تهويد بمعنى الكلمة هذا هو الحال في مدينة القدس المحتلة، فحكومة الإحتلال الإسرائيلي تعمل وفق خطط وبرامج تهويدية موضوعة بإتقان من أجل تدمير الهوية المقدسية الفلسطينية، وإصباغ الهوية الإسرائيلية غير الشرعية في مدينة القدس المحتلة.
فقطاع التعليم في مدينة القدس يعيش ظروفا صعبة بسبب سياسة الإحتلال الإسرائيلي التي تشن حربا ضروس على التعليم في القدس و تضرب بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية التي تضمن الحق في التعليم وضمان وصول الطلبة إلى مؤسساتهم التعليمية في ظل بيئة آمنة ومستقرة".
في القدس وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"، تقسم المدارس إلى مرجعيتين رئيسيتين فلسطينية وإسرائيلية: الأولى تشرف عليها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية وتشكل ما نسبته حوالي 47% من قطاع التعليم، وتشمل مدارس الأوقاف العامة بنسبة 14%، والمدارس الأهلية والخاصة بنسبة 31%، ومدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بنسبة 2%. أما المرجعية الثانية فتشرف عليها وزارة التربية والتعليم وبلدية القدس الإسرائيلية وتشكل ما نسبته 53% من مجمل قطاع التعليم في القدس.
وثم العديد من المشاكل الكبيرة في القدس الشرقية التي تضرب قطاع التعليم وعلى رأسها النّقص الخطير في الغرف التدريسيّة، وغياب أطر تعليمية لجيل الطفولة المبكرة، ويرتاد ما لا يزيد عن نصف الطلاب في سن التعليم المدارس البلدية، والتي تعاني من اكتظاظ شديد وأوضاعها الماديّة بائسة للغاية؛ حوالي 90% من الأولاد في سن 3-4 لا يرتادون أي من الأطر التعليمية.
شطب وإلغاء المنهاج الفلسطيني
وحول المعاناة و الملاحقة للمنهاج الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، قال الكاتب و المختص بالشؤون المقدسية راسم عبيدات :"إن الحرب على مدينة القدس والأقصى لا ولن تتوقف،بل وتأثيرها يتصاعد بطريقة غير مسبوقة، وفي إطار الهجمة على العملية التعليمية في مدينة القدس،من اجل شطب وإلغاء المنهاج الفلسطيني من المدينة وتدمير المنظومة التعليمية بشكل كامل".
واوضح عبيدات وفق ما كتبه عبر صفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي، أن قوات الإحتلال عمدت الى مطاردة وملاحقة موزعي كتب المنهاج الفلسطيني من لجان الآباء،كما منعت إدخال كتب المنهاج الفلسطيني الى مدارس الأقصى الشرعية في المسجد الأقصى،مما اضطر المسؤولين عنها لتوزيعها خارج المسجد الأقصى وقد اعتقلت قوات الإحتلال وشرطته مسؤول التعليم في المسجد الأقصى الشيخ ناجح بكيرات وكذلك الأستاذ روبين محيسن وعدد من طلبة مدرسة دار الأيتام الإسلامية،لتطلق لاحقاً سراح الشيخ ناجح والأستاذ روبين".
مواصلا حديثه،ولم يتوقف الهجوم والحرب على العملية التعليمية والمنهاج الفلسطيني عند هذا الحد،بل عمدت الى فتح صفوف لتعليم المنهاج الإسرائيلي للصف الأول في مدرستي صورباهر بنين وبنات الإبتدائية،وكذلك فعلت في مدرستي ام طوبا الإبتدائية بنين وبنات ومدرسة المتنبي في مخيم شعفاط،والهجمة هنا لكونها تستهدف شطب المنهاج الفلسطيني و "صهر" الوعي والعدوان على الثقافة والكينونه والهوية والوجود والذاكرة الفلسطينية،فهي لن تتوقف.
وفيما يتعلق بالوسائل التى تتخدها حكومة الإحتلال من اجل تهويد ومحاربة المنهاج الفلسطيني قال عبيدات وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء": "حكومة الإحتلال تستخدم كل وسائل الترهيب والترغيب من مقايضة المنهاج الإسرائيلي وتطبيقه بصرف ميزانيات ضخمة للمدارس التي تطبقه،وستحرم منها المدارس التي ترفض تطبيقه،وكذلك سيمارس ضغوط على المدراء والمفتشين في لقمة عيشهم،لمن يرفض التعاطي مع المخطط الإسرائيلي.
التعليم و الإستيطان
وذكر عبيدات، أن التعليم في القدس ليس هو فقط المستهدف،بل كذلك استمرار سرقة الأرض لصالح الإستيطان، و كشف المتطرف الصهيوني أريه كنج صاحب فكرة تهويد ارض الجليل وسرقتها،عن مشاريع استيطانية ضخمة ستنفذ في منطقة الشيخ جراح عقب السيطرة على بيت شماسنه والبيوت العربية الخرى في منطقة الشيخ جراح بإقامة اكثر من 500 وحدة استيطانية هناك،توصل تلك المستوطنات بجبل سكوبس وشارع رقم واحد وحي مئة هشعاريم لليهود المتدينين،وفي تطور لافت اعلن عن إفتتاح كنيس يهودي في سلوان - منطقة بطن الهوى في عقار عائلة أبو ناب المستولى عليه والمكون من خمسه شقق،تحت حجج وذرائع ان منطقة بطن الهوى كانت ملك لعائلات يهودية في عام 1881،ومنطقة بطن الهوي والعائلات التي تسكنها مهددة بخطر السيطرة عليها بالكامل.
الاحتلال يسعى لتدمير المنظومة التعليمية
من جهته قالت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية" إن ممارسات الاحتلال المتواصلة ضد العملية التعليمية في المدينة المقدسة؛ يعبر عن مدى بشاعة الاحتلال وعنجهيته وضربه بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية التي تضمن الحق في التعليم وضمان وصول الطلبة إلى مؤسساتهم التعليمية في ظل بيئة آمنة ومستقرة ، وذلك من خلال الحرب الضروس التي يشنها الإحتلال على قطاع التعليم في مدينة القدس، حيث قامت قوات الاحتلال بحملة شرسة ضد مدارس البلدة القديمة في المدينة والملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، ومنعت إدخال المناهج الفلسطينية لهذه المدارس، إضافةً لمنع وصول طلبة المدرسة الشرعية إلى مدرستهم بحجة وجود كتب المنهاج الفلسطيني معهم، واقتحام مدرسة دار الأيتام واعتقال عدد من الطلبة والمعلمين.
ودعت الوزارة وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"، كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية لتحمل مسؤولياتها إزاء هذه الحرب التي يشنها الاحتلال على المسيرة التعليمية في المدينة المقدسة، مشيرةً إلى أن ممارسات الاحتلال المجحفة التي تطال التعليم في القدس تتزامن مع ما تعرضت له مدرسة جب الذيب شرق بيت لحم من عملية هدم وتدمير ظالمة.
اجراءات ضد 12 معلما فلسطينيا
هذا و كشف موقع صحيفة "اسرائيل هيوم" ملاحقة وزارة التعليم الاسرائيلية للمعلمين الفلسطينيين في مدارس القدس وباقي مناطق عام 1948، حيث اتخذت مؤخرا اجراءات ضد 12 معلما فلسطينيا بينها الفصل والتوقيف عن العمل بداعي "التحريض".
وأشار موقع الصحيفة العبرية امس الجمعة بأنه جرى فصل مدراء ومعلمين في عدة مدارس في مدينة القدس مؤخرا، بداعي "تحريض" الطلاب الفلسطينيين ضد الجيش الاسرائيلي بشكل خاص واسرائيل عموما، من خلال بعض الانشطة التي اشرفوا عليها في هذه المدارس، معتبرة وزارة التعليم مشهد تمثيلي لطلال يرتدي زي الجيش الاسرائيلي ويطلق النار على طالب أخر في ادحى مداس بيت حنينا، "تحريض" ضد الجيش الاسرائيلي وتمجيد للشهداء الفلسطينيين.
وأضاف موقع الصحيفة بأن وزارة التعليم الاسرائيلية تتابع من خلال قسم خاص فيها ما تصفه "التحريض" داخل المدارس في مدينة القدس والتي تتلقى الموازنات من اسرائيل، وكذلك فأنها تتابع وتلاحق هؤلاء المعلمين خارج المدارس وتراقب ما تصفه "التحريض" ضد اسرائيل كي تتخذ الاجراءات ضدهم.
و أدانت الحكومة الفلسطينية الهجمة الإسرائيلية ضد مدينة القدس المحتلة، والتي تركزت مؤخرا على استهداف الحياة التعليمية فيها.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود إن الهجمة الاحتلالية في مدينة القدس العربية المحتلة تستهدف هذه الأيام المدارس وقطاع التعليم، من خلال اقتحام المدارس واعتقال الطلاب، كما جرى في مدرسة دار الأيتام خلال الساعات الاخيرة، وإغلاق مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية ومنع الطلاب من الوصول إلى مدرستهم واعتقال مديرها، إضافة لمحاولات منع وصول المناهج الفلسطينية إلى مدارس القدس.