تبقي عالقة في الأذهان ولا تختفي من الذكريات خصوصا لمن يفارقنا في الحياة وهنا تتعدد الأشكال وتكثر لكل واحد منا قصته الخاصة بما يحتفظ بالروح والعقل والقلب لمن هم بعاد عنا وأحياء وما لفت إنتباهي أكثر من مرة من يعيش فقط مع الصور وهي ترسم الحقيقة في كل يوم دون أن نأخد بالحسبان تغيير الوجه والمعالم وهذا ما حدث لي بالظبط واستغربت من هذا الأمر كيف نتغير بسرعة ودون ملاحظة ونحن لا نعيش بدون المرآه اضافة للفيديو والحركات في كل مشاهد التحرك وهي تقرب الكثير من بعض للعائلات لمن يفقدون التعايش مع بعض لظروف ما تفرق بين الأرواح لأسباب خارجة عن الإرادة بالطبع للإنسان وهو دوما يبحث عن التعايش مع أقرب ما لديه بالحضن والسلام وهنا يظهر علينا الأب ودع الزوجة و الأبناء شهداء أثناء الحرب الأخيرة علي غزة ومن يومها لا أراه بدون ما يملك مجرد صور وذكريات حاضرة معه علي الدوام في الجوال الخاص وعبر حسابه الشخصي علي الفيس بوك من كل مناسبة يجدد العهد والوفاء والقسم لهم بأنه لم ينسي أي موقف رغم التغييرات التي تحدث من حوله كالزواج لأبنائه والتواجد معهم بالفرحة والمجاملة لتستمر الحياة بالعطاء وتجدد الأحفاد وكل هذا لا يفيد علي مايبدو لأن ما تعلق معه صورة طفلة شهيدة مزقتها صواريخ الإحتلال وللعلم قد دفناها بعد أيام من العثور عليها بين الركام عندما اكتشف البعض أن هناك رائحة لا تختفي من المكان المهدوم كليا وهو أكثر من بيت اختلطت فيه الدماء ولا احد يعلم من دفن هنا ومن لحق متأخرا ليلحق بالركب والجمع بين التراب مجرد قطع متناثرة لملمها أبناء الحي أثناء القصف العشوائي
للمخيم وحتي يومنا هذا لم يتم الإعمار لهم غير جزء صغير جدا وهم ينتظرون الفرج منذ سنوات ويحلمون بالبناء الكامل لبيوتهم المدمرة والصورة لا ترحم الذاكرة من داخل البيت وكيف كان يجمع العائلة بالحب والحياة ولم الشمل مع بعض علي كل وجبة وسعادة قد انتهت بمجرد الإصابة وعاش من عاش ورحل من رحل والعذاب وحده من بقي للحي وهو يناجي ويحاول لملمة ما حصل وعكس ما يراه عند الغير بواقعنا وهناك الكثير من أعادوا بيوتهم وشيدوها أفضل مما كانت لأنهم يحسبون علي تنظيمات معينة تفرق بين هذا وهذاك كما يحدث دوما وباستمرار في العالم العربي عامة والفلسطيني خاصة وكل ما نتمناه أن نتخلص من هذا العبث ونحاول تحقيق ولو جزء من عدالة غائبة علي هذه الأرض التي تعبت وصرخت بما فيه الكفاية لإعادة البوصلة كما كانت بحب التعايش والتسامح مع بعض رغم الخلافات الكبري اليوم بتحولها لصراع ذاتي وداخلي ونحن لا نري ولا نشعر بمظالم الغير وهم يدعون رب السماء للإنتقام من كل تسبب في الوصول لهكذا حياة ووضع بالتربص للأخر والوقوف عند الخطأ بدون الإشادة للحق والنطق لمن يستحق أن يحيا بروح الشعب والوطن ومن أصابه هذا الغم لا يحتمل أن يستمع أو يقرأ أي كلمة ويعتبرها مجرد شعارات للزيف من كل مرحلة وهنا لا نختلف معه ولا مع غيره في ظل هذا الألم المتنامي بداخله وحده ومن يحكمنا بالطبع هو السبب الرئيسي مالم يوفر حماية لمن يفقد أعز الناس عليه وهذا جانب صغير جدا من الطرح والمحاكاة لو سردنا كل يوم قصة ورواية من حكايا شعبنا في كل مكان وهنا تعود بي الذاكرة لتاريخي وما سمعت وترسخ في الأذهان تشتت أهلنا وفرقتهم من دون أن تكون الصورة حاضرة للكثير وكلنا أمل أن نعود لرجدنا ونرحم من تبقي حي بالإسم فقط ولا تدعونا لقلب الطاولة والموازين كما قلبتم الصورة وزيفتوا التاريخ حسب ما تستهوي العقلية والعنصرية ليستفيد منها حركات أصولية واحزاب تعيش علي عذابات الناس والقصة لهم مجرد حسابات وارقام تدون وتصور وترسل كي يستعيدوا الشيكات بالدولار وعلي بياض وقد مسح من علمنا وساد السواد بكل لون بغياب وشطب لمن يتفوه بالكلمة الحرة اليوم وللأسف لم تعد كثيرة ولم يغيرنا قلم ولا أدب ليسجلوا انتصار السياسة والقتل المبرمج حسب ما يرغب به البعض ولا أستلهم ولا أتخيل بمن يخدم المحتل ويتساوي معه بالجرم دون أن يعلم ونحن نفتقد الانسانية والصورة الجميلة لثورتنا بالبندقية الشريفة كما عهدناها وأقسمنا علي شرفها أن نحرر أرضنا ولا نسمح لأحد أن يمس أي فلسطيني من كرامته وحريته وهو يدافع عن شرف أمة باكلمها بالصمود والتحدي لنبقي شامخين وفخورين بكل من ضحي وتركناه يدفع الثمن وحيدا بدون احتضان الأرض له ليرفع الرأس ويفتخر بكل شهيد قدمه علي حق من أجل تحرير وعودة كما حلم من البداية وسمع وصايا الأب والأجداد أن نبقي علي نفس الدرب أحرار مهما كلفنا ونحن نتكفل الطفل ونوفر له ما يحتاجه البيت من الصدق والأمانة والضمير الغائب بالعودة للشعب مرة أخري بصورة مشرقة وجميلة تدعونا أن ننتخب من يستحق بعد كل هذه التجارب القاسية جدا والمريرة بما حصل من الإنقسام والتشرذم والضياع واجيالنا تبحث عن مخدرات ودخان مرتفع الأسعار بشكل جنوني وخيالي يدفع للجريمة وتفسيخ المجتمع بشكل لا يقارن مع من عاش تاريخ النضال الحقيقي بكل نهضة لمشروعنا الوطني ولا يوجد غيره بروح الشرفاء فقط وضعوا مليون علامة حمراء هنا ..ولا تتركونا أن نقدف الحجارة في بئر من الأوهام ..
كرم الشبطي k..sh
k..sh كرم الشبطي