إذا أردت أن تعرف حقيقة الشعب الفلسطيني، وكيف يفكر أبناؤه، وما انتماءاته السياسية، وما هو مزاجه، وأين يفرد أشرعته التنظيمية، إذا أردت أن تعرف هوى الناس، ومكنون فؤادها، وماذا تخبئ من انفعالات في جوفها، فدقق في الأرقام الواردة في آخر استطلاع الرأي الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، والتي اقتطف منها:
73% يؤيدون قرار محمود عباس وقف الاتصالات مع الإسرائيليين، بينما هنالك نسبة 23% فقط، تعترض على وقف الاتصالات مع الإسرائيليين، وهذا أمر يستوجب الدراسة المتأنية، إذا كيف تنامت نسبة المؤيدين للتواصل مع الإسرائيليين تحت كل الظروف والأحوال.
66% يعتقد بأن السلطة والأجهزة الأمنية لم تقم بوقف الاتصالات مع الإسرائيليين، وهذه أرقام تستوجب الوقفة المتأنية، والتدقيق بمزاج الناس، وعدم ثقتهم بالقرارات الصادرة عن السلطة.
77% يعتقد بوجود فساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية، وهذه النسبة تدلل على عدم الثقة.
50% يرى بالسلطة الفلسطينية عبئاً على الشعب، بينما يرى 44% أن السلطة إنجاز، وهذه الأرقام تعكس فشل التجربة، حيث كانت السلطة الفلسطينية سابقاً أمنية تراق من أجلها الدماء.
59% من سكان الضفة الغربية يعترفون بأنهم لا يجرؤون على انتقاد السلطة، وهذه شهادة حية على قمع الحريات، وتكميم الأفواه.
15% يحملون حركة حماس مسؤولية سوء إداء حكومة التوافق، بينما 33% يحملون المسؤولية للسلطة ومحمود عباس، و15% يحملون المسؤولية لرئيس الحكومة، وهذه شهادة براءة لحماس.
73% من سكان قطاع غزة يؤيدون اتفاق حماس دحلان، منهم 57% يؤكدون أن الاتفاق سينجح.
أما فيما يتعلق بأحداث المسجد الأقصى، ومن يقف من خلفها، فقد قالت نسبة:
6% يقولون إن الرئيس عباس كان وراء النصر الذي حققه المقدسيون في مواجهات الحرم، بينما تقول نسبة 7% إن الملك عبد الله سبب الانتصار، وتقول نسبة 73% إن النصر على الإسرائيليين قد تحقق بفعل سكان القدس، وصمودهم المشرف.
60% يشترطون عقد جلسة المجلس الوطني بعد انتخاب أعضائه، بينما يؤيد عقد جلسة مجلس وطني بأعضائه الحاليين نسبة 25% فقط، وهذه نسبة فاضحة لمن يفكر بعقد المجلس الوطني.
61% يشترط عقد المجلس الوطني بمشاركة حماس والجهاد، وفقط 28% يدعون لعقد جلسة المجلس الوطني بمن حضر، وهذه نسبة تؤكد على وعي الشعب الفلسطيني ووفائه لوطنه.
22% يرون الإدارة الأمريكية جادة في سعيها لتحقيق السلام، بينما يرى 74% عدم جديتها.
22% ترى إدارة ترامب حيادية، بينما يرى 83% أن إدارة ترامب منحازة للإسرائيليين
67% يؤيدون اللجوء لمقاومة شعبية غير عنيفة وغير مسلحة، 45% يؤيدون العودة لانتفاضة مسلحة، 47% يؤيدون حل السلطة الفلسطينية
57% يعتقد أن الاستيطان قد قضى على حل الدولتين.
80% من سكان قطاع غزة يطالبون باستقالة الرئيس، بينما يطالب باستقالته 60% فقط من سكان الضفة الغربية، وهذه الأرقام تعكس التباعد في الرؤية السياسية بين غزة والضفة الغربية.
27% فقط من سكان الضفة الغربية وغزة يريدون من الرئيس البقاء في منصبة.
65% نسبة عدم الرضا عن محمود عباس، بينما بلغت نسبة الراضين عنه 31% فقط
ولعل الأهم في استطلاع الرأي ما جاء عن نتائج الانتخابات المستقبلية للرئاسة، إذا أعط 50% من الشعب صوته لإسماعيل هنية، في حالة تنافسه مع محمود عباس الذي سيحصل على 42% فقط.
ولكن إذا جرى التنافس بين مروان البرغوثي وإسماعيل هنية فقط، فالنتيجة ستكون لصالح البرغوثي بنسبة 59% بينما سيحصل هنية على نسبة 36% فقط، وهذا مؤشر على وفاء شعبنا للأسرى، ووقوفه خلف المقاومة سواء أكانت خلف السور أو في ساحات المواجهة.
د. فايز أبو شمالة