عملية قطنة الفدائية.. رصاصات الحق الفلسطيني

بقلم: جبريل عودة

إعتقد البعض وفي مقدمتهم الإحتلال الصهيوني أن حالة الهدوء النسبي التي شهدتها الضفة الفلسطينية ومدينة القدس المحتلة وخاصة بعد الإنتصار الذي سجله المقدسيين في معركة إزالة البوابات الإلكترونية مؤشر على أن إنتفاضة القدس إنحصرت وتراجعت مع إنخفاض مستوى العمليات الفدائية بحجم أخر عملية فدائية في مستوطنة حلميش وكانت بتاريخ 2172017م ونفذها الأسير البطل عمر العبد من قرية كوبر شمال رام الله .

تأتي عملية قطنة البطولية التي وقعت في مستوطنة هار أدار الصهيونية ونفذها الشهيد البطل نمر الجمل من بيت سوريك شمال غرب مدينة القدس المحتلة وأسفرت عن مقتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة رابع بجراح خطيرة هؤلاء الجنود مدججين بالأسلحة ومدربين على درجة عالية ومكلفين بحراسة المستوطنة المذكورة باغتهم الإصرار الفلسطيني والإرادة الوطنية المقاتلة عبر مسدس قديم فأجهز الشهيد كالنمر على الجنود الصهاينة وتركهم صرعى على الأرض وهي عملية أذهلت الجنرالات والخبراء الصهاينة وطرحت التساؤلات الكبيرة في وسائل إعلام الإحتلال عن هشاشة الجندي الصهيوني وإنعدام قوة الردع لديه وكيف تمكن فلسطيني بمسدس أن يقضي على ثلاثة جنود في لمح البصر تردد على شاشات التلفزة العبرية في وصفهم لعملية قطنة بأن هذا لا يكون إلا من رجلا قد تلقى تدريبا عاليا على فنون القتال حسب تحقيقات الإحتلال أطلق الشهيد نمر الجمل عشرة طلقات مركزة ونوعية أوقعت الجنود قتلى كيف تم هذا سؤال مرعب في الإعلام العبري .

يدور الحديث صهيونيا في كل مرة تقع فيها عملية فدائية فلسطينية عن تقديرات لذا الدوائر الأمنية الصهيونية بأن الأمور تحت السيطرة ولن يحدث أي شيء يؤثر على مجرى الأوضاع العامة هذه التقديرات الصهيونية نابعة من الشعور بالفوقية الأمنية وحالة الغرور لذا جنرالات الإحتلال بإحكامهم السيطرة على الميدان وكأن الشباب الفلسطيني عاجزا عن إختراق الحواجز الأمنية المحكمة للوصول لأي هدف كان أمنيا أو عسكريا أو إستيطانيا لتنفيذ عملية فدائية ضده في كل عملية يصفع الفدائي الفلسطيني بقوة مزلزلا ومربكا أعلى الرتب الأمنية والعسكرية لذا الإحتلال وكما جاء في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بأن هناك حيرة لدى الشاباك كيف لم يعمل النظام التكنولوجي والذي تم تطويره من أجل التعرف المبكر على منفذي العمليات ولم يحدد موقع منفذ العملية رغم أنه أرسل لزوجته قبل العملية عبر الفيس بوك أعرب فيها عن نيته تنفيذ الهجوم بالرغم وسائلكم المتقدمة وأجهزتكم المتطورة ها أنتم عاجزون عن مواجهة روح المقاومة التي تسري مع الدماء الزكية في أجساد شبابنا الطاهرة فلا يرى فيكم هذا الشباب الا قوة إحتلال غاشم قام بسرقة وطنه وأعاقت إندماجه في محيطه والعالم كباقي الشعوب وهذه القوة الإحتلالية المغتصبة للأرض لن يكون أمامها الا مواجهة غضب الشباب الفلسطيني إلى حين أن تأتي اللحظة الفاصلة التي ينهار فيها الإحتلال وداعميه .

يحاول الإحتلال أن لا تظهر عورته الأمنية على حقيقتها فيعمد على تجميل صورته بأن الشهيد المنفذ للعملية كان يحمل تصريح للعمل في الداخل المحتل مما سمح له وممكنه من الدخول للمستوطنة الصهيونية وتنفيذ عمليته إلا أن الإحصائيات الصهيونية ذاتها تؤكد بأن 420 فلسطينيا نفذوا عمليات فردية منذ شهر أيلول سيتمر 2015م أربعة منهم فقط كانوا يمتلكون تصاريح دخول إلى فلسطين المحتلة عام 1984 م .

واهم هذا الإحتلال إذا إعتقد ان الفلسطيني تعجزه الوسيلة أو تقعده موازين القوة المادية التي يفخر بها الإحتلال فالحق الذي يطلبه هذا الجيل الفلسطيني المقاوم هو الإنعتاق من الإحتلال الغاشم لفلسطين والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لحملات التدنيس من رعاع المستوطنين وغلاة المتطرفين في كل يوم فمعركة الشباب الفلسطيني هي الدفاع عن الثوابت الراسخة والحقوق الثابتة على هذه الأرض المباركة.

تأتي عملية قطنة البطولية مناسبة مهمة جدا للتأكيد على تمسك شعبنا بخيار المقاومة لمواجهة الإحتلال وإجراءاته التهودية ومحاولاته للسيطرة الكاملة على الأرض والشجر والحجر فلا يمكن أن تختفي مقاومة الشعب الفلسطيني أو تنزوي أو تسحب كخيار إستراتيجي من ميدان التعامل مع الإحتلال المجرم وهي تشكل الجدار الأخير للقضية الفلسطينية تحافظ عليها من محاولات التهميش والتذويب والإنهاء عبر صفقات سياسية مشبوهة ليس في وارد الفلسطيني أن يخجل من مقاومة شعبه أو يشكك في فدائيو إنتفاضته الذين باعوا الدنيا بما فيها وتقدموا لساحة العمل الإستشهادي من أجل تأكيد الحق الفلسطيني على هذه الأرض وإيصال الرسالة لـ إسرائيل بأن إحتلالك لأرضنا زائل لا محال لن يتراجع الفلسطيني عن خياره بالمقاومة خوفا أو خشية من تهم الإرهاب الجاهزة فالمقاومة الفلسطينية والعمليات الفدائية التي ينفذها فرسان إنتفاضة القدس هي أعمال مقاومة مشروعة كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية والأعراف العالمية فلا نلتفت لإدانة المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات الذي إستهجن ترحيب الفصائل الفلسطينية بالعملية الفدائية وعلى غرينبلات أن يخجل من نفسه كيف يدافع هو وحكومته عن إحتلال وطن شعب وتهجيره من أرضه بقوة الإرهاب الصهيوني المدعوم سياسيا وماليا وعسكريا من الإدارات الأمريكية المتعاقبة ألا تخجلون .

بقلم/ جبريل عوده