم نرى فيه الظلم ينقشع وان يتحلى اصحاب المسؤلية باضباط لمسؤلياتهم الوطنية نحو شعبهم وكوادرهم ، وتمضي الايام ويرحل من يرحل " وما بدلوا تبديلا " قادة ومناضلين عرفناهم  لم يتحولوا لنرجسياتهم ومصالحهم ، في وقت يتهمون بالطوباوية  وعدم الواقعية ، وكأن الظلم واقع لابد منه والفساد ايضا .

فؤاد صالحة ابن غزة هاشم وابن لجنة غزة للقطاع الغربي  ومن مؤسسيها  وهو شاهد ومشارك في انجازاتها مع الاوائل ، اخر محطاته في الغربة كانت ليبيا ، عانى ما عاناه ولكن قوة ارادته ومثابرته وانضباطة اخجل الكثيرين من حولة ، كانت تربطه بابتسامته الدائمة  علاقة وطيدة مع كل قيادات الساحة الامنية والعسكرية والتنظيمية وكان  له علاقة حميمة مع مسؤول ملف شمال افريقيا  للتعبة والتنظيم لؤي عيسى الذي الان يتقلد موقع سفيلر فلسطين في الجزائر .

بعد توقيع اوسلو عام 94م من القرن الماضي  وعودة القوات الى ارض الوطن المحتل ولأسباب متعددة لمراكز القوى منع من العودة .. ربما لانه خطر على سلطة الحكم الذاتي وارتباطاتها مع اسرائيل .

ولكن بقي ضابطا في مؤخرة القوات في ليبيا .... هاجمه المرض وعانا ما عانه هو واسرته من اجحاف في حقوقه  فبالاضافة لمرض السكر الفتاك هاجمه مرض عضال  تسوس في مفاصل الفخد والركبة  منعه عن الحركة واصبح عاجزا ، وضمور شديد  في الفخد والساق  وابناء لم يكتملوا سن العاشرة اكبرهم وزوجة لا تعرف اين تتجه .... كان لابد من العودة الى غزة لتحتضنه بين اهله واخوته ...... وعاد الى غزة  برفقة عائلته وبدون أي مساعدة من السلطة ، وبرغم مناشدات عديدة ومتكررة  للرئيس ولقادة الامن الوطني ....... يبدو انهم كانوا مشغولين ..!! ولا يلتفتوا لهموم ومشاكل المواطن وباقل تعديل التزام اخلاقي مع مناضلين افنوا حياتهم لخدمة فتح وفلسطين والثورة .

استقر به الحال في مخيم دير البلح وسط القطاع مع اخوته في منزل الوكالة ، وحالة مرضية تفتك به يوميا ، لم يجد من يتوسط له للعلاج في مصر ، ولذلك خضع لاكثر من عملية فاشلة في الاوروبي  والمعمداني ....فازدادت حالته سوءا حتى اصبح لا يستطيع مغادرة سريره...... لم ارى وقفة وفاء مع هذا المناضل  من كل  يتناولوا مسؤلية عن المناضلين سواء في السلطة او فتح .... كلهم يعرفون قصته ......

لم يعد الوفاء قائما فان سقط مناضل يبتعد عنه الجميع .... اخلاقيات  المصالح ..... كان المناضل فؤاد لا يخلو بيته في ليبيا من الاصدقاء والرواد امام ثقافته ومنطلقاته النضالية  وان عجز تباعدت الارجل عن زيارته  وكان الحال اشد قسوة في غزة ..... اختلفت مع اخي فؤاد بالتزامه المطلق  بما يسمى الشرعية وشرعية الرئيس ... وبرغم ان الرئيس لم يلبي له أي نداء او مساعدة ......

مشكلة الراحل والمناضل فؤاد التي وافته المنية امس  يوم 982007  ان التنظيم والادارة وقيادة الامن الوطني وبرغم حالة العجز والمرض التي اتى بها لغزة  لم توافق على نقل راتبه وملفه لغزة لحين وفاته  واصبح يتقاضى راتبه على الساحة الليبية ومن ثم يحول له لغزة ، فكانت مشكلة كبرى عانى منها المرحوم ماليا وانسانيا  وتأخر في رالتبه الذي اصبح بالشواكل القليلة التي لا تسد مصاريف اسرته .

يا اصحاب القرار الا من وقفة ضمير ان لم تحقق في حياته فنامل ان تحقق بعد رحيلة  رحمة باسرته  وتاريخه ، يا هيئة التنظيم والادارة  هل من مستمع ومجيب ، يا سيادة اللواء اسماعيل جبر نعم قلت لك يا سيادة اللواء وليس الاخ فالفارق كبير بين المسمى عندما كنا نتخاطب به "" اخ في القطاع الجنوبي للاردن " وبين مسميات السلطة الان ، هل من مجيب لنقل رواتب المناضل المرحوم على مرتبات غزة لهيئة التقاعد"

رحم الله كادر وقائد فتحاوي ووطني من ابناء القطاع الغربي المؤسسين في غزة ..... وهي حالة من حالات عديدة  اغمضت اعين الضمير عنها فلم يشفع لها تاريخها ونضالها امام غطرسة القرار واصحابه

بقلم/ سميح خلف