ما تستطيع أن تفعله فعليك فعله، و إن لم تفعله راحت عليك،ويجب أن تنتظر 20 ساعة لتحاول فعل ما تريد في فترة عودة التيار الكهربائي لمدة 4 ساعات،وفي الكثير من الأوقات يكون أقل من ذلك "أنت و نصيبك".
الكهرباء في غزة الحدث المأسوي اليومي للمواطنين، فكل شيء هنا "مقلوب"،أن تنتظر حتى الثالثة فجرا لتغسل وتعجن و تكوى ملابس،أصبح أمر طبيعي،وعلى المواطن الغزى أن يتقبل الأمر" بصدر رحب"،وإلا مصيرك"السكري أو الضغط أو أزمة قلبية"، فليس مطلوب من المواطن الغضب من أجل صحته.
أزمة الكهرباء و آثارها على الحياة، وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"،دفعت المركز العربي لتطوير الإعلام الإجتماعي، بالمشاركة مع منظمة "أوكسفام" لمحاربة الفقر والفوارق الاجتماعية عبر العالم، لإطلاق حملة للتوعية بخصوص أزمة الكهرباء في غزة التي باتت على حافة كارثة إنسانية.
وأطلقت هذه الحملة تحت عنوان #أضيئوا_غزة، التي تعاني من أزمة كهرباء حادة، منذ سنوات طويلة، لكنها الأسوأ مقارنة مع سابقاتها بحسب جمعيات إنسانية واستطلاعات عدة, إذ تتوفر الكهرباء في القطاع لساعتين فقط باليوم وفي ظل تهديدات إسرائيلية بقطعها كليًا.
وتفاعل نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي مع حملة #أضيئوا_غزة، بشكل واسع والمضحك المؤلم في الوقت ذاته، ما غردت به دانيا وكتبت ساخرة ((لما تيجي اكتر من أربع ساعات بنطلق عليه هاد اليوم " يوم مفتوح " أو ممكن " بونس " بتحس حالك شغال بشركة ))، لذا على المواطن التعود و التأقلم أفضل لصحته، و هذا ما حدث مع المغردة أفنان كمال والتي قالت في تغريدها((أنا نفسي مش مستوعبة كيف تعودت علي ال٤ ساعات كهربا)).
فقطاع غزة الذي يسوده الانقسام السياسي منذ منتصف يونيو/حزيران 2007عقب سيطرة "حماس" على القطاع، وفشل كافة جهود الوساطات لإنهاء لإنقسام، زاد الحياة مأساة، وفي مارس/آذار الماضي، شكلت "حماس" لجنة إدارية لإدارة الشؤون الحكومية في قطاع غزة،وهو ما قوبل باستنكار الحكومة برام الله، وبررت "حماس" خطوتها بـ "تخلي الحكومة عن القيام بمسؤولياتها في القطاع".
ويعاني قطاع غزة حاليا أزمات معيشية وإنسانية حادة جراء خطوات اتخذها الرئيس محمود عباس، ومنها فرض ضرائب على وقود محطة الكهرباء، والطلب من إسرائيل تقليص إمداداتها من الطاقة للقطاع، بالإضافة إلى تقليص رواتب موظفي الحكومة، وإحالة الآلاف منهم إلى التقاعد المبكر.
وين رايحين؟
بينما نصيب المغرد أحمد من الكهرباء يبدوا مفقود كليا وكتب متسائلا((لما الكهربا تيجي من الساعة 6 الصبح للساعة 10 وإحنا نايمين إيش إستفدنا ؟ #أضيئوا_غزة))، و تتشارك أحمد المعاناة المغردة شَيماء قائلة (( كانت الكهربا بالأول تبجي 12 ساعة من أصل 24 بعدين صارت 8 بعدين 4 بعدين 2 بعدين السلام عليكم، والله ما هو منطق تصحي بالليل تخبط بالباب وأنت رايح الحمام عشان فكّرتو مفتوح وطلع مسكر )).
إذا إلى أين نحن ذاهبون؟، هذا سؤال طرحه المغرد حمادة وكتب قائلا وفق مار رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"، (( هل تعلم انو سكان قطاع غزة عاشو ٩٠٪ من حياتهم ع العتمة،بدنا اضاءه عشان نعرف وين رايحين ))،سؤال منطقي" وين رايحين؟،المغردة سجى أيضا تقول(( للعلم جيل التسعين وجيل الالفين ما شافوا الكهربا كاملة ))، بينما كتبت سندس الشريف (( أضيئوا ليل غزة، خير من أن تلعنوا الاحتلال ألف مرة)).
القطاع في أزمة كارثية حقيقية
وعندما تقتصر الكهرباء على ثلاث أو أربع ساعات، وعندما تقارب معدلات البطالة بين الشبان 60% ويتم الحد بشكل كبير من حصول الأضعف مثل مرضى السرطان على الخدمات الصحية المتقدمة، فإن المعادلة واضحة " فقط المحاولة للعيش".
ويعيش مليونا نسمة في قطاع غزة الذي تحاصره اسرائيل جوا وبرا وبحرا منذ عشر سنوات وتحكمه حركة "حماس" ، ومن جانبها تقفل السلطات المصرية معبر رفح، المنفذ الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل ويصل غزة بالخارج، منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق محمد مرسي عام 2013 ،ولا يفتح المعبر سوى استثنائيا وفي فترات متباعدة لدواع إنسانية.
و يفيد تقرير الأمم المتحدة تحت عنوان "غزة- بعد عشر سنوات"، أن أكثر من 95% من المياه في قطاع غزة غير صالحة للشرب، بينما انخفضت إمدادات الكهرباء بشكل خطير في لأشهر الأخيرة-- واقتصرت على بضع ساعات يوميا.
وشهد قطاع غزة ثلاث حروب مدمرة بين العامين 2008 و2014 بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في القطاع. ويقول المغرد محمد (( قبل شهرين ومنذ أن بدأت أزمة الكهرباء والوقود والرعاية الصحية والرواتب في غزة، غرق سكان القطاع في أزمة كارثية حقيقية )).