تيار الاصلاح الديقراطي والذي تشكل عقب اقدام الرئيس محمود عباس علي فصل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان اضافة للقائد الفتحاوي الاكثر شعبية في حركة فتح وعضو المجلس الثوري سمير المشهراوي . الذي بادر ببناء هذا التيار مع نخبة منتقاه من ابناء حركة فتح .
هذا التيار الذي اعتبره البعض مجرد زوبعة في فنجان ففاجأ الجميع بقدرته على الاستمرار والتمدد خاصة بعد حجم الاقبال الهائل عليه وتمثل ذلك في العوامل التالية
اولا: من قبل القواعد الفتحاوية خاصة بعد حالة الركود والتوهان التي وصلت له الاطر التنظيمية الفتحاوية في محافظات قطاع غزة في ظل تجاهل قيادة الحركة لمتطلباتها وسبل تقويتها خاصة وانها ترزخ تحت حكم حركة حماس التي سيطرت علي قطاع غزة بقوة السلاح .
ثانيا: الاقبال الجماهيري الذي رأي بالنائب محمد دحلان صورة الرجل المنقذ للاوضاع الاجتماعية البائسة التي وصل لها سكان قطاع غزة في ظل عدم قدرة حكومة حماس علي تلبية احتياجاتهم و التجاهل المجحف لحقوقهم من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية .
ثالثا: قرارات الرئيس محمود عباس بفصل عدد كبير من قيادات فتح بحجة مساندتهم للنائب محمد دحلان ومن ضمنهم قيادات ذات باع طويل في النضال الفلسطيني وجرحى ومحررين ونواب في المجلس التشريعي الفلسطيني .
الامر الذي اظهر الرئيس محمود عباس بصورة الدكتاتور القمعي لكل من يعارضه ، وانعكس ايجابا علي النائب محمد دحلان بان زاد من دوائر المساندين على مستوي القيادة والقواعد .
وفي ظل كل هذه الاجراءات والاحداث كان تيار الاصلاح الديمقراطي بخوض طريقه عبر اربع خطوات
1 مشاريع دعم انسانية لقطاع غزة
2 تشكيل تيار لاستيعاب العناصر الفتحاوية التي لم تجد لها ابواب في الاطر التنظيمية التي تخضع للرئيس عباس .
3 التحرك الاقليمي و الدولي لفك الحصار عن قطاع غزة الذي افضى لاعلان التفاهمات مع حركة حماس بصفتها المسيطر علي القطاع .
وكانت هذه التفاهمات التي جرت بين التيار الاصلاحي وبين حركة حماس في القاهرة والمجهود المحمود عربيا ومحليا الذي بذله النائب دحلان بسحب حماس من سيطرة تركيا وقطر واعادتها للحاضنة التاريخية للقضية الفلسطينية جمهورية مصر العربية الامر الذي لاقى استحسان وترحاب جماهيري وفصائلي فلسطيني بصورة كبيرة جدا.
وفي حصاد لكل ما سبق اصبحت الخارطة السياسية الفلسطينية مختلفة تماما عما كانت عليه قبل شهور، هذه حقيقة لا يمكن لاي احد انكارها .
واخيرا في الحديث عما يدور في القاهرة من عقد مصالحة وطنية بين حركة فتح بقيادة الرئيس عباس وحركة حماس واعتقاد البعض بان في حال اتمام هذه المصالحة والتي يتمناها كل فلسطيني شريف ان ذلك سيكون له علي عواقب سلبية علي وجود تيار الاصلاح الديمقراطي فكل من يعتقد ذلك هو غير مطلع عما تم احرازه ويتلخص ذلك في الاتي
اولا: لقد بادرت قيادة التيار باعلان موقفها الايجابي والداعم لاي مصالحة بين الرئيس عباس وحركو حماس وبذلك هي تعي ما تقول وتعرف اين تقف .
ثانيا: لقد اعلنت حركة حماس تمسكها بهذه التفاهمات التي فتحت لها الباب مع مصر وكانت اساس العلاقة بالتالي لا يمكن ان تغامر بها ، مما يعني ان التيار سيقى كيانا قائما في محافظات غزة .
ثالثا: تصريحات عضو المكتنب السياسي لحركة حماس اسامة حمدان بانه في حال عدم التزام الرئيس عباس في اتمام المصالحة فان لنا خطوات مع جمهورية مصر العربية لترتيب وضع قطاع غزة وهذا تلميح واضح حول الاستمرار بتنفيذ التفاهمات مع تيار الاصلاح الديمقراطي، وتاكيد ان حماس ماضية بها .
رابعا: في حال عدم التزام الرئيس عباس في اتمام المصالحة فانه يضع نفسه في مواجهة مباشرة مع مصر التي ترعى هذه المصالحة . خاصة بعد التزام حماس بكل ما طلب منها .
هنا بامكاني القول ان تيار الاصلاح الديمقراطي احرز اهداف جعلته في دائرة المتفوق بحيث لا يمكن الحاق الضرر به في اي جولة قادمة اي كانت طبيعتها وشكلها .
سامي ابو لاشين