فقراء غزة بلا مأوي بيتون في الشوارع

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم
في ظل بناء المدن والأحياء السكنية بغزة ، وتوزيعها علي الأقارب والأصدقاء والمعارف والواسطات ، هناك عائلات فقيرة جدا لا تستطيع دفع إيجار شقق وتم طردهم من المالكين ، ولم يجدوا إلا الشارع مأوي لهم ،
أطفال يبيتون في الشوارع هم وعائلاتهم ينصبون الخيام ويعيشون بها ،
عدد من الحالات رأيتها في غزة ، يفترشون الأرض في خيمة أعدوها من قماش بالي وقديم لتسترهم ،
فهل يدري ولاة الأمر بأمر رعيتهم الفقراء والمحتاجين
أين دور القادة أين دور وكالة الغوث الأونروا أين الشئون الاجتماعية أين اللجان الشعبية للاجئين أين الجمعيات والمؤسسات من هذه العائلات المسحوقة الفاقدة لأدني حق من حقوقها وهو حق الغذاء والسكن والإيواء

أيها المسئول ، فقراء غزة بلا مأوي بيتون في الشوارع ، فأين أنتم ألستم مسئولون عن هذا الشعب ألا تخشون من يوم السؤال أمام الله ماذا ستقولون وماذا ستجيبون هل ستقولون كنا مشغولون بجمع الضرائب والتجارة وألهتنا حياتنا الرغيدة فابتعدنا عن هموم الناس وأغرقتنا الحياة بامتيازاتها ومراتبها ومناصبها

فقراء شعبكم ، إنهم بشر تعثرت بهم الحياة فضاقت بهم السبل ، وواجبكم أن توفروا لهم سبل الحياة الكريمة وحفظ كرامتهم وحماية أطفالهم من التشرد ، فنحن لا نملك إلا العنصر البشري وهو رأس مال الوطن فإذا انكسر الانسان وفقد كرامته في وطنه ضاع الوطن ،
إنهم بشر تعثروا وضاقت بهم الحال ، فكيف سيحاسب الفاروق العادل عمر لو تعثرت بغلة لأنه لم يمهد لها الطريق ، وأنتم لا تخشون الحساب وعائلات كاملة بأطفالها تتعثر وتفتقد لأدني متطلبات الحياة

لنبني الانسان أولا ، ونعزز صموده ، ونحافظ علي كرامته ، كي نستطيع أن نبني وطنا ونحرر أرضا ،
فلا تتحدثوا عن حب الوطن وتدعون حرصكم ، وأبناء الوطن يضيعون أمام أعينكم وأنتم بلا أي إحساس أو ضمير أو مسئولية ،
تسقط كل شعاراتكم وخطبكم أمام صرخة طفل جائع بلا مأوي ، تسقط كل أقنعتكم المزيفة بإسم الوطن أمام دموع أم تبكي حرقة وقهرا علي أطفالها الجوعي ،

شعبنا المناضل تحمل ما لا تستطيع تحمله الجبال ، وصبر حتى اشتكي الصبر من صبره ، فإلي متي إلي متي هذا الألم وهذه المعاناة

أيها القادة والمسئولين ، أيها المتخمون شبعا من جوعنا ، يا من تغتنون من فقرنا ، يا من تتاجرون بآلامنا ، اتقوا الله فينا ، فإنكم مسئولون أمام الله ، فيكفي استهانة بشعبكم ومعاناته ، فالمسئولية أمانة ،
فاتركوا مكاتبكم الفخمة المكيفة ، وانزلوا للشارع ، تجولوا بين الناس لتعرفوا إلي أي حال وصل الألم والمعاناة والفقر والقهر بشعبكم ، اتركوا مواكبكم خارج المخيم ، فشوارع مخيماتنا لا تتسع لمواكبكم ، تعالوا وحدكم واسمعوا كلام الوجع المغروس ألما بالناس وجرحا ينزف قهرا ، واعرفوا حقوق الناس ومارسوا واجباتكم لإنقاذ شعبكم من الضياع لتنقذوا الوطن ،
شعبكم يستغيث ويصرخ وينزف ألما ، فهل من مجيب هل تصحوا ضمائركم وتكونوا علي قدر الأمانة
فشعبنا يصرخ بألم ووجع ، أغيثونا ، أغيثونا ، أغيثونا ، فما عدنا نحتمل فاتقوا الله فينا ،
ربنا يصلح الحال وكان الله بعون شعبنا البسيط الغليان ،

كتب حازم عبد الله سلامة أبو المعتصم
hazemslamagmail.com