عين الحلوة في الضوء

بقلم: عباس الجمعة

مخيمات لبنان وتحديدا مخيم عين الحلوة لم يعد قنبلة موقوتة فحسب ، بل بات يشكل خطرا دائم وداهم يتصاعد في كل يوم ، متأثرا بالصراعات الداخلية والاشتباك الاقليمي من جهة وبالصراع الفلسطيني الداخلي وغزو التطرف الارهابي الاصولي للمخيم من جهة اخرى كل المعطيات التي ترشح من داخل عين الحلوة تنذر بوضع متفجر كانت تتم معالجته بشكل مؤقت عبر مسكنات مؤقتة لن تمنع الانفجار الكبير
ان ما يجري في مخيم عين الحلوة من قبل مجموعات متطرفة ، يبقي المخيم في قلب الحدث، وفي صدارة المشهد ، وخاصة امام نار الاشتباكات المشتعلة ، هذا المخيم الذي كان يشمخ به الشعب الفلسطيني، ففي أزقتها يلعلع الرصاص ليل نهار، وتنطلق بين جنباتها قذائف الـ بي سفن. وقد سقط قبل أيام المناضل الشهيد ابو علي طلال وهنا نسأل هؤلاء الجماعات ومن يساندهم ان ما تقومون به ينخر جسد الشعب الفلسطيني.
اصبح نحن امام مشهد مختلف لأنه رغم انسحاب حركة حماس من القوة الامنية المشتركة ، الا ان قرار الحسم مع الجماعات المتطرفة ، وهذا يتطلب ان تحزم كل الفصائل والقوى الفلسطينية امرها لإنهاء هذه الظاهرة .
مخيم عظيم كتب اسطورة النضال ، تمسك بعنوان حق العودة، عنوان الطريق إلى فلسطين،وعنوان الصراع المستمر مع المشروع الصهيوني، لا يجوز لجهة او عصابة متطرفة ان تأخذه الى مكان مجهول وان تكون شريكة في استهداف النسيج الوطني الفلسطيني ، واستهداف علاقة المخيم مع الجوار ، فأتركوا مخيم عين الحلوة، لانكم بما تقدمون عليه هو خدمة وهدية تقدم للعدو الصهيوني تكمن في ضرب القوة الامنية الفلسطينية المشتركة من اجل تنفيذ اجندات خارجية هدفها تصفية حق العودة بتدمير مخيم عين الحلوة.
ان من يراقب المشهد، يلحظ بشكل جلي حدة وتصاعد الحملة المعادية على القيادة الوطنية، والسهام الموجهة لصدر القضية والمنظمة والشعب من قوى الأعداء في آن، يفترض إصدار قرار واضح وصريح بانهاء هذه الظاهرة .
لذا فإن المطلوب عدم العودة الى دائرة الامن بالتراضي، ولا بد من معركة الحسم في مخيم عين الحلوة ، من خلال فرض الأمن والإستقرار في المخيم وتوفير الحياة الكريمة لسكانه بعيدا عن كل هذه الإستقطابات التي تهدد أمنه وأمن لبنان واستقراره.
إن يد الفلسطينيين وخيارهم الوطني والأخلاقي مع لبنان الشقيق ومقاومته وجيشه الوطني وشعبه الشقيق ، وما يجري في المخيم هو غاية في الخطورة ، لذلك المطلوب موقف فلسطيني موحد بانهاء الجماعات الاصولية التي تستحوذ على بيئة حاضنة لها أجندتها الخاصة ، فعلى الجميع تدارك الامر والعمل على استئصال هذه الظاهرة ، لانه كفى ما عاناه الشعب الفلسطيني من عذاب
ختاما ان اندلاع الاحداث في مخيم عين الحلوة أمر شديد الارتياب وشديد الاضطراب في ظل الحديث عن الهجرة ، وما يجري من احداث فردية متنقلة في المخيمات ، وهذا ما يشكل خطرا على المخيمات ومحيطها في نفس الوقت، ولهذا لا بد من موقف فلسطيني واضح بهذه الخصوص قبل فوات الأوان ، من خلال موقف سياسي اولا ، ومن ثم تعزيز القوة الامنية الفلسطينية ، وحسم موقف القوى الاسلامية التي تعتبر معتدلة ، والحوار مع العائلات والعشائر التي تقف وراء هؤلاء لانهاء هذه الظاهرة الخطيرة .


بقلم عباس الجمعة
كاتب سياسي