منذ سنوات كنا صغارا حالمين ....واهمين..... منخدعين بما نسمع ....متأملين بتلمس بداية طريق الحرية والديمقراطية التي نحقق من خلالها أوهام طفولتنا.... وأحلام شبابنا ......وفكر كبارنا المدركين لخبايا أمورهم ....والمتيقظين بما يجري حولهم .
كنا صغارا نفرح بالاستماع إلي ما يرضي داخلنا ...وما يعشعش بعقولنا.... وكأنه الحلم الذي يتحقق ونحن نائمين ...والوهم الذي نمسك به دون حراك .
لقد خطط لنا ....ومن أجلنا ....ولغاية تفتيتنا.... وإسقاطنا في وحل تخلفنا ...وبذور الفتنة بداخلنا .....وإفساد مناخنا وزعزعه أسس بقائنا ....وتشتيت جهودنا وطاقاتنا حتي تتعقد لملمتها وتنظيمها ...وتراكم العمل عليها.... وحتى يستمر الضحك علينا وخداعنا ....لنطرب بما نسمع ...ونتلذذ بما نشاهد ....ونشبع غرائزنا بتطاولنا على بعضنا ...عمل علينا ما لا يعمل ....وأدخلونا في بحر التوهان ....وسراب الصحراء ....حتي أشعرونا بما لا نحن فيه ...وملكونا بما لا نمتلك ....شيطنوا البعض منا بما ليس فيهم ....وأوهموا البعض الأخر بما ليسوا عليه ....تابعونا ....وتحدثوا عنا ...ونقلوا صورتنا..... وحتى جرائم عدونا .
اتبعونا بجزيرتهم .....ووسائل إعلامهم...واقتربوا من فكرنا ....وعملوا على تشويه ثقافتنا ....وأدوات فعلنا ....وأخذوا يرسخون ما يخططون ....بمن يلتقون ....ومن يستضيفون عبر شاشتهم .
كان القصور حالنا ....والعجز يلازمنا ....وعدم الإدراك والوعي يصاحب البعض منا وكأن الجزيرة كانت المتنفس ....والوسيلة القادرة على إيصال الموقف والرأي ....الصورة والمشهد ....كما القادرة على حشد جماهيرية أوسع ...وقاعدة أكبر.... يمكن الاستناد عليها لتحرك كل ما هو قادم .
تكنولوجيا عالية ....وإمكانيات مادية غير مسبوقة ...وقدرة تنسيقية عالية المستوي قادرة على الوصول إلي أبعد ما يمكن الوصول اليه ....حيث جبال قندهار ...وباكستان وطالبان والقاعدة وداعش والنصرة ....قادرة على الوصول إلي أسامة بن لادن والظواهري والبغدادي .
قدرة تنسيقية عالية....لا ينافسها أحد ....ولا ينازعها بصدارتها أي وسيلة أخري ....كما لا يقبل بأداء دورها الأقل منها إمكانيه .
لعبوا بنا وتحدثوا ....وفتحوا قناتهم وجزيرتهم بالحديث ....بروح الشماتة والكذب والافتراء ...ونشر الأحقاد والخلافات ..... فتحوا قناتهم ليقول كل واحد ما شاء ...ووقتما شاء.... وأينما شاء ....نفخوا بمن يريدون أن ينفخوا ....وأن يتعاظم شأنهم.... وهم صغار لا يكبرون .....وغارقين بوحل أفعالهم ....وهم بداخل قفص الاتهام ...وحتى بغرفة حكم الإعدام.
قناة الجزيرة القطرية خطط لها ...وقامت بالتنفيذ والمتابعة وأداء الدور بكل حرفية ....وخبث إعلامي ....لإيصال رسالة مفخخة..... في لحظة تاريخية مدبرة ....أرادوا من خلالها أن يعلنوا عن شرق أوسط جديد ....وأن يقسموا المقسم ....وأن يتم تجزئة المجزأ ....تمهيدا وتوطئة لما يسمي بالربيع العربي .... لقلب الحكومات والأنظمة ....وضرب مقومات الدول وجيوشها .....ونشر مجموعات التكفير والإرهاب....بعد أن أتموا رسالتهم بزعزعة الثقة واحباط المعنويات ....ليجعلوا الطريق سالكا .....حسب ما يتوهمون ....لقيادة المنطقة دولها وشعوبها ...بعد أن يتم تقسيمها وتجزئتها ...مما يسهل أكلها وهضمها ....وحتي تقاسمها وتوزيعها ما بين أصحاب المصالح والأطماع
الإعلام الذي تم ممارسته من قبل قناة الجزيرة ....كان إعلاما مخربا .... مشوها ومثيرا للفتن .....ومزعزعا للاستقرار ....ومغذيا للإرهاب.... حتى أنه مصور لأفعالهم واجرامهم تحت عناوين السبق الصحفي .
لقد كشفت النوايا الخبيثة بكل أدواتها ...مفرداتها تحليلاتها ...كما كشفت الصورة المقلوبة بمنتاجها وخداعها البصري .
لقد وصلنا الي مرحلة الحقيقة الساطعة..... والصراحة في قول الحقائق ...ورفض الإعلام المضلل والمخادع ....الإعلام الفئوي والمغذي للفتن الطائفية ....وصلنا الي مرحلة الصراحة ...وكشف زيف المخادعين المتآمرين والمزورين.... الذي عملوا على تشويش فكرنا وصورتنا وحضارتنا ....وحاولوا أن لا يبقوا لنا ما نفخر به ....وما نعتز بالانتماء له .....ثقافة تشكيكية ....انقسامية ....أدخلونا في خلاط الاتجاه المعاكس ...وطاحونة شاهد على العصر ...وأفلامهم الوثائقية ....ولقاءاتهم الخاصة ...وتحليلاتهم الإخبارية ....ورسائلهم الإخبارية عبر العواصم والمواقع التي نظموها وحشدوا لها من أصحاب الرأي المتوافق معهم ....حتى يحسنوا التأثير.... وحتى ينجحوا برسالتهم.... لكنهم فشلوا فشلا ذريعا وغير مسبوق بانهيار مشروع الشرق الأوسط الجديد .....كما انهيار ما يسمي بثورات الربيع ....وحتى انقلب السحر على الساحر بمحاصرة الجزيرة ....وإمارتها الحاضنة لها ....والممولة لخططها وسياساتها الإعلامية .....التي تشكل مضمون رسالتها التحريرية التي أرادوا من خلالها الفرقة والانقسام والفتن الطائفية ....ولم يعملوا طوال سنوات عملهم على تعزيز الوحدة والتماسك ....واستنهاض مقومات القوة القومية التي نعتز بها ....بما يحقق ويعزز من الأمن القومي العربي .
جزيرة إحباط الهمم ....وزعزعة الثقة ....وإثارة النعرات ما بين الطوائف والشعوب والدول ....ليجعلوا من سماء المنطقة ثقافة متناحرة ....وفكر متناقض ....ومصالح متضاربة .
لقد فشلت الجزيرة بعد أن حققت بعض النجاحات ما بين فترة وأخري ....فشلت في ظل إعلام وطني قومي ....وعمل جاد ومخطط له من قبل مؤسسات إعلامية وعربية أدركت خطورة الجزيرة ومموليها ....ومخاطر رسالتهم وتهديدها للأمن القومي العربي ....بعد فشل كافة المشاريع وما يسمي بالثورات ....وبعد أن أصبحت قوي التطرف والإرهاب بمرمي النيران وهي تحاول الاختباء والهروب.... بعد أن تم كشف زيفهم وحقارة أفعالهم ....وما كانوا يخططون ويدبرون .
بقلم/ وفيق زنداح