كان من المفترض أن استكمل الحلقات المتعلقة بمسلسل ملفات غائبة التي تتحدث عن الصندوق القومي الفلسطيني التي بدأت منها الحلقة الأولى .
لكن لا بأس فسأعود لاحقا للحديث عن ما يتعلق بأفعال عاشقة الشكولاتة السوداء الملقبة بشيطانة الصندوق القومي الفلسطيني ، التي على ما يبدو بأنها باتت تحصر دورها المهني في المتعة بإذلال الشرفاء والتضييق عليهم ونكران حقوقهم وتحقيق مكاسب ذاتية، هذا في الوقت الذي تعين فيه ابنتها بدون وجه حق وذلك في سفارة فلسطين في جينيف، وما يعني ذلك من مزايا واستحقاقات من خلال إستغلالها منصبها وتجييره لخدمات شخصية.
جاء هذا التأجيل بسبب أن هناك تطورات متلاحقة تتعلق في سياق آخر، وخاصة فيما يتعلق بتصرفات المعتوه رياض المالكي الذي من المفترض أنه يحمل صفة وزير خارجية لدولة فلسطين المحتلة ، فوجدت أنه لابد من توضيحها للرأي العام الفلسطيني الذي من حقه أن يكون على إطلاع ودراية تامة بما يدور من أحداث تتعلق بسلوكيات المسؤولين عنه، وتأجيل التطرق للمواضيع الأخرى لحين الإنتهاء من إجازة عيد الأضحى المبارك، الذي أستغل مناسبة حلوله لأوجه أحر التهاني والتبريكات لأبناء شعبي من القراء الأعزاء آملا من المولى عز وجل أن يعيده عليهم وعلى أسرهم الكريمة وعلى أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم في كل أماكن تواجدهم بالخير واليمن والبركات.
هنا لابد من الإشارة إلى أنه بعد مقالاتي الأخيرة التي حملت عنوان رياض المالكي مسلسل الكذب لا زال مستمرا ، وعنوان مسرحية جديدة وعد جنسون بدلا من وعــد بلفور ، تحسس المالكي مخاطر ما يطرح في هذه المقالات، خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي لم يعد فيها مكان لتسويق المزيد من الأكاذيب التي لم تعد تنطلي على أبناء شعبنا.
لذلك بادر المالكي صاغرا بالاتصال مع رئيس هيئة العشائر الفلسطينية في قطاع غزة السيد الحاج أبو سلمان المغني الذي أكن له كل الاحترام والتقدير ، مزودا إياه بآرائي فيه المالكي من وجهة نظره هو ، وكاذبا عليه في بعض التفاصيل، وطالبا منه التدخل لدى عائلتي حتى لا أستمر في كتاباتي التي تفضح أكاذيبه.
بدوره اتصل السيد المغني بكبار مدينتي وعائلتي مشكورا وعارضا الوساطة ، وقد حادثته مباشرة لأفهم منه ما الذي سمعه من هذا الوزير المالكي.
للأسف الشديد أن هذا المالكي لا زال يفتقر لمفهوم الشعور بالمسؤولية أو حتى لا زال يشعر بالنقص تجاه مكانته الاعتبارية ، وكما يصفه غالبية سفراء فلسطين بأنه كاذب ودجال ، فهو لا زال يحقر من شأنه وهو يسرد روايات كاذبة بالرغم من معرفته المسبقة الطريق الصحيحة والعنوان الصحيح.
فعلى سبيل المثال ، يتحدث الرجل عن ضرورة إتباع الطرق القانونية في معالجة أي مشاكل عالقة أو المطالبة بالحقوق المستحقة ، وهو يتناسى عن عمد ويغفل بأنه أكثر المسؤولين الفلسطينيين وقاحة في احتقار هذا القانون، وأذكره هنا بقصة موظف في وزارة الخارجية تغول عليه وعلى أسرته وعلى كرامتهم وعلى حقوقهم بكل همجية ، وعندما لجأ هذا الموظف إلى القانون عبر محام، لم يتعاون معه أبدا لا بل بعث صبيانه وأرزقيته إلى المحامي ليحرضوه على ترك القضية بحجة أن هذا الموظف دحلاني وغيرها من قصص سخيفة من نسج خيال هذا المعتوه ورجالاته، فعن أي قانون إذا يتحدث هذا المالكي الصغير.
كما أن هذا المعتوه تحدث عن أنه يمثل كوزير خارجية لفلسطين شريحة راقية في المجتمع الفلسطيني، ولذلك فإنه يرى كحمامة سلام بريئة ورقيقة ، أنه من المعيب أن يتم نشر الغسيل بهذا الشكل كما يقول، متناسيا بأنه أصدر يوما من الأيام قرارا إداريا جبانا وذلك في ثالث يوم من ولادة طفل جديد ليدمر به أسرة بالكامل إشباعا لغريزته الإنتقامية البشعة ، في حين أنه لا يجرؤ على فعل مثل فعلته هذه ، مختلا عقليا ، وذلك بالتواطؤ مع ساقطين مثله يدعى أحدهما عدلي صادق والآخر يدعى زهير الحمدالله دار زيد، وحينها تراقصوا جميعا وتبجحوا بأنهم طبخوا الأمر سويا .
حينئذ كان هذا المالكي يمضغ هذه الأسرة ويطحن بها بين ضروسه غير ابها بجريمته الوقحة، وهو يستمتع بإذلالها وتحطيم مستقبلها نزولا عند رغبة ساقطين مثله، وذلك بهمجية منقطعة النظير وبدون رحمة لا تدل أبدا على أنه يتمتع بالرقي الإنساني ، لا بل تدل على أنه ينتمي لفئة الحيوانات المفترسة بهيئة إنسان يملأ قلبه الحقد ، فعن أي رقي يتحدث هذا التافه.
لم يكتفي رياض المالكي بهذا ، بل ذهب بعيدا عندما كلف أرزقيته من أبناء قطاع غزة المعروفين لدينا باسمائهم، ليسنوا أقلامهم بكتابة كلمات النفاق والثناء عليه ومهاجمتي من خلال صفحات التواصل الاجتماعي ، لا بل دفع رجالاته المنتفعين من إستمرار وجوده وذلك لإرهاب موظفي وزارة الخارجية، وذلك من خلال تحذيرهم من مغبة التفاعل مع صفحتي على الفيس بوك، وأن من يخالف ذلك سيتعرض للمساءلة القانونية ، كما أنهم حذروا موظفي الوزارة من أبناء قطاع غزة من الوقوف إلى جانبي أو التواصل معي ، وعليهم تحديد موقفهم إما الوقوف إلى جانبه والحصول على بعض فتات حقوقهم التي حرموا منها طوال سنوات مضت أو الاصطفاف إلى جانبي وبالتالي سيدفعون ثمن ذلك، أليس في ذلك إرهاب فكري ومهني همجي يا رياض.
هذا هو وزير خارجية دولة فلسطين الذي يتحدث عن الرقي، وهو من بات مهووسا بمنصبه ومكانته ومرعوبا من هبوب رياح التغيير المنشودة سواء مع تشكيل حكومة وحدة وطنية أو مع أي تغيير جذري لهذه المنظومة التي حفظت له مكانا غير مستحق طوال السنوات الماضية، ولذلك أسباب لم نتطرق إليها بعد، ولكن سيحين وقت كشفها بالتفاصيل في مقالات لاحقة.
هذا الوزير الذي جعلني في الحقيقة أن أخجل من نفسي كونه يمثل وزير خارجية دولة فلسطين المحتلة، وهو يتوجه للاستنجاد بالحل العشائري الذي كنت ارفض سلوك طريقه بالرغم من أنني ابن عشيرة تعد من أكبر عشائر الشعب الفلسطيني ، ليس تقليلا من شأن كبارنا ومخاتيرنا وأحبتنا وتاج رؤوسنا، ولكن إيمانا مني بأن الأمور المهنية لها آلياتها وطرق حلها ، ومن يعجز عن التعاطي معها بمنطق ومهنية وتحمل مسؤولية ، هو لا يستحق أن يتبوأ أي منصب أو أي مسؤولية.
لذلك أجد أنه بات من المناسب جدا أن يتم إصدار قرار رئاسي فوري بغض النظر عن أي تغيير قادم، وذلك بإقالة هذا المالكي وتحويله للتحقيق فورا كإجراء طبيعي ردا على سلوكه غير المهني، أفضل من تركه يتخبط بهذا الشكل المهووس ، وهو الذي أثبت صراحة بأنه جبان بامتياز ، ومحترف بالتخريب ووضيع في العمار.
هذا المالكي الذي بات يمثل نموذجا حيا من نماذج لهياكل فارغة تخشى الحقيقة وتلتف عليها من خلال نسج الأكاذيب وإطلاق الوعود الفارغة ، وهم يتمتعون بصناعة الآلام والأوجاع للآخرين، هؤلاء الذين لا يؤمنون بالرغم من كبر سنهم بأن الأيام دوال وبأن سيرة الإنسان هي نابعة من تطوره السلوكي والفكري والإنساني، وارتقائه بأخلاقه وأفعاله وليس باستمراره بالكذب والخداع والتدليس.
لذلك يا رياض، كان الأجدر بك أن تكون شجاعا وصادقا مع نفسك أولا ، وأنت في منصب رفيع، وتقر بخطيئتك التي إرتقت بالفعل لمستوى جريمة لا يمكن أن تمر مر الكرام سواء عاجلا أم آجلا ، ولكن كونك تعودت على الوضاعة فلا يمكن لك إلا أن تبقى وضيعا في أقوالك وأفعالك ووعودك.
يا رياض، تأتي وزارتك منح تدريبية كثيرة منها للشرطة ومنها للموظفين المدنيين، ولكن بدلا من أن تبتعث أصحاب الاختصاص أو أن تعطي حظوظا لأبناء قطاع غزة للاستفادة منها وهم الذين بت تحرضهم ضدي اليوم، تقلصها وتحرمهم منها ولا تبتعث لحضورها اي منهم إلى عدد قليل ويذهب الباقي منها هباءا منثورا بلا استفادة، لا بل تخصم هذه المنح من قيمة المنحة التي تقدمها الدولة المانحة ، فلماذا يا ترى هذا السلوك الغير وطني ، وخدمة لمن، فهل تستطيع أن تكذب ذلك حتى نرد عليك بما لدينا من تفاصيل
يا رياض، وأنت تحرض اليوم أبناء قطاع غزة بوقاحة ووضاعة ضدي، نتمنى عليك بالمقابل أن تطرح لنا مثالا واحدا قدمت فيه لهؤلاء شيء يحفظ لهم كرامتهم ويصون لهم حقوقهم ويعيدها إليهم بدون تمييز فيما بينهم، سوى الأرزقية الذين تتقاطع مصالحك معهم وإستغلالهم في سياق سياسة العصا والجزرة التي تتبعها داخل الوزارة حتى تضمن التفاف الجميع من حولك لضمان مصالحك وحفظ هيبتك المهزوزة داخل وزارتك .
أخيرا، يا رياض، أنت تعرف بأنني أعرف كما الجميع يعرفون أنك كاذب ودجال ، وأنت تعرف أنني أعرف أنك مرتزق ومنتفع من هذه المرحلة بكل أركانها ، وانت تعرف أنني أعرف أنك حاولت خداعي ولم تنجح ، وأنت تعرف أنني أعرف أنك فارغ وبلا مضمون وتعمل في سياق ممثل محترف خدمته الظروف وخدمه المنصب ويستغل كل دقيقة يتبوأ فيها منصبه من أجل مصالحه ومكاسبه الخاصة ، وبات يخشى هبوب رياح التغيير ومن ثم يكون المشهد غير ما نحن عليه الآن ولذلك يعمل على تأمين نفسه بكل ما أوتي من قوة.
يا رياض أنت تعرف أنني أعرف الكثير الذي لم يقال بعد ليس خوفا منك ولا من غيرك بل هو احتراما مني لذاتي ومهنيتي التي تقدر ما يمكن قوله وما لا يمكن قوله ، فإترك خزعبلاتك جانبا، وتذكر بأنك في منصب يحتاج لرجال، يحترمون أنفسهم ويحترمون كلماتهم ويقدرون مكانتهم ولا يتصرفون تصرفات صبيان .
يا رياض ، وصلت رسالتك، وأعتقد أن ردي هذا كاف على هذه الرسالة الوضيعة، ولك الخيار في أن تتعلم معني الرقي أو أن تبقى جاهلا ومتخلفا كما أنت ، وهذا لربما هو الأنسب لك في مثل حالتك العابرة والطارئة هذه، فلا أولاد الوزارة في غزة سيستمعون إليك، ولا بناتها سيلتفتن إلى تحريضك، أو يعرن كلامك أي قيمة ، لأن جميعهم كما إخوانهم من أبناء الوزارة في الضفة وأبناء الصندوق القومي في العاصمة الأردنية عمان، وكما أبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم ، باتوا ينظرون لك بعين الشك والريبة، ولم تعد أبدا في نظر أحد منهم مصدر ثقة.
بقلم/ م . زهير الشاعر