“لوين رايحين“.. تطورات تنزع الدسم عن تفاهمات حماس-دحلان

لماذا هبط فجأة سقف الأمنيات واختفى الحديث عن الإنفراجات الكبرى؟، وأصبحت لغة تحدى استمرار الانقسام والتضييق على قطاع غزة هي اللغة السائدة، وكأن قطاع غزة "ملطة" الكل يركله و يريد أن يثبت انه السيد الذي يجب أن ينحني له الجميع.

"لوين رايحين"، من يقدر أن يجيب المنكوبين في قطاع غزة على هذا السؤال، هل يستطيع مسؤول في هذا القطاع أن يجيب بصدق وأمانه، على كل بيت ينهشه الفقر و الألم و الذل ولا يجد من يكفكف دموع المسحوقين" لجنة التكافل،أزمة المياه والصرف الصحي، ذل المعبر، أزمة الكهرباء، قطع رواتب، الفقر و البطالة، وقف التحويلات الطبية،، وغيرها الكثير من القضايا المؤلمة.

في هذا التقرير نرصد كل هذه المخاوف وما يجول بخاطرة المواطن "لوين رايحين" غزة إلى أين تتجه، ما الذي يحدث على الأرض، لماذا لا توضح الحقيقة للناس، هل سيبقي نداء" حل اللجنة الإدارية" سيف مسلط على رقاب الناس، وإذا استمرت حماس برفض حل الإدارية،هل سنبقى رهينة هذه المعاناة و استمرار الانقسام و الحصار.

حسابات خاطئة

فما الذي ستحمله الأيام القادمة لغزة في ظل التوتر القائم مع بين "حماس و الرئيس محمود عباس و النائب محمد دحلان"، الثلاثة أطرف النزاع و الحل، يجيب على ذلك القيادي في حركة فتح" التيار الإصلاحي" الدكتور سفيان أبو زايدة والذي كتب على صفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي قائلا ستثبت الأيام أن الفرضية القائمة على أساس تضييق الخناق على الناس في غزة لإجبار حماس علي تغيير مواقفها هي فرضية مبنية علي حسابات خاطئة.

وأوضح أبو زايدة، وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء": "أن الفرضية القائمة على أساس الالتفاف على الموقف المصري من خلال تركيا و قطر أيضا فرضية خاطئة و المكابرة لا تخدم أي طرف، والوطن يحتاج إلى من يدواي جراحه و ليس من يعمقها وربنا يعين الناس على حمل مصاريف المدارس و العيد.

وتتطابق مواقف أبو زايدة مع رؤية أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة الدكتور حسام الدجنى في أن لغة الحوار يجب أن تكون السائدة في ظل ما يعانيه القطاع، وكتب الدجنى في تدوينه له(( جرعة أمل من وسط الألم هذا ما تحتاجه غزة الآن، و من الجيد أن تقوم حماس بتطوير علاقاتها بمصر أو النائب دحلان ولكن من غير الجيد قطع كل أحبال الود بالرئيس عباس )).

هذا وكان عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" صلاح البردويل قال:" إن المصالحة الفلسطينية تحتاج إلى نوايا وشراكة حقيقية وبرنامج وطني مشترك "، مؤكدا أن حركته "لم تغلق باب المصالحة" مع الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ".

ونوه بأن "حماس تريد تطبيق ملفات المصالحة رزمة واحدة لإنجاحها"، وأوضح البردويل خلال لقاء عبر قناة "الأقصى" الفضائية، قبل يومين إن" لجنة التكافل قدمت مشاريع للمصريين لتخفيف الحصار على قطاع غزة"، مشيرا إلى أنه "تم إقرار 17 مشروعا خلال لقاء جمعهم في الزيارة الأخيرة مع القيادة المصرية لإغاثة أهلنا في القطاع ، وبأن "لجنة التكافل تلقت وعوداً بتحسن آلية فتح معبر رفح لكن الأمر مرتبط بتجهيز الصالة المصرية"، مؤكدا أن الشعب ينتظر فتح المعبر بعد العيد وتحسن الكهرباء .

هذا ويعتزم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)، زيارة العاصمة التركية أنقرة يوم 28 أغسطس / آب الجاري، لإجراء مباحثات رسمية مع المسؤولين الأتراك.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، لوكالة "الأناضول" التركية، اليوم الخميس، أن "أردوغان وعباس سيبحثان المستجدات في المسجد الأقصى والقدس، وعملية السلام في الشرق الأوسط، ومباحثات التوافق الوطني الفلسطيني."

" إبر بنج"

ما الذي تحقق على أرض الواقع لكي يشعر به المواطن الغزاوي بين قوسين "لا شيء "، ولماذا هبطت كل الأمنيات وتوقف الصوت العالي وأصبح الهمس يدور بين الجميع، كان هناك شيء يخيف الكل، أين كل الوعودات الكاذبة التي سمعها المواطن، فهل كان الأمر عبارة عن" إبر بنج" لتهدئة الشارع، وخوفا من الانفجار، أين تفاهمات دحلان – حماس؟ والمنطقة التجارية الحرة، وفتح المعبر وحل أزمة الكهرباء؟.

وفي ظل لاستمرار ما بين التشاؤم و التفاؤل يقول الكاتب و المحلل السياسي الدكتور فايز أبو شماله حول ما طرح من قضايا:" تفاهمات حماس دحلان تمت بترحيب مصري، وبرعاية مصرية، بل وبغطاء واسع من الوعود المصرية بفتح معبر رفح، وإقامة منطقة تجارية حرة، وتزويد غزة بالوقود اللازم ، وكانت الوعود المصرية تدعو إلى التفاؤل، وكان من حق كل فلسطيني يستمع إلى الوعود المصرية أن يطير من الفرح، وأن يتفاءل، وأن يبشر قومه بأيام طيبة قادمة على غزة، لمجرد خروج التفاهمات إلى العلن.

فما الذي جرى؟ وما الذي تحقق على الأرض؟ وما الذي تغير منذ تفاهمات حماس دحلان وحتى يومنا هذا؟ يوضح أبو شمالة الامر قائلا وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"،:":" إغلاق مصر الطريق أمام قافلة المساعدات الجزائرية إلى غزة يعتبر مؤشراً سلبياً، وكذلك فتح معبر رفح للحجاج لعدة أيام يؤكد على قدرة مصر على فتح المعبر، ويؤكد أن ذريعة الإصلاحات في المعبر غير جدية، ولاسيما بعد فتح مصر معبر رفح للعالقين لمدة يوم واحد، بناءً على تدخل قيادي بارز من تيار محمد دحلان.

نزع الدسم عن تفاهمات حماس دحلان

ونوه أبو شمالة إلى ان الإذلال المتعمد الذي تعرض له المواطنون الفلسطينيون العائدون إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، هنالك امتهان لكرامة الإنسان، وهذه ممارسة ميدانية واعية لا تبشر بخير، وأن لهجة المخابرات المصرية الصارمة مع وفد التكافل الاجتماعي الذي عاد من مصر أخيراً، فقد ربطت المخابرات المصرية فتح المعبر بتحقيق الأمن في سيناء، وكأن مواطني قطاع غزة هم المسؤولون عن أحداث سيناء الإرهابية!.

كل ما سبق من تطورات ينزع الدسم عن تفاهمات حماس دحلان في هذا الجانب، ويذبح التفاؤل، ولا يعطي مصداقية لوعود المخابرات المصرية عن فتح معبر رفح بعد العيد.

واوضح أبو شمالة إلى أن حاجة الفلسطينيين في غزة إلى فتح معبر رفح لا تقل أهمية عن حاجتهم إلى الأكسجين الذي يتنفسون منه الوجود، ومسؤولية السعي الدؤوب لفتح معبر رفح تقع على عاتق تفاهمات حماس دحلان، مع التأكيد على تمايز العلاقة بين دحلان والرئيس السيسي، والتأكيد على حميمتها.

الحال يزداد سوء يوما بعد يوم

 فالناظر لحال غزة وما يصدر من تقارير حقوقية يفهم أن غزة واقعة في كارثة و على الكل ان يصطف لإيجاد حلول، و نلمس ذلك من خلال، ما قالته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، اليوم الخميس، أن أزمة الكهرباء المتفاقمة في قطاع غزة ادت إلى حصول الأسر على أقل من ست ساعات من إمدادات الطاقة اليومية، مما أدى إلى انخفاض إمكانية الوصول إلى المياه بمقدار الثلث في الأربعة أشهر الماضية.

هذا وبحسب ما جاء في بيان صحفي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، حذرت فيه من تأثر أكثر من 450 مرفقا من مرافق المياه والصرف الصحي بنقص الكهرباء، الأمر الذي يزيد من مخاطر الأمراض المنقولة عن طريق المياه وسط درجات حرارة الصيف الحارة.

وفي ظل الحصار وتأخر الإعمار واستمرار الانقسام  وهي عوامل نالت من كل شيء في القطاع، و قال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار: "إن الأزمات الحياتية المختلفة من أزمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي وغيرها الناجمة عن الانقسام إلى جانب الحصار والاحتلال، والتي تزيد المعاناة الإنسانية لأكثر من مليوني مواطن فلسطيني.

واوضح الخضري،أن أكثر من ٨٠٪‏ يعيشون تحت خط الفقر، وأكثر من ربع مليون عامل مُعطل عن العمل، ومعدل البطالة بين الشباب يقترب من٦٠٪‏ ،وبين أن ما نسبته ٩٧٪‏ من المياه غير صالحة للشرب، وأربعة آلاف منزل مُدمر بشكل كامل بسبب العدوان على غزة عام 2014، ليست لها تمويل من الجهات المانحة.

فالحال في قطاع غزة يزداد سوء يوما بعد يوم، والجميع يقول أن هناك حلول و آمال للانفراج، إلى أن الواقع يكذب كل هذه الأقوال، بل قطاع غزة في تدهور إلى الكارثة، ونلمس ذلك من خلال تحذيرات الأمم المتحدة من أن قطاع غزة قد يكون بالفعل أصبح "غير صالح للحياة"، وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية روبرت بايبر في الأراضي الفلسطينية المحتلة من أن "كافة المؤشرات تسير في الاتجاه الخاطئ".

ويعاني القطاع وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء" من أزمة كهرباء طاحنة وترفض حكومة الوفاق رفع الضرائب العالية التي ترفعها على الوقود المورد لصالح تشغيل محطة توليد كهرباء قطاع غزة الذي يعاني أصلا من عجز بأكثر من نصف احتياجاته من الكهرباء في الوضع الطبيعي، بالإضافة لاستمرار تعطل الخطوط المصرية التي كانت تساهم في تحسين جدول الوصل نسبيًا للمواطنين.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد باشرت في حزيران / يونيو الماضي و بشكل فعلي في الحد  من إمدادات الكهرباء لقطاع غزة وتخفيضها إلى 8 ميجا واط ، وجاء هذا القرار استجابة لقرار المجلس الأمني المصغر وبطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحد من إمدادات الكهرباء للقطاع .

ويعيش مليونا نسمة في قطاع غزة الذي تحاصره اسرائيل جوا وبرا وبحرا منذ عشر سنوات وتحكمه حركة "حماس" ، ومن جانبها تقفل السلطات المصرية معبر رفح، المنفذ الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل ويصل غزة بالخارج، منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق محمد مرسي عام 2013 ،ولا يفتح المعبر سوى استثنائيا وفي فترات متباعدة لدواع إنسانية.

و يفيد تقرير الأمم المتحدة تحت عنوان "غزة- بعد عشر سنوات"، أن أكثر من 95% من المياه في قطاع غزة غير صالحة للشرب، بينما انخفضت إمدادات الكهرباء بشكل خطير في لأشهر الأخيرة-- واقتصرت على بضع ساعات يوميا.

المصدر: غزة- وكالة قدس نت للأنباء -