لن تتوقف سلسلة العدوان للإحتلال الإسرائيلي، على حقوق الشعب الفلسطيني، بكل أشكاله كل يوم، ولن يكتفي بما إنتهكه وتم سرقته وتزوير حقائقه، على مدار بدء علته، ليمارس اليوم جريمة كنكبة أخرى، تنذر أن لا أحد سيسلم، من نير بطش الإحتلال، وإنما التدرج بالعدوان على مراحل الإمتداد، والإستملاك للأرض وتحقيق فكرة التهجير، وحلم الدولة الكبرى .
عائلة شماسنة بالقدس المحتلة، قاطنة بحي الشيح جراح، تم إقتلاعها من منزلها، بساعة فجر تسكن فيه، فهي تملكه منذ 52 عام، ليزرع فيه قطعان المستوطنين، ليشهد الليل الأخير، على أحداث الجريمة، وتفاصيل النزع للحق، لأهل البيت والديار، وترسم صورة أخرى، عن ممارسات فقدت إنسانيتها، دون مراعاة حقوق الإنسان، ولا قوانين دولية، تحرم الإعتداء على حق الإنسان بالمسكن الأمن، والحياة الكريمة، فكيف بهذه الصورة، المحتل هو المعتدي، باقتلاع أهل الأرض وأصحاب الديار من ممتلكاتهم، ليسكنوا العراء، تحت سخرية ورقص القاطنين من شتات الارض، وجبروت الإحتلال وسوط التهديد والظلم.
اعتاد الإحتلال الإسرائيلي على ممارساته اللأخلاقية، البعيدة عن قيم الإنسانية، كمنهج ثقافي له، وأيدولجية فكرية، يمارس بها نواقصه على المستضعفين من أهل الحق، حتى اعتاد العالم الدولي عليها، ليصفق أحيانا، ويستنكر على خجل، ويصمت أكثر .
ما يحدث بالقدس المحتله، صورة من صور ما حدث بعكا وحيفا والناصرة وغيرها، فالضحية الكبرى الأن للإحتلال القدس المحتلة، ليعاد رسم صورتها، كما رأت مخيلة الإحتلال بعاصمتها الكبرى، وتوحيد شطريها، ومحو أثار التاريخ الأصيل لمعالهما، وإقتلاع بذرة أهلها، فهذه الصورة ستعاد مكررة قريباً، في قلب رام الله، ونابلس وغيرها، إذا لم يُصد هذا العدوان حقيقة، في وقت يُمتد حول مدن الضفة الغربية، ويحاصر قطاع غزة، بهيكل إستيطاني كبير .
لن يتحرك العالم الدولي الأن أو غداً، مسرعاً نحو المطالبة بالحق الفلسطيني، وقمع الإحتلال واتخاذ خطوات عملية، لتحقيق العدالة الدولية، وصد جموح الإحتلال بعدوانه، ولن تُسير الجيوش الدولية، ولن يفرض الحصار الدولي، على أجواء الإحتلال الإسرائيلي، وفضائه الجوي ليمنع تحركاته، ولن تنزل عليه العقوبات المالية بالحصار الإقتصادي، وحرمان المساعادات الدولية، ولن تفتح المحكمة الجنائية ملفات جرائمه، لتطالب قياداته وجنوده، للمثول أمام عدالتها، فهذه الحقيقة الأليمة، التي يمارسها المجتمع الدولي، نحو إنحيازه وعدم العدالة في التعامل بحقوق الإنسان الفلسطيني، ولن يعود للقانون الدولي مكانته العادلة، إلا بممارسته الحقه لإنصاف القضية الفلسطينية، وإيقاع مخالفاته على الإحتلال الإسرائيلي .
إخراج الإحتلال الإسرائيلي لعائلة شماسنة من منزلها بالقوة والترهيب، وإلقائها في العراء دون مأوى، جريمة توثق للإرشيف الوطني للقضية الفلسطينية، وشاهد أخر على العجز والخذلان والتواطؤ، ليحين الزمان الذي يسترد به الحق، ويعاقب المحتل على ما اقترفت يداه، ولن يكف القلم عن الكلمات، التي تثبت هذا الحق، وترسم صُوره الشاهدة، ليزرع في الذاكرة، ويتلوه القادمون غداً .
آمال أبو خديجة