رعود المزن هو اسم مسلسل عربي تتطرق أحداثه إلى مشاعر الحب والحرب والموت معا، حيث تدور أحداث المسلسل حول حكاية رعود الفارس الشجاع والمزن البدوية الشاعرة في الصحراء العربية ، ومن هنا تبين لنا أن رعود هو اسم ذكوري بغض النظر عن أنوثة اسم المزن الجميل.
لذلك ، كوني من الناس الذين أتهموا بأنهم حملوا هذا الاسم الوهمي لمحاربة وكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات، ومن الذين لا يقبلون بأن يندرج اسمهم في قوائم السذج، كان لابد لي من البحث حول حقيقة هذا الاسم الذي ظهر فجأة على وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك في مرحلة حساسة كانت تعصف بالشأن الوطني ، وبالرغم من عدم تحمل ما كان يطرحه حامل أو حاملة هذا الاسم من معلومات بدون التدقيق بركاكتها أو مصداقيتها إلا أن عدد متابعيها في حينه كان يزداد، ويحرصون على متابعتها بشغف.
ذكاء رعود المزن أو رعود الخالدي كما كان يحلو لحامل هذا الاسم في حينه أن يتنقل بينهما ، كان يعتمد على استغلال الحالة الفلسطينية القائمة التي تعاني من التخبط والفساد والترهل الإداري والانقسام وبوادر الصراع حول وراثة السلطة وحالة الظلم التي يعاني منها أهل قطاع غزة، فتم التركيز على شخصية واحدة لربما ظن من هم وراء إطلاق حالة رعود المزن بأنها كانت تمثل الحلقة الأضعف لتحقيق الهدف المنشود وذلك لإثارته وخلط الأوراق وإدخال الحابل بالنابل، فكان وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية تيسير جرادات هو الهدف الأسهل في حينه ، فلماذا، وكيف تم خوض ذاك السيناريو القبيح، أسئلة سنجيب عليها بالعقل والمنطق بدون أن نظلم أحدا كون أن لنا تحفظات عليه أو أننا نختلف مع أسلوبه المهني أو أن يكون لدينا رغبة في أن نساهم في الانتقام منه كونه تواطئ في التسبب بآلأم كبيرة وأوجاع لنا في يوم ما، وذلك لأنني كنت من المصنفين عندهم من أبناء قطاع غزة المهنيين وأصحاب الأيادي النظيفة، ومن الذين لم يتمكن أحد من منظومة هذه السلطة الفاسدة أو وزارة الخارجية بوضعها القائم التي كنت أنتمي إليها مهنيا في فترة من ، أن يغرقني في وحل الفساد الذي يجتاح مؤسساتها، أو أن يجرؤ على أن يشتريني أو أن يجعل مني إمعة بلا دور أو مكانة.
أيضا كان ولا زال من المعروف عني بأنني من الذين لا يخشون في الله لومة لائم ويثقون في قدراتهم وبأنفسهم، ولكن كوني من أبناء قطاع غزة كان من البديهي أن تتكالب ضدي حثالات الفشل وطحالب الاسترزاق ، فأطاحوا بي في فترة عصيبة كان المطلوب فيها الإطاحة بأي شخص فيه ملامح القوة والذكاء والطموح من أبناء هذا القطاع المكلوم ، وذلك بشكل توافقي ومبرمج بين لوبي مخرب كان يعمل بصمت في الظلام بتكليف وهدف مشبوه يستهدف وحدة الوطن وبالتالي فهو كان ولا زال يستهدف كل أبنائه المخلصين والشرفاء والوطنيين ولوبي آخر منتفع من صمته أو تواطئه مع هذا الوضع المشين.
من هنا كان لابد من التوقف عند اسم رعود المزن الذي ظهر فجأة واختفي فجأة، وكان لابد من تسليط الضوء عليه مبكرا ولكن لم يسعفني الوقت لذلك في حينه. هذا الاسم الذي كان من المفترض أن نقنع أنفسنا بأنه يعود إلى أنثى جميلة تستعرض صور أنثوية مختلفة، ولكنها كانت قريبة الشبه لتوحي بأنها تتمتع بأنوثة جذابة، لتشغل بها بال اللاهثين وراء مكوناتها الجسدية الوهمية، طمعا منهم في لحظات غنج موهومة، فكانت تحصل هذه الأنثى الوهمية من هؤلاء السذج والأغبياء على ما تريد من معلومات بدون عناء، سوى وهم كانت تبيعهم إياه ، على أمل بأنها ستحمل سيفا سيسقط لهم فساد منظومة كاملة.
لذلك لابد من الإشارة بأنه لا شك بأنني ممن قبلوا هذا الاسم عدة مرات ضمن قائمة الأصدقاء كلما تم الإطاحة به كونه كان يعرفني بالرغم من عدم معرفتي به في حينه ، وذلك للتعرف على من قصدني ليستعين بمساعدتي في الوقوف في وجه الفساد . كان يحادثني وهو يعرفني بدون أن أعرفه ، كان صاحب الإسم يحاول إستدراجي لتحقيق هدفه بإستماتة ولكنه فشل، .
تابعت منه وعودا وهمية ورأيت وثائق مفركة كثيرة وغير مهنية بدون صادر ولا وارد ولا حتى التاريخ الذي كتبت فيه كان يبدو بأنه صحيحا، فكان واضحا أنه ملعوب فيها، وتحمل اتهامات موجهة ليدين من خلالها وكيل وزارة الخارجية تيسير جرادات ، ولم أكن أعرف في حينه السبب وراء ذلك ، بالرغم من أنه لا يوجد بيني وبين جرادات ذلك الود الذي يمنعني من عدم الصمت على ما كان يدور ضده.
لكني رفضت ذلك وكنت حذرا ولم تستهويني طريقة العرض التي كانت تهدف للانتقام منه وإقالته من وزارة الخارجية أو عدم منحه تمديد فترة عمله كونه وصل السن التقاعدي ، وذلك من خلال إثارة الرأي العام ضده ضمن سيناريو مظلل ووضيع بدون أن يدري أو تدري حامل أو حاملة اسم رعود المزن بأن حامل هذا الاسم اصبح في حينه أداة لتنفيذ ذلك.
كما أنه كان يبدو لي دائما بأنه تم الاتفاق تحت الطاولة علي صياغة هذا السيناريو الحقير في مكتب وزير الخارجية د. رياض المالكي الذي يرعي فساد الوزارة برمتها، والذي بات معروفا عنه بأنه كان ولا زال يريد الخلاص من وجود جرادات في الوزارة كوكيل لها ، كما كان ولا زال يقول سفرائه دائما، أو أنه كان لديه رغبة بأن يجعل منه كبشا للفداء في ذلك الوقت العصيب الذي رافق قصة اغتيال عمر النايف، وذلك لتحمل نتائج المصيبة الكبرى التي توجت بالتواطؤ بمقتل النايف في سفارة فلسطين في العاصمة البلغارية.
من هنا وجب التوضيح للرأي العام حتى لا تغيب تلك الحقية عن ذاكرته ، بأنني وجدت أن هناك شيء غير نظيف يدار من خلف الستار بطريقة مبرمجة، لذلك عدت للبحث حول آلية ما حصل وحول مسببات التركيز بالذات على جرادات في حينه، وترك رأس الأفعى القذرة المتمثلة في وزير الخارجية رياض المالكي نفسه ، حرة بدون أي انتقاد أو محاسبة أو إتهام أو مطالبة بإقالته وتحويله للمحاكمة، وبعد التيقن من أن اسم رعود المزن كان اسم وهمي يحمل اسم مسلسل عربي، إنتحله شخص مجهول الهوية لغاية مجهولة اتضحت أهدافها القذرة لاحقا، وهي محاولة استغلال قلمي النظيف لمحاربة جرادات والإطاحة به من وزارة الخارجية الفلسطينية وهذا ما لم يحصل لا بل أنني لا أنكر بأنني ساهمت في إنقاذه من هذا السيناريو المشين.
عندما أفشلت تلك السيناريوهات القذرة خاصة فيما يتعلق بضمان استغلالي في طريقهم المشبوهة تلك ، بدأت هذه الطحالب في هذه الأيام تبحث من جديد عن سيناريوهات أخرى ظنا منهم أنها ستكون أكثر فاعلية، وستضمن لهم راحة مستقبلية وتحقيق أهدافهم الخبيثة، ولكن غبائهم خانهم أيضا، لأنهم ظنوا بأنها لن تكون مفضوحة، ونسوا بأن الأدوات الرخيصة لا يمكنها مواجهة الرجال مهما تبدلت الظروف معهم سواء كانت تسير لصالحهم أم أصبحت تسير ضدهم، سيبقون هم رجال.
لكن هذا لا ينفي أيضا احتمالية أن حامل ذاك الاسم كان يبحث عن شهرة أو نجاح مأمول أو مكان في مرحلة كانت مرجوة، أو أنه كان مكلفا في إطار خلية متناسقة ومتوافقة حول الهدف المنشود وهذا هو الأرجح ، وهو في تقديري كان الإطاحة بتيسير جرادات من منصبه في حينه، أو أنه كان يقف في طابور المظلومين كغيره باحثا عن استرداد ح بات غائبا في ظل الفوضى الوظيفية القائمة في مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية .
لذلك كان لابد من متابعة تلك الصفحة في حينه وسبب اختفائها وأسلوب التظليل الذي تم اعتماده في إدارتها ، فوجدت أنه تم اعتماد أسلوب التشويق والتهديد الأجوف واطلاق وعودات فارغة بين الحين والآخر، من خلال معلومات كاذبة وركيكة وفارغة في سياق استغلال حالة الغضب في وزارة الخارجية الفلسطينية في حينه ، وهي التي أصابها العفن والترهل الإداري، بعد أن تركها وزيرها فريسة للفساد وهو يلهث وراء شهواته وبناء مجد لنفسه وتحقيق مكاسب مادية لشخصه، وتنفيذ مخطط مكلف به وهو تحصين وزارته بلون واحد لضمان تنفيذ سيناريو تفريغ السلك الدبلوماسي الفلسطيني من أبناء قطاع غزة بشكل هادئ تحسبا للحظات الإعلان عن الانفصال بين شطري الوطن ، ظنا منه أنه هذا التوجه غير الوطني لم يكن مفضوحا ، ولكن خانه ظنه في حينه، وبات من يراقب هذا الأمر عن قرب يعرف هذه الحقيقة جيدا بدون عناء ولا حاجة لشرح أو تفسير أكثر.
لذلك بالرغم من معرفتي يقينا بأن الإطاحة بي تمت ضمن سيناريو الإطاحة بأبناء قطاع غزة من السلك الدبلوماسي الفلسطيني وتقزيم دورهم المهني وحرمانهم من حقوقهم وذلك ضمن سيناريو محاصرة قطاع غزة بالكامل، حيث بدأ هذا السيناريو القذر بأيدي بعض أبناء قطاع غزة أنفسهم كأدوات منتفعة ومتسلقة وطيعة ومأجورة كانت ولا زالت تطمع بأن تتسلق الجبال لتصل للقمم بغض النظر عن وسيلة الوصول.
لكن بالرغم من ذلك لا يمكن إغفال أن من قام بتنفيذ ذلك بحقد أعمى وانحدار وطني بأيدي تدعي الوطنية وهي مشبوهة وقذرة بامتياز ولربما كان ذلك بمباركة وإشراف تيسير جرادات نفسه كوكيل لوزارة الخارجية ، الذي يقال بأنه حمل ملف العار الذي اعتمد هذا السيناريو في حينه ، فرحا وكان يزهو به لوزير مختل ومجرم وكان متعطشا للظلم وممارسة القهر ولم يكن أبدا يؤمن إلا بالعربدة المهنية من خلال ممارسة سلوك همجي وفوقي ومشبوه، ولم يكن على ما يبدو في حسبانه بأن الأيام دوال وأن الزمن غدار.
فكانت النتيجة في حينه فوق القانون وفوق القيم الإنسانية والأخلاقية والوطنية، بطريقة وضيعة لا تتلاءم مع هيبة رجال دولة بل كانت تنحدر لسلوك عصابة، لذلك وددت التوضيح في مقالتي هذه بدون رتوش ولا مجاملات لأحد، بأنه لا رعود المزن ولا ليالي الحلمية ولا من ورائهم من ممثلين وكومبارس إن وجدوا استطاعوا أن يستغلوا خلاف مهني أو يطوعوا قلمي ، أو استطاعوا أن يجعلوا مني أداة طيعة وبلهاء تلهث وراء الانتقام من الأخرين من خلال تشويه صورهم ، أو التطرق لسلوكيات فساد بدون أدلة موثقة لا تترك شك فيها، كوني أختلف معهم وهذا ما أغاظهم جميعا.
من هنا استطيع القول لكل أولئك الناعقين بهذا الخصوص وما ترتب عليه من قصص وحكايات كانت محبوكة بعناية ، بأن هذا هو أنا الذي يعرفني الجميع بأنني لا أتردد بوضع النقاط على الحروف وبشرف وثبات وباسم واضح ووجه مكشوف، ومعروف عنه المصداقية والجرأة في طرحه، وتلك هي أو ذاك هو رعود المزن المأجور أو المأجورة أو المكافح أو المكافحة من أجل أن يكون أو تكون ولكنه لا زال لهم مجهول كما يدعون، وهذا يجافي الحقيقة لأنهم يعرفون أنهم صناع هذه الحالة، وهذا بحد ذاته كفاية لفضح تفاصيل تلك الحكاية.
بقلم/ م . زهير الشاعر