المستوطنون قادمون .. ونحن منقسمون

بقلم: أشرف صالح

هل يستطيع المنقسمون التصدي لمشروع يهودية الدولة الذي ينهش في لحم فلسطين . ويجعل من عظامها سلما ليصعدوا عليه فوق منابر القدس والخليل . لتكون مدينة الخليل عاصمة المستوطنين المستقبلية . فكيف لا ونحن منقسمون ...

ليس غريبا أن نرى المستوطنون يزحفون في كل مكان وزمان . ويتجولون في مدينة وأخرى . ليس غريبا أن المستوطنون يستمدون شرعية السيطرة على المدن الفلسطينية من ثلاث سلطات رسمية في إسرائيل وهي . السلطة التشريعية أولا . عندما يحصلون على تصويت وتفويض من الكنسيت  بإقتحام مدن فلسطينية وإحتلالها بحكم صادر من السلطة القضائية وهي المحاكم الإسرائيلية . وبدعم من السلطة التنفيذية وهي الحكومة الإسرائيلية . فأصبح الأمر لدى اليهود ليس مجرد إعتداء بالقوة فحسب . بل هو تشريع وتفويض كامل إلى المستوطنين بالسيطرة الكاملة على أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية . ولعل الأخطر هو ما حدث في مدينة الخليل . عندما حصلوا المستوطنين على شرعية بالسرقة . وهي إقامة هيئات محلية ورسمية لإدارة شئون المستوطنين في هذه المدينة المغتصبة .

هذه التعديات المتكررة بدأت مع ولادة ما يسمى بدولة إسرائيل عام 48 . وإستمرت عبر محطات كثيرة .

والهدف منها هو إنتزاع دولة يهودية بالقوة وخاصة بعدما فشلت الحكومة الإسرائيلية أن تحصل على إعتراف بيهودية الدولة من السلطة الوطنية الفلسطينية . وهذا ما زاد من شراسة اليهود في سرقة أراضي الفلسطينيين . لتثبيت هويتهم اليهودية بالقوة .

والسؤال الذي يطرح نفسه دائما . أين نحن من كل هذا ؟؟ هل نستطيع نحن المنقسمون أن نتصدى لمشروع اليهودية الذي ينهش فينا ليلا نهارا . هل نستطيع نحن المنقسمون أن نتوحد ضد الوحشية الإستيطانية . سأكتب لكم متشائما عن وجهة نظري . للأسف الشديد لا يستطيع المنقسمون أن يتصدون لسرطان الإستيطان ومشروع الدولة اليهودية . لانه بكل بساطة . فاقد الشيئ لا يطعيه . وللأسف الشديد أيضا أن المنقسمون ليس عاجزون فقط عن التصدي لليهود . بل هم عاجزون للتخلص من ظاهرة الإنقسام . وهذا ما يزيد من الأمر خطورة . فلا يوجد أمل للوحدة في ظل الكراهية . وسوف يستمر هجوم المستطنين الشرس ومشروعية الدولة اليهودية في ظل الإنقسام الفلسطيني . ومع كل هذا لا تنتهي الدنيا فلا زالت الفرصة قائمة أمام الأشقاء للمصالحة الحقيقية التي تنبع من المصلحة الحقيقية . وأنا على يقين . إذا توحدو الإشقاء سيتفرقوا الأعداء .

بقلم/ أشرف صالح