مخطئ من يظن أن الموقف الإسرائيلي في التعامل مع قطاع غزة سيختلف عن الوضع والحالة القائمة، مهما تطورت واختلفت الظروف الاقليمية حيث ستبقى إسرائيل على قطاع غزة محاصرا، محاولة منها لإنهاكه وافتراسه كلما نمى وسمن .
من المعروف لدينا ان نتنياهو و بشخصيته المترددة والتي لا تتخذ قرارات مصيرية، مثل البدء في حرب مفتوحة على قطاع غزة، لكن من المتوقع انه قد يضطر اضطرارا للدخول في حرب مع غزة، وذلك حينما تتكالب رؤى اليمين المتطرف في اسرائيل للخروج من الازمات التي يمر بها نتنياهو وضرورة انقاذه من ورطته واتهاماته المتلاحقة بالرشاوي والفساد ،باعتبار ان نتنياهو هو
ملك اليمين الإسرائيلي وإمام التطرف ،وخبراتنا السابقة في السياسة الاسرائيلية انه لايتم علاج الأزمات الإسرائيلية الا بالانتخابات الداخلية المعمدة بدماء الشعب الفلسطيني ولاسيما غزة..
وفي التصعيد الأخير وضح لدينا أن المستوى الأمني الإسرائيلي يسير تجاه تصعيد الموقف في قطاع غزة، ويبدو أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية تتعامل مع قطاع غزة في الوقت الحالي على قاعدة تلميع الصحائف اليمينية ، وان الأمور تتجه إلى تصعيد ميداني متدحرج.
وباعتقادنا ان رفض الدوائر الأمنية والسياسية الإسرائيلية فتح حوار مع كافة الطيف الفلسطيني ، ووضع شروطا تعجيزية لا يمكن قبولها ، كلها ارهاصات لبدء عدوان بطعم اليمين لإخراج بيبي بطلا من جديد
اما بالنسبة لغزة فليس لديها ما تخسره في ضوء الحصار والخناق ، وتأرجح الموقف الاقليمي والدولي حيالها ، لذا نتوقع ان القادم بكل مؤشراته غير مبشر بأمطار نافعة مهما اختلفت تكهنات المرصد السياسي.
بقلم/ د. ناصر اليافاوي