ما هي حقيقة وجوهر المخطط من تمدد داعش في ليبيا

بقلم: علي ابوحبله

قالت قناة الجديد اللبنانية، في تقرير مصور لها إن السلطات الليبية اعتقلت إمام مسجد يدعى أبو حفص وانه تبين بعد التحقيقات المطولة معه أنه يحمل الجنسية الإسرائيلية ويحمل لقبا مزيفا واسمه الحقيقي هو بنيامين إفرايم وانه يخدم في فرقة المستعربين التابعة لجهاز الموساد المتخصصة في التجسس على الدول العربية والإسلامية، على حد قول القناة اللبنانية.

ونقلت القناة عن السلطات الليبية قولها إن الجاسوس تمكن من الانخراط في تنظيم داعش الإرهابي وانتقل معهم إلى بنغازي وهناك استطاع التغلغل في المجتمع وأصبح إماما لأحد المساجد.

من ناحيتها، ذكرت صحيفة البايس الإسبانية أن الغريب في الأمر أن الملقب بـأبي حفص تقدم بسرعة في مهمته، من عنصر عادى إلى إمام مسجد إلى تكوين جماعة داعشية مستقلة من 200 مقاتل، وظل يحاول اختراق الحدود مع مصر بل وكانت جماعته من الجماعات الدموية في ليبيا التي هددت بنقل الحرب إلى داخل مصر تحت شعار الحرب على مصر وتحريرها، بحسب الصحيفة الاسبانية.

ا ولم يرد أي تعقيب من أي جهة أو مسئول إسرائيلي على هذا النبأ لغاية الآن الجديد

ووفق المعلومات المذكورة وبحسب التحليل والرؤية التي يجمع عليها الاغلبيه من أن داعش وتنظيمات إسلاميه أخرى هي صناعه امريكيه إسرائيليه هدفها خلق الاضطرابات والصراعات في العالم العربي تحقيقا ووصولا للشرق الأوسط الجديد الذي يهدف إلى تقسيم وتجزئة العالم العربي إلى دويلات يسهل التحكم فيها ويمكن إسرائيل من بسط سلطتها وهيمنتها على العالم العربي .

إن إسقاط ليبيا وفق مهندس الصراعات في العالم العربي برنار هنري ليفي اليهودي الذي كان له دور كبير في ثورات الربيع العربي وساهم في إسقاط ليبيا بتدخل حلف الأطلسي لإسقاط نظام ألقذافي حيث كان له تأثير كبير على الرئيس الفرنسي ساركوزي

إن حقيقة داعش التي تكشفت حقيقتها في العراق وسوريا وكانت تتلقى الدعم المباشر من أمريكا وإسرائيل وأنظمة عربيه معتدلة بتصريحات مسئولين أمريكيين وإسرائيليين وهدف التنظيم لإشعال الفتنه المذهبية الشيعية السنية وإشعال الحروب العرقية حسب توجهات وتوجيه التنظيم في العالم العربي

صمود سوريا في وجه الإرهاب المنظم ضدها عرى حقيقة التنظيم وغيره من التنظيمات التي عملت تحت أسماء إسلاميه هدفت جميعها لتشويه صورة الإسلام

رغم خسائره المتوالية وفقدانه لمناطق النفوذ في سوريا والعراق ولبنان ، يبدو أن ليبيا تمثل مرتكزا أساسيا لتنظيمداعش، خاصة مع انحسار المشروع الداعشي في سوريا والعراق.ويكفل المناخ السياسي والأمني الذي يتميز بالفوضوية في ظل الصراعات والانقسامات التي تعيق بناء دولة ذات سيادة، فرصة لهذا التنظيم الإرهابي للعودة من جديد إلى واجهة المشهد الليبي.

بالعوده إلى نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية التي تصدر مرة كل شهرين وتنشر مرة كل سنة مؤشر الدول الفاشلة مقالا تحدثت فيه عن الأسباب التي حدت بحلف شمال الأطلسي إلى شن حربه العدوانية اللصوصية ضد ليبيا في العام 2011 مما أدى إلى الإطاحة بنظام الزعيم الليبي الراحل معمر ألقذافي وقتله و تحويل تلك الدولة العربية الغنية والمستقرة إلى دولة فاشلة .

وقد كنا تعرف قبل ما نشرته تلك المجلة الأمريكية المتخصصة أن دولة مثل فرنسا التي كان يتولى رئاستها الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي لعبت دورا محوريا في تلك الحرب التي أدت لخراب ليبيا وقتل وجرح عشرات الآلاف من أبنائها وتهجير قرابة نصف سكانها البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة والاستيلاء على نفطها ونهب مئات مليارات الدولارات من صندوقها السيادي وغير ذالك الكثير .

كما كنا نعرف بان القوات الفرنسية هي التي ألقت القبض على ألقذافي ومن ثم قامت بتسليمه إلى مجموعة من عملائها الليبيين الذين قاموا بدورهم بالاعتداء عليه جنسيا قبل قتله بصورة وحشية خوفا من يؤدي تقديمه إلى المحاكمة إلى كشف فضائح الرشا التي قدمها ألقذافي لتمويل حملة ساركوزي الانتخابية وكذلك لرئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كامرون .

وطبقا لما نشرته فورين بوليسي فان حرب إسقاط نظام ألقذافي وقعت بهدف الاستيلاء على النفط الليبي وسرقة احتياطي ليبيا الضخم من الذهب والفضة 143طنا من الذهب و150 طنا من الفضة ومنع ألقذافي من إنشاء عملة افريقية تعتمد على الدينار الذهبي بدلا عن الفرنك الفرنسي المتداول في جميع البلدان الإفريقية الناطقة باللغة الفرنسية .

وحسب المجلة التي استندت في معلوماتها إلى نصوص رسائل الكترونية لهيلاري كلينتون نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية فان ساركوزي الذي قاد العدوان على ليبيا وضع أمام عينيه خمسة أهداف قذرة وهي الاستيلاء على النفط الليبي وتامين النفوذ الفرنسي في المنطقة وتوطيد سمعة ساركوزي داخل فرنسا وتأكيد القوة العسكرية الفرنسية ومنع ألقذافي من التمدد في البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية وليس بهدف الدفاع عن حقوق الإنسان في ليبيا وإعادة الديمقراطية إلى ربوعها ومكافحة الإرهاب كما زعموا لتبرير العدوان.

وهنا وعلى الرغم من حقيقة أن فرنسا ساركوزي لعبت دورا محوريا في تخطيط وتنفيذ العدوان إلا أن كل دول الأطلسي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية شاركت فيه بفعالية بالإضافة الى دول عربية مثل قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في حين أن جامعة الدول العربية بقيادة أمينها العام آنذاك عمرو موسى شكلت غطاءا عربيا له كما فعلت في أزمة وحرب الخليج الثانية .

كان من أهداف تلك الحرب التي أدت إلى تقسيم ليبيا إلى ولايات ودويلات متناحرة هو صناعة زعامات ليبية مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وتهيئة الأجواء للأخيرة للتمدد في القارة الإفريقية وتهديد الأمن القومي والمائي العربي وتحديدا المصري والسوداني من خلال إقامة سد النهضة الإثيوبي الذي أقيم بدعم إسرائيلي معلن وواضح.

بكلمات أكثر وضوحا فان حرب 2011 على ليبيا كانت عدوانا أمريكيا أطلسيا إسرائيليا الهدف منه إضافة إلى النهب والسيطرة وتجزئة المجزأ هو القضاء على أي قوة عربية تحاول التطور والنهوض والتغريد خارج سرب التبعية للغرب .

إن إسرائيل تحاول استنساخ التاريخ وان بنيامين إفرايم الملقب أبي حفص إن صدقت المعلومات التي ذكرها تلفزيون الجديد اللبناني ويخدم في فرقة المستعربين التابعة لجهاز الموساد المتخصصة في التجسس على الدول العربية والإسلامية، على حد قول القناة اللبنانية.

فان مخطط الصراعات العربية جميعها تصب في صالح إسرائيل ومن ضمن أهدافه السيطرة على بوابة إفريقيا ومحاصرة مصر وتأجيج الصراعات في سينا ودعم للمجموعات المسلحة الارهابيه بهدف استنزاف قدرات الجيش المصري وضمن مخططها الإبقاء على محاصرة غزه وتوجيه الاتهامات لغزه بأنها من تدعم الإرهاب في سيناء والذي في حقيقته وجوهره صناعه إسرائيليه ولا شك أن التحقيقات إن تمت ستكشف حقيقة المخطط الإسرائيلي الذي ينفذه بنيامين افرايم من خلال داعش الذي يتزعمه في ليبيا وله امتدادات ربما في مصر وقد تكشف التحقيقات مع أبي حفص عن سر ولغز التفجيرات التي شهدتها مصر وخاصة ضد الأقباط ضمن إثارة النعرات والصراعات الطائفية في مصر وإفريقيا وأوروبا.

بقلم/ علي ابوحبله