وجع وطن حازميات 4

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم

حزينا هو كعادته ، في عيونه كلام كثير ، نظراته ترسل رسائل ألم وحزن شديد ،
نظرت إليه وقلت له ما بك يا رفيق دربي إني أخشي عليك من شدة الحزن ، هون علي نفسك يا صديقي ،
نظر الي بعيونه التي أرهقها الحزن ، وقال لي وهو سارحا متألما أتذكر يا صديقي

في وقت الشدائد وفي زمن البدايات هؤلاء المتسلقين ، لم يراهم أحد ولم يسمع بهم أحد ، كانوا مختبئون في بيوتهم ، كان الكثيرين يظنون أنهم خارج البلاد ، فغيابهم كان اختفاء ، تنكروا لانتمائهم لفتح واختاروا الابتعاد كليا ، فحينها كان أي نشاط أو فعالية لها دفع ثمن ، عذاب وملاحقة واضطهاد ، فاختاروا المسالمة والتنحي ،

أتري اليوم في زمن المكاتب والبرستيج والاسترزاق والامتيازات يا صديقي ، فجأة خرجوا وانتشروا وسرقوا عرق وجهد وعذابات البدايات وأهلها ، وتربعوا خلف المكاتب وصاروا قادة ،
أهذا عدل يا رفيق دربي ، أهذا حق أهذا وطن أم شركة للأوباش واللصوص والمتسلقين أهذا مشروع استنهاض ووحدة ووفاء أم هو مرتع للغوغائيين والكاذبين والمنافقين

آه يا رفيق دربي ، إنه حلم بوطن حر نقي طاهر ، إنك تعيش حلم تشي جيفارا في زمن الغدر والانتهازية ، إنك تعيش في زمن غير زمانك ومكان غير مكانك ، فكل شيء حولنا موبوء بالفاسدين والغادرين ، أنت تحلم أحلام وردية في زمن الكوابيس السوداوية ،

ياه يا صديقي ألهذا الحد أصبح حال وطني بهذا السوء ، أنحن نحيا في الزمن الذي قال فيه إيان تورجني سينتهي المطاف بالإنسان الشريف بأن لا يعرف أين يعيش

يا رفيق دربي إنها خيارات فرضت علينا ، وعلينا أن نختار ، فإما أن نوافق أو ننافق أو نرحل ،

لا يا صديقي فهذه ليس خياراتنا ولن تكون ، فنحن أوفياء للعهد ولن نحيد ، فلا لن نوافق ولن ننافق ولن نرحل ، وهذه قضيتنا قضية وطن أكبر من الجميع ، وهذا بناؤنا الذي تأسس وارتوي من دمنا الذي نزف وعذاباتنا وجهدنا وهذا عهدنا أن نبقي الأوفياء للوطن والفتح ، فنحن الفكرة والفكرة نحن ، نحن نعمل لله والوطن والفتح ، وسنبقي علي عهدنا نحمل وجع الوطن جرحا ينزف من قلوبنا عشقا للفتح ، ولن نحيد عن الدرب ، فحزننا حزن وطن ووجعنا وجع وطن ، ولن يتوقف نزيف الوجع والألم إلا اذا ابتسم الوطن وتخلص من كل اللصوص والمتسلقين والانتهازيين أوباش المرحلة الموبوءة بهم وبمكرهم وانتهازيتهم الحقيرة ،

وهل سينتهي الحزن والوجع يا رفيق دربي فوجع وحزن وألم الوطن دائم ، وهو قدرنا وطريقنا ووجعنا ،
فصبرا يا رفيقي وهون علي نفسك ، فمهما طال الظلم والخداع وانتشر الفساد وعم الضلال ،
ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح ،
ولن نصمت علي ظلم أو خداع ، وكما قال الأديب الروسي فيودور دوستويفسكي معظم الشقاء الذي جاء إلى العالم حل بسبب الارتباك والأشياء التي تركت دون أن تقال
وما أروع الشاعر المصري نجيب سرور وهو يصرخ الخوف قواد .. فحاذر أن تخاف قل ما تريد لمن تريد كما تريد متى تريد .. لو بعدها الطوفان ، قلها فى الوجوه بلا وجل ، الملك عريان .. ومن يفتى بما ليس الحقيقة فليلقنى خلف الجبل .. انى هنالك منتظر ، والعار للعميان قلبا أو بصر وإلى الجحيم بكل ألوان الخطر
وسنبقي علي عهدنا يا رفيق دربي كما نحن وليس كما يرغبون ،

يكتبها حازم عبد الله سلامة أبو المعتصم
hazemslamagmail.com
15/9/2017
وانتظرونا في حازميات 5