جدران الإعصار

بقلم: فراس الطيراوي

نقول للموتورين والمهوسين والبلهاء، والمحسوبين زوراً وبهتاناً على رجال الدين، وأتباعهم من أصحاب الفكر الظلامي إن الشماتة وتأجيج الأحقاد ومشاعر الكراهية والفتن، والرقص على المصائب التي تقع للغير سواءً كانوا مسلمين أو غير مسلمين تتنافَى مع العقيدة السمحة وديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى المحبة والسلام، والرحمة التي يُفترض أنّها تسود بين الناس جميعاً،بغض النظر عن العرق واللون والدين.
فالنبي محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلوات والسلام أهو قدوتنا أم ماذا؟ فعلى سبيل المثال رغم إيذاء أهل الطائف له، لم يشأْ أن يدعوَ عليهم بالهلاك، ولكنه ( ص) قال في نبل وسموِّ خلق: «لا، بل أرجو أن يُخرجَ الله من أصلابِهم من يعبده لا يشرك به شيئاً». لقد تسامى في النبل والكرم فدَعا لهم بالهداية والمغفرة. فبمعزل عن السياسة الخارجية لأمريكا سواء إتفقنا معها أو إختلفنا إتجاه القضايا العربية وفي مقدمتها " فلسطين" فإن الشعب الأمريكي شعب طيب ومضياف ومتسامح وكريم ونحن العرب الأمريكيين والمسلمين أحد مكوناته، و جزء لا يتجزء منه.  فإنه لا ينبغي لأي كان أن يشمت أو يفرح لمصائب الآخرين سواء في أمريكا، او كوبا، او جزر الكريبي، أو في  اي مكان، لأن المسلم الحقيقي لا يكن حقداً لأحد ولا يبغض أحداً، فالتشفي في الانسان أي كان  ليس خُلقاً إنسانياً ولا دينياً، والنبي (ص) قال: «لا تُظهر الشَّماتة بأخيك فيُعافيه الله ويَبتليكَ». ولاتنسوا أيضا القصة الشهيرة. عندما قام النبي (ص) لجنازة، ولما قيل له: إنها ليهوديٍّ، فقال: «أليستْ نفسًا»؟ (رواه البخاري ومسلم).
والظاهر من أقوال البعض وافكارهم السوداء الذين لم يأخذو من سنة الرسول الكريم صفاتها الانسانية المتسامحة، وأبقوا امام اعينهم جدران الجهل السوداء التي لم يطلها هذا الإعصار كما طال جدران الإسمنت في المناطق المنكوبه ! ختاماً ؛ في أوضاعنا الحالية وما يحدث من كوارث طبيعية ومآسي حول العالم فإن الجميع مبتلى، فلا أحد يشمت في الموت او في الكوارث الطبيعية التي تقع في أي مكان كان على وجه الأرض إلا من هو عارٌ على هذه البشرية وخارجٌ عن قيم الإنسانية

بقلم : فراس الطيراوي عضو الأمانة العامة للشبكة العربية لكتاب الرأي والثقافة والإعلام / شيكاغو.