إنتفاضة القدس مطاطة

بقلم: طلال الشريف

في منتدي الحوار الوطني كنا نداخل عن خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة وكانت مداخلتي مختصرة وقلت "ستتجدد إنتفاضة القدس بعد خطاب الرئيس" ولم يعر تعليقى إهتماما إلا زميل واحد من عدد 147 مشارك من كبار السياسيين وكتب معلقا على مداخلتي بأنك بتفكر إنو خطاب الرئيس السابق قبل عامين هو الذي أشعل إنتفاضة القدس وكأن الرئيس صاحب انتفاضة القدس .. صمت ولم أرد القول بأن الرئيس ليس صاحب إنتفاضة القدس بل كان ضدها والخطاب هو خطاب تهديدي متكرر إرتفعت لهجة التهديد به درجة عن المعتاد وإرتفعت أيضا به ممرات التراجع درجة عن المعتاد بمعني أن الخطاب خطاب دوار وهذه طريقة سياسية معروفة يطلق عليها مصطلح "التأزم المحسوب" ولكن لأن كل مؤشرات الحالة الفلسطينية التي جاءت في خطاب الرئيس تدعو للإحباط من ضعف الموقف الفلسطيني وتشتته وتدفع شعبنا لفقدان الأمل بكل الأدوات المستخدمة في مواجهة الإحتلال وأن شعبنا سيعود لآخر إختراعاته التي يتقدم بها على كل قياداته في إجتراع سبل دفاعه عن قضيته واختراع انتفاضة القدس لازال فاعلا ويختمر حيث لم تتوقف الانتفاضة ولكنها موجات تخبو وتتصاعد وهذه طبيعة الانتفاضات التي أصبح الفلسطينيون خبراء بها وعملية القدس اليوم بإعتقادي ليست معزولة عما نتحدث به من أوضاع مزرية للكل الفلسطيني بل هي في صلب الحديث وقابلة للإشتعال فلم يتغير شيئا قبل الخطاب وبعده قبل المصالحة وبعدها قبل ترامب وبعده قبل الأمم المتحدة وبعدها وكل مشاكل الشعب الفلسطيني مزرية وتتفاعل تحت السطح وقابلة الإنفجار بشىء من اللامعروف واللاروتيني واللانموذجي السابق الإنفجارات في الساحة الفلسطينية لشعب فقد الأمل من الجميع المجتمع الدولي والعربي والإقليمي والقيادات الفلسطينية والحالة المتشظية الإقتصاد وارتفاع معدلات الفقر وتدني الخدمات والانقسام ومصادرة الحريات وإعاقة الحركة للسفر وضياع مستقبل الشباب وتأخر الزواج بسبب إرتفاع معدلات البطالة الكبيرة بين الجنسين والشروخ المجتمعية ليس في قطاع غزة فقط وليس في الضفة الغربية أيضا بل في عرب ال48 وخارج فلسطين في المخيمات ودول المهجر والناس تبحث عن خلاص وقد تتوسع دائرة انفجار انتفاضة القدس وهذا رأيي..

بقلم/ د. طلال الشريف