محللون: ردة الفعل غير الموزونة قد تؤدي للمواجهة

أجمع محللون سياسيون، على أهمية التروى و إيجاد المعالجة الناجحة لمواجهة التطرف و الإرهاب الفكري الذي يغرر به الكثير من الشباب في قطاع غزة.

وشددوا على أهمية أن تكون ردة الفعل موزونة و غير متعجلة، وذلك خوفا من أن يؤدي ذلك إلى مواجهة غير محسوبة، في ظل الانقسام و الحصار الذي يعيشه قطاع غزة.

وجاءت هذه الدعوة بعد عملية التفجير التي وقعت فجير اليوم الخميس بقوة أمنية فلسطينية في مدينة رفح جنوب قطاع  غزة على الشريط الحدودي مع جمهورية مصر العربية.

دلالات أمنية خطيرة

وقال الكاتب و المحلل السياسي الدكتور إبراهيم حبيب في تعقيب له على هذه الجريمة:"برغم خطورة الحدث في رفح وبرغم استشهاد أحد عناصر الضبط الميداني الابطال وجرح العديد منهم وما لهذا الحادث من دلالات أمنية خطيرة وبرغم ما يحمله بعض أبناء غزة من هذا الفكر المتطرف وبرغم معرفتي بحجم الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية والأمن الوطني تجاه المعالجات الفكرية لهذه العناصر وبرغم ما قد يحققه هذا الحادث من مكاسب سياسية مع مصر".

ودعا حبيب فى تدوينه له كتبها على صفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي وفق ما رصده تقرير" وكالة قدس نت للأنباء"، صنّاع القرار في غزة بالتروي وعدم الاستعجال في اتخاذ قرارات قد تؤدي الى فتح مواجهة جديدة داخل القطاع مع هذه العناصر المنحرفة.

ونصح حبيب بأن يكون لديهم مزيداً من الحكمة ومزيداً من المعالجات الفكرية والبحث عن أسباب وجود هذا الفكر المتطرف لان ردة الفعل المتطرفة قد تؤدي الى مزيداً من التطرّف .

و استشهد رجل أمن فلسطيني وأصيب آخرون ، فجر الخميس، جراء تفجير انتحاري نفسه بقوة أمنية تتبع لوزارة الداخلية التي تديرها حركة "حماس" بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأفادت مصادر امنية " باستشهاد رجل الأمن نضال الجعفري،"28عامًا" متأثرًا بجراحه التي اصيب بها، جراء تفجير شخص نفسه، بقوة أمنية من عناصر "الضبط الميداني" بمدينة رفح على الحدود الجنوبية لقطاع غزة.

ونعت كتائب القسام القائد الميداني في قوة حماة الثغور نضال الجعفري الذي ارتقى إثر تفجير أحد عناصر الفكر المنحرف نفسه في القوة الأمنية على الحدود الفلسطينية المصرية"، بينما قالت حركة حماس أنها لن تسمح بالمساس بأمن شعبنا المقدس، وانه يجب محاسبة كل من تسول له نفسه النيل من امن غزة، واكدت حماس أن الفكر المنحرف لا يخدم إلا الإحتلال.

و أثار حادث التفجير الإرهابي ردود فعل ساخطة في الشارع الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة ،ودعت العديد من الفصائل الفلسطينية، إلى محاربة الجماعات التكفيرية، مؤكدين أن مثل هذه الأعمال مرفوضة دينيا ووطنيا وأخلاقيا هي سابقة دخيلة على قيمنا وديننا وثقافتنا ومجتمعنا المقاوم.

مشددين على أهمية تعزيز وحدة الصف ومعالجة قضايا المجتمع لمجابهة هذه الفئة الإرهابية التكفيرية التي تستغل الدين في تظليل أبناء شعبنا وتعكير  صفوة العلاقات العربية الفلسطينية.

الثقافة الوطنية لدرء أخطار التطرف

من جهته قال الكاتب و المحلل السياسي سميح خلف، في تعقيبه على هذه الجريمة، :" إن كل من يحاول العبث الأمني في غزة وتخريب تفاهمات القاهرة وتهديد أمننا وامن الأخوة المصريين هو خارج عن البعد الوطني والشعب الفلسطيني ومهددا للسلم الأهلي ومقتضياته الأمنية والوطنية".

ودعا خلف إلى اليقظة من هؤلاء ونشر الثقافة الوطنية لدرء أخطار وثقافية التطرف تسللت لبعض عقول شبابنا

كثيرون شركاء في صناعة الإرهاب

هذا و رأى الكاتب و المحلل السياسي مصطفي إبراهيم، أن حادث التفجير الانتحاري شرق رفح متوقع وربما تأخر، كان ممكن ان يحدث في وقت سابق او اي مكان آخر في قلب غزة وليس في مجموعة من كتائب القسام وسقوط شهيد منهم.

وقال إبراهيم فى تدوينه له كتبها على صفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، من فجر نفسه في الطريق لمصر لم يفرق بين فلسطيني ومصري. كثيرون شركاء في صناعة الإرهاب وثقافة الموت والقتل.

وأضاف، هنا لا مكان للشماتة، المعالجة القانونية والأمنية مهمة والاهم هو مشاركة الجميع في مواجهة هذه الظاهرة وطنيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا، العنف والتشدد والتطرف نما وينموا في بيئة من فقدان الثقة والامل والحصار والانقسام والفقر والبطالة والانغلاق الفكري والاحباط والتدهور الخطير في القيم وأمية الدين وبعض القائمين عليه وتوظيفه سياسيا واستغلاله واستخدامه حسب الحاجة.

مصابون بلوثة التكفير

من جهته عقب الشيخ الداعية نادر وادي دكتور علم الحديث في الجامعات الفلسطينية على حادثة التفجير قائلا:" تفجير التكفيري نفسه في رفح ليس وليد اللحظة ، للأسف إن كثيرا من الشباب المسلم مصابون بلوثة التكفير ، وسريعوا الاستجابة له ، ومعرَّضون للانتقال من التكفير النظري الصامت إلى التكفير العملي التفجيري عند أول محنة ، وذلك بسبب الاعداد الحزبي الضيق وعدم التربية على العقيدة الصحيحة ، وفي ظل الجهل والتشرذم والقمع والتباغض والحرمان والفقر والبطالة والحماس الديني غير المنضبط ، فإن البذرة كثيرا ما تخرج عن السيطرة وتتخذ اتجاها غير مرغوب .

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -