قطر....أخطاء وخطايا

بقلم: وفيق زنداح

قطر لم نشاهدها تحرك طائراتها... غواصاتها.... ودباباتها ....لم تحرك جيوشها الجرارة ...ولم تهدد بقنابلها النووية ..لكنها كانت ولا زالت ضمن الأدوات المخططة والمنفذة لخيوط مؤامرة كبرى تستهدف أمن واستقرار المنطقة وكياناتها السياسية ....كما أنها الدولة الصغيرة التي لا زالت تحتضن أكبر قاعدة أمريكية بالمنطقة .

دولة قطر بصغر مساحتها وقلة سكانها ....شغلت الكثير من الدول ليس لأهميتها ومكانتها ودورها ...ولكن لطبيعة تدخلاتها ومحاورها...وأهدافها التي تسعى لتحقيها والتي لا تخرج عن اطار التخريب واحداث الدمار وتهجير السكان عن اوطانهم واثارة الفتن والنزعات الطائفية والحروب الداخلية ومحاولة تقسيم الأوطان وانهيار الكيانات السياسية والمؤسسات السيادية .

قطر عبر حاكمها وما سبقه من حكام ارتكبوا من الأخطاء والخطايا التي تتعدى حدود العلاقات ما بين الدول والقائمة على احترام سيادة الدول واستقلالية قرارها ومعالجة قضاياها الداخلية بحسب ظروفها وامكانياتها وقوانينها وأنظمتها المعمول بها .

حق المواطن العربي في توجيه الانتقادات لهذا القطر الصغير الذي اشغلنا ...وادخل الارهاب باوطاننا ...واحدث الدمار بالعديد من دولنا وهجر الملايين من ابناء امتنا نتاج الفتن والحروب والارهاب المصدر لنا .

من أين نبدأ تاريخ قطر

الأقرب للقارئ وللأجيال ما يسمى بالربيع العربي ....والذي رفع الشعارات البراقة والجاذبة حول مفاهيم الديمقراطية والتغيير والاصلاح والحرص على الشعوب ومقدراتها ومقومات قوتها ...

لكن ماذا كانت النتيجة

فوضى عارمة ...وخراب مدمر ....وتشتيت للطاقات ...وانهيار بالمؤسسات وزيادة في معدلات الفقر ...وارهاب منظم انتشر كالنار بالهشيم نتيجة عوامل الدفع والتمويل والتسليح داخل بعض الساحات العربية لاحداث الدمار والقتل والخراب....في ظل اعلام مخطط عمل على تلفيق الروايات ....واحداث الخداع البصري ....وتزييف اللقطات ونشر المعلومات الكاذبة والاشاعات المغرضة ....لأجل قتل المعنويات واحداث الفرقة ....وزرع بذور الشك وعدم الثقة واحاكة المزيد من المؤامرات داخل كل دولة .

شعارات الراي والراي الاخر كما شعارات الديمقراطية واحداث التغيير ...شعارات مخادعة بحقيقة ما تم تلمسه للرأي العام العربي ....والذي يمثل حقيقة ومضمون المخطط الذي يستهدف تفتيت وتقسيم الدول وانهاء المؤسسات وحل الجيوش ....وتسليم البلاد والعباد لجماعات ارهابية تكفيرية للمتاجرة وهتك الاعراض وارجاعنا الى تاريخ اسود وظلامي ما قبل بزوغ الاسلام .

هذا القطر القطري الصغير الذي كان لاعبا خطيرا ومركزيا في اثارة النعرات والفتن ...ولا زال يمارس دوره التخريبي رغم تحذيره من خلال قرار المقاطعة الذي اتخذته الدول الشقيقة مصر... والسعودية ...البحرين ...والامارات بمحاولة لجم هذه السياسة المنفلتة بانعقالها .....وغير المنضبطة بقواعد العلاقات ما بين الاشقاء والدول في تنفيذ مخططات لا تخدم مصالح شعبها ولا حتى اقتصادها ....و سمعتها ما بين الدول .

قطر وما اثارته من نزعات وما عملت على تغذيته من فتن داخل بعض الدول سواء كان بالخليج العربي ضاربة بعرض الحائط عضوية مجلس التعاون الخليجي أو حتى علاقتها ببعض الدول العربية وانتهاك مبادئ الجامعة العربية وميثاقها .

أي ان الدور القطري في منطقة الخليج كان يمارس خطرا وضررا ...كما تم ممارسة ذات الدور مع الشقيقة الكبرى مصر والأشقاء في ليبيا وسوريا واليمن ومحاولة تغذية الارهاب وتقديم الاموال والسلاح واستمرارالدعم والتغطية الاعلامية الزائفة والمضللة والمخادعة للرأي العام .

مصر العربية الشقيقة التي تحملت وصبرت ....وتعالت على جراحها وعملت بكل جهدها وايمانها بعروبتها ان تحتفظ بعلاقات طبيعية ....حتى وان اختلفت الرؤى والسياسات ....الا ان القطر القطري الصغير ابى واستكبر واستمر بامداداته بدعم قوى الشر والارهاب واستمرار اعلامه المضلل والمخادع .

لم تجد السياسة القطرية حتى الان وازعا وراجعا عن دورها التخريبي والعودة الى حضن الامة والتفاعل معها لصالح شعوب المنطقة ولتعزيز الامن والاستقرار .

قطر اخطات ...وارتكبت من الخطايا والاثام التي لا تغتفر ...ولا تشطب بجرة قلم ...ولا تنسى بمليارات الدعم ...لأن الأيادي التي قدمت لأجل القتل والتخريب ....لن تكون ايادي نظيفة لتقديم الدعم ....حقائق لا تغطى بغربال وفيها من المستندات والوثائق ما تم الاعلان عنه ....وما تم كشفه عبر العديد من المؤسسات السيادية للدول التي قاطعت قطر .

أخطاء وخطايا ....زاد هذا القطر الصغير عنادا وتمسكا بمواقفه الخاطئة والتي ستعود عليه بالمزيد من الاضرار ....مهما كانت قطر ومواردها وميزانياتها ونفطها ومن يقف ورائها وحتى القاعدة الامريكية على ارضها .

بقلم/ وفيق زنداح