تشهد اسواق الأضاحي في قطاع غزة خلال هذه الأيام، حالة من الركود في عملية بيع الاضاحي مقارنة بالسنوات السابقة من الفترة نفسها، ناتجة عن تراجع الطلب على الشراء بسبب الاوضاع المالية الصعبة التي يمر بها المواطن خاصة في انتظار صرف الرواتب.
وعن قلة البيع من قِبل الكثير من التجار، لم يخف التاجر صالح تذمره الشديد من التراجع الواضح في الاقبال على شراء الاضاحي رغم انخفاض اسعارها مقارنة بالعام الماضي. وأبدى صالح قلقه من استمرار انخفاض القدرة الشرائية والاقبال خلال الايام القليلة القادمة المتبقية لعيد الاضحى، وعزا هذا الانخفاض إلى "الأوضاع الاقتصادية والمادية الصعبة للمواطنين بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة والخصومات على رواتب المووظفين".
وتتراوح اسعار انواع العجول من 15 إلى 17 شيكل للكيلو الواحد حسب نوعيته وجودته، فمثلاً يبلغ سعر كيلو العجل الهنغاري بـ15 شيكل، فيما يبلغ سعر كيلو العجل الهولندي 16 شيكلاً، أما العجل البلجيكي فيبلغ 18 شيكلاً. ومع انخفاض اسعار العجول تشهد اسعار لحم الضأن "الخراف" انخفاضاً ملحوظاً ايضا بسبب قلة البيع في الاسواق، حيث يتراوح سعر كيلو الخروف ما بين 4 و5 دينار اردني وهو سعر منخفض مقارنة مع العام الماضي.
ويأمل صالح ان تتحسن القدرة الشرائية خلال الايام القليلة المتبقية لتجنب التجار المزيد من الخسائر المادية . ويشاركه الحال الكثير من التجار في ظل تراجع كبير في المبيعات مقارنة مع العام الماضي رغم رخص الاسعار، بسبب الوضع الاقتصادي والمادي الكارثي لسكان القطاع .
في انتظار تحرك عمليات البيع صعودًا في اليومين القادمين تزامنًا مع صرف الرواتب والتي ستؤدي معها إلى انتعاش نسبي متوقع للاسواق خاصة في ظل الخصومات على رواتب موظفي الحكومة .يقول عددٌ من الباعة إن "السوق يمر بفترة فتور على الرغم من أن العيد بات على المشارف" معزين الأسباب الى ضعف السيولة لدى المشتري .
وأوضح مواطنون أن أغلب الباعة يرغبون البيع في هذه الاوقات باي سعر تخوفا من عدم تحرك عملية بيع الاضاحي في اليومين القادمين وذلك بسعر السوق الحالي وعدم الانتظار .
من جانب آخر توقع المحللون أن ما يحدث في هذه الأيام من ركود في أسعار الأضاحي أمر طبيعي بسبب عدم توفر السيولة لدى المواطن نظرًا لتأخر صرف الرواتب وفي ظل الحصار على القطاع من اكثر من عشر سنوات وفي ظل انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، مما يسبب تلف للحوم الاضاحي، اذا تم وضعها في ثلاجات والتي تعمل بالكهرباء وهي لا تأتي سوا بضع ساعات يوميا مع عدم انتظامها .