غزة ...واصلاح حالها

بقلم: وفيق زنداح

ليس بحالنا القائم .....وبما نستمع اليه ......يمكن أن تصلح أمورنا ....وتتحسن ظروف حياتنا ونصل الي الحد الأدني من متطلبات حياتنا الادمية التي نطوق اليها.... وحتي يمكن أن نصل الي مرحلة حسم الصراع وانهاء الاحتلال واقامة دولتنا الفلسطينية بعاصمتها القدس .

ليس بالقول حول فراغ سياسي وأمني كما يقال عبر الاعلام ما يمكننا من احداث أدني خطوة على طريق حل معضلاتنا ومشاكلنا وأزماتنا المستعصية .....وهذا ما يحدث بعض التقارب الشكلي ... وان اختلفت الظروف والامكنة والظروف السياسية..... ما بين احداث فراغ سياسي وأمني في غزة .....والاعلان عن انهاء السلطة وما يمكن أن ينتج عن مثل هذه الخطوات من فوضي داخلية .....واضاعة للكثير من الانجازات السياسية..... وعوامل الصمود والمقاومة التي تراكمت عبر سنوات طويلة .....وارجاع الصراع الي نقطة الصفر ....وليس استمرار البناء على ما تم انجازه ....بكل ما يمكن أن يكون ....ويسجل ....من أخطاء هنا وهناك .

مثل هذه الخطوة التي يتم ترديدها حول فراغ سياسي وأمني تزيد من حالة الخلط بالمواقف والاوراق والاولويات والمصالح ...وتزيد من اشعال نار النعارات والفساد داخل المجتمع ....والاهم أنها تزيد من فرص الأعداء لزيادة مخططاتهم ضد غزة وشعبها ومقاومتها ....ولن يكون بمثل هذه الخطوة أدني فرصة لحل مشاكلنا ....وانهاء الاعباء التي تقع علينا .

نحن بحاجة الي زيادة ملئ الفراغ السياسي والامني بما يحقق عوامل الاستقرار والامن والتنمية..... والذي يمكن أن يتوفر ويزداد بأهميته بانهاء الانقسام ....وبناء علاقات حسن جوار مع الشقيقة الكبري مصر ...وطئ هذه الصفحة السوداء من تاريخ هذا الانقسام الذي أنتج الكثير من الأزمات والسلبيات ...والذي سندفع ثمنه عبر عقود قادمة دون ادراك وحساب وتدقيق لما أخطانا به .....وعلى مستويات عدة من تدني مستوي التعليم والخدمات الصحية والاجتماعية والبطالة .....وفقدان للكثير من المعنويات والثقة فيما بيننا .

ليس هناك أدني تقدير وحساب لما الت اليه أحوالنا .....بل الاغلب منا يتحدث حول النتائج ومحاولة اسعاف بعضها ....وليس ايجاد الحلول الجذرية لها ....لأننا تعودنا على ردة الفعل وحلول الترقيع ....بعد أن أوصلنا أنفسنا لحالة ضعف لا نستطيع من خلالها أن نفرض ارادتنا ورؤيتنا .

غزة بمن فيها وعليها .....وبكل تاريخها الوطني ....ورمزيتها النضالية .....الممتدة عبر عقود ماضية تفقد بريقها..... وعنوان رمزيتها ....ليس لقصور أهلها ولكن لظروف قاسية تزداد بضراوتها التي تشكلت عبر حالة انقسامية ومناكفات سياسية ....وتجاذبات لا طائل منها .

غزة التي شكلت عبر تاريخها الوطني قلعة مركزية تأسس على أرضها ..... العديد من القوي والاحزاب ...كما دفت في ثراها الالاف من الشهداء كما كانت القاعدة الاساسية لانطلاقة وتاسيس منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد بكل مؤسساتها المتعارف عليها من المجلس الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية ....كما كانت أرض غزة من تأسس عليها قوات جيش التحرير الفلسطيني وقوي المقاومة التي صارعت الاحتلال بعد نكسة حزيران 67 .

غزة التي خرجت بكافة المناسبات والمنعطفات التاريخية لمواجهة مخططات التوطين والتدويل ....كما مخططات التصفية والتنازل.... وتمسكت برفع العلم والنشيد الوطني ....واحياء المناسبات الوطنية..... وحتي الدفاع بدماء أبنائها عن قدسية الوطن وثوابته وشرعيته .

غزة بأهلها الذين قدموا أغلي ما يملكون من أبنائهم وممتلكاتهم ومستقبلهم .....وصبروا وصمدوا ورابطوا وهم على ايمانهم...... ورباطة جأشهم ......يستحقون أفكارا أكثر جدية على طريق وحدة الوطن والشعب.... وانهاء الانقسام بكل صوره وأشكاله ....وطئ صفحة الماضي بكل أحزانه والامه .....حتي يمكن لقياداتنا السياسية والامنيه أن تصنع الامال ....وأن تعزز من طموحات اجيالنا .....

التي نخاف عليها أن تموت ....وأن لا ندرك موتها الا بعد فوات الاوان .

بقلم/ وفيق زنداح