رأى محللون سياسيون، أن تصريحات القيادي في حماس بالضفة الغربية ناصر الدين الشاعر، بوجود اختراق في ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية بأنها مجرد أمنيات يتمنى أن تطبق على أرض الواقع.
وأوضح المحللون، أن ما يحدث على أرض الواقع هو استمرار لسياسة تكريس الانقسام والابتعاد عن أي خطوات عملية باتجاه إيجاد حلول.
وقال الشاعر في تصريحات بالأمس:"إن هناك بوادر مصالحة قريبة بين حركتي حماس وفتح، مشيراً إلى أن عدة ملفات مهمة سيتم إنجازها قبل عيد الأضحى".
ولفت الشاعر إلى أن كافة الفرص والظروف العربية والمحلية والعالمية مهيأة لصالح التوافق والتصالح، قائلاً "إنه في حال أضعنا الفرصة فإننا نستحق دخول موسوعة غينيس في إضاعة الفرص".
وأكد الشاعر أن هناك تحركات قطرية وتركية واستعداد مصري وحراك في أكثر من منطقة من أجل ملف المصالحة".
حديث الشاعر أمنيات
وتعقيبا على حديث الشاعر بان هناك انفراجات قبل عيد الأضحى قال الكاتب و المحلل السياسي إبراهيم المدهون: "أعتقد أن الدكتور ناصر الدين الشاعر لديه سابقة في تحريك ملف المصالحة، لكنه يتحدث في هذه الجزئية عن أمنيات أكثر منها وقائع، و الأمور على الأرض أكثر تعقيدا مما يتحدث، وطالما استمرت إجراءات الرئيس محمود عباس ضد غزة ".
وأوضح المدهون في حديث لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، أن هذه ليس الطريقة الأمثل للوصول إلى المصالحة، والطريق الأمثل باعتقاده أن يتم التراجع عن هذه الإجراءات و تشكيل حكومة وحدة وطنية تعالج هذه الإشكاليات، وحينما تتم تشكيل هذه الحكومة بالتوافق سيتم إنهاء اللجنة الإدارية وقيام هذه الحكومة بنهاية الصراع.
مواصلا حديثه، وحتى الآن على الأرض لا يوجد بوادر لهذه الإجراءات، ولا يزال قطاع غزة يعاني، وهناك رهان لأسف على أن تجلب هذه الرهانات حركة حماس إلى المربع، و اعتقد أن هذه الإجراءات لن تؤدي إلى ذلك، وجهد الدكتور الشاعر جهد إيجابي يمكن البناء عليه وتغيير النظرة في إحداث فكفكه بالأزمات التي يعاني منها قطاع غزة والتي تسبب هذا الجدار وهذه التعقيدات.
هناك من يريد أن يخلط الأوراق
وحول تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في الضفة الغربية جمال محيسن عن وجود خلافات ما بين حماس في غزة مع الضفة والخارج بشأن المصالحة قال المدهون: "اعتقد أن حماس ممثلة بمكتبها السياسي هي حركة موحدة، ولديها رموزها، و الدكتور الشاعر حينما يتحدث يقول أنا لست حماس، وهو يتحرك على هذا الأساس، لذلك لا نستطيع أن نقول أن هناك حماس في غزة والضفة والخارج، وهذا حديث قديم أن حماس الداخل غير حماس الخارج، وأثبت التجربة أن حماس قرارها ينبع من المكتب السياسي المنتخب وهناك عناوين بارزة لا يمكن تجاوزها، إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي ويحيى السنوار رئيس حماس بغزة وفى الضفة صالح العاروري.
مواصلا حديثه، وفي ظل المناكفات الإعلامية هنا وهناك، يبدوا أن هناك من يريد أن يخلط الأوراق، لكن المتابع يجد انه لا يوجد إلا قرار موحد وبيان موحد، ومن الصعب أن نقول أن هناك أكثر من حماس، وواقع حماس في الضفة الغربية معقد، في ظل ملاحقة الإحتلال وأجهزة السلطة لحركة حماس ولكن خلاصة القول أن قرار حماس السياسي موحد.
وكان القيادي في حركة فتح، جبريل الرجوب، أعلن الأسبوع الماضي عن تحرك تركي لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ 10 أعوام.
وقال الرجوب للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن اجتماعا سيعقد في إطار التحرك التركي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس رجب طيب أردوغان في أنقرة، غدا الإثنين، وأضاف “إننا نعول على أن تكون القمة عاملا إيجابيا في إنهاء الانقسام”.
وأشار الرجوب إلى أنه اجتمع مؤخرا مع أحد كبار مستشاري أردوغان “الذي طلب عقد لقاء القمة في أنقرة، حرصا من تركيا على تحقيق المصالحة الفلسطينية، وللعلاقة الطيبة التي تربط تركيا مع حركة حماس“.
عباس- حماس - دحلان
وفي ظل هذا الحراك و دخول تركيا من جديد على خط المصالحة لقربها من حركة حماس و زيارة الرئيس عباس لأنقرة، وهل يمكن أن يكون هناك اختراق فعلى بملف المصالحة في ظل هذه المعادلات المعقدة، بمعزل عن التيار الإصلاحي الذي يمثله النائب دحلان بحركة فتح ، بناء على ما تحدث به ناصر الدين الشاعر.
يجيب على ذلك الكاتب و المحلل السياسي سميح خلف قائلا: "نعم هناك معادلات صعبة ومركبة أمام حماس، أما التيار الإصلاحي فقد حدد خياراته في اتجاه الرباعية العربية، أما الخيارات والمعادلات الأخرى فهي تعمل ضد وجوده سياسيا ووطنيا وبرغم من توصله لتفاهمات مع حماس تعتبر خيارات وطنية تبدأ بمعالجات إنسانية لازمات غزة خلفها الرباعية العربية وأجندتها السياسية .
مواصلا حديثه، في حين أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما زال يقفز في الهواء متجها هذه المرة لتركيا التي تربطها علاقات وثيقة بحماس وإسرائيل من ناحية ثانية، ويعمل على إحدى الجبهات والمعادلات التي من خلالها يستطيع إجهاض تفاهمات القاهرة وإفشال دور الرباعية العربية التي طرحت أكثر من مبادرة لمصالحة فتحاوية ومصالحة وطنية شاملة.
وفي معرض رده على سؤال حول قرب إتمام المصالحة بناء على حديث ناصر الشاعر قال خلف في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء": "لقاءات جناح حماس في الضفة عن طريق الشاعر بعد لقاءه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تتواصل مع قيادات من فتح في الضفة، وكان آخرها تلميحات الشاعر لإذاعة موطني بان هناك فرصة قربت لمصالحة بين السلطة وحماس وان لم تستغل فإننا نستطيع أن نسجل تلك الفرصة وآخر فرصة في موسوعة غنيتس.
وفي مداخلة له في نفس اللقاء علق عضو اللجنة المركزية جمال محيسن بان السلطة ستقدم تنازلات لحماس ليس لتوجهات وطنية بل توجهات تناحريه لعزل محمد دحلان وتفاهمات القاهرة والتيار الإصلاحي عندما قال : لن يكون هناك دورا لمحمد دحلان وجماعته في غزة ". كما قال خلف.
من جهته قال سفير دولة فلسطين لدى أنقرة فائد مصطفى، "إنه القمة الفلسطينية- التركية التي من المقرر أن تنعقد يوم غدٍ الاثنين، هي سيدة نفسها، داعيا لانتظار الاجتماع المرتقب بين الرئيس محمود عباس ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، لتصبح الصورة أوضح".
وأضاف مصطفى في اتصال هاتفي لبرنامج "ملف اليوم"، الذي يبث عبر تلفزيون فلسطين: أن زيارة الرئيس الرسمية إلى تركيا تحمل دلالات كبيرة، وأهمية كبرى، خاصة في إطار دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى أنها تحظى باهتمام كبير في تركيا.
وأوضح أن مواضيع عديدة ستكون حاضرة على طاولة القمة، وسيكون هناك إلى جانب لقاء الرئيس بنظيره التركي لقاءات أخرى، للنقاش حول العلاقات الثنائية بين البلدين.
على صعيد آخر، نفى مصطفى أي مشاورات أو حديث عن مبادرة تركية لتحقيق المصالحة، أو أي شأن آخر، معتبرا الحديث حول ذلك سابقا لأوانه".