الشعب الفلسطيني وحدة واحدة ن وان حاولت البرامج ان تفرق ولا تجمع ن هنا الكثير من العناصر ما يجمع عليها الشعب الفلسطيني ولا تدخل الجغرافيا في حيز التمييز بينها فالقبائل الفلسطينية والعشائر وامتداداتها وحالة اللجوء ما زالت هي الذاكرة الحية وان اختلفت الثقافات بعض الشيء بسبب عامل الهجرة الى مكونات مجتمعية اخرى ، الجيل القديم لم ينسى واجباته في احياء وحدة المصير والمستقبل في الاجيال اللاحقة ، وهكذا يجب ان تبنى التصورات الاستراتيجية للثقافة الفلسطيني وان تباينت البرامج وان اختلطت بفعل المؤثر الاقليمي وتداعياته على اللغة السياسية والامنية وبالتاكيد ان الاحتلال لم ينسى ان يحاول المرة تلو الاخرى بطرح عوامل التفرقة بين الشعب الواحد.
اكثر من عشر سنوات من الانقسام تدحرجت فيها الثقافة الفلسطينية بلغة الحزبية والفصائلية ولغة الجغرافيا في التكوين المؤسساتي في الضفة وغزة ، وحرمت غزة من كل جميع الامتيازات وةالمميزات التي ترعاها حومة السلطة بل بالاضافة الى ذلك كانت السلطة مساعدة ومشاركة في حصار غزة الى ان اتت القرارات العنيفة التي اتخذها الرئيس ضدها ، والمشكلة في اعتقادي ومهما حاول البعض ان يترجمها بانها حالة صراع على السلطة وفق مترجمات الانتخابات عام 2006م الا ان حالة الصدامية بين برنامجين ، وسلوك الرجل الداهية محمود عباس وامام صراعات مختلفة في غزة لا يستطيع حسمها قبلية واجهزة كان الانقسام المبرمج والممنهج في غزة ليحكم الرئيس قبضته على الامور في الضفة الغربية وينهك معارضية ويطوعهم ،وان تقوم حماس باحكام قبضتها ايضا على غزة من شمالها لحنوبها ومن بحرها لشرقها ، ولكن الفارق بين سيطرة محمود عباس على الضفة وسيطرة حماس على غزة ، ان محمود عباس واجهزة اوفى الوعد بما طرحته هيلاري كلنتون وكما قالت اننا نريد سلطة لها قوة امنية تستطيع كبح المعارضة امام اي تسوية مع اسرائيل وتنسيق امني واقتصادي ، اما حماس التي خاضت ثلاث حروب مع الاحتلال وبصرف النظر عن نتائجها السياسية فان حماس رعت جميع الفصائل المقاومة في غابه سماها ابو عمار سابقا "" غابة البنادق ، وديموقراطية غابة البنادق "" وفي ظل سيطرة في القرار لحماس وللقسام وكما كانت فتح الفصيل القوي الذي يسيطر على القرار في منظمة التحرير الفلسطينية .
في شهور ماضية اوفى القائد الوطني محمد دحلان بما وعد به والحاقا لمبادراته المختلفة وخدماته لقطاع غزة ونشاطات جمعية فتا برئاسة الدكتورة جليلة ان يخفف كثيرا من عبء الحصار والتوجه للطبقات المعدومة والفقيرة في قطاع غزة ، اجواء وطنية نقية حملها سلوكا وممارسة ، والتي دفعت حماس بقراءة صحيحة للقائد الوطني بعيدا عن من حاولوا يشيطنوه ، وليشكل دحلان تيارا تصحيحيا عريضا من مؤيديه ومناصرية امام قرارات ابو مازن وعنفها والتي لم تثني محمد دحلان عن البناء في كل الساحات ولم يتبع ردات الفعل كما كان يريد محمود عباس .
العلاقة بين دحلان وحماس علاقة استراتيجية هكذا ترجمها رئيس حماس في غزة ورئيس المكتب السياسي لحماس ابو العبد هنية ، هي تلك التفاهمت التي حدثت في القاهرة والتي ترجمها نائب النائب دحلان عضو الثوري سمير المشهراوي التي ارتكزت على البناء الوطني والاتفاقات السابقة التي تمت في القاهرة عام 2011م ووثيقة الاسرى والانتخابات الرئاسية والتشريعية وتحديث مؤسسات منظمة التحرير والمصالحة المجتمعية والتي بدأ عملها منذ اسابيع 27 حالة لتسويات الدم بين العائلات .
بالتأكيد ان الدور الريادي لتقريب وجهات النظر والوصول لبرامج مشتركة بين الاخوة المصريين وحماس ومن ثم الانتقال للثقة المتبادلة بين حماس ومصر ومن ثم تسليم موقف حماس البناء من المصالحة وديعة لدى المخابرات العامة التي تعتني بالف الفلسطيني منذ ثورة يوليو وللان كان بالتأكيد لادراك محمد دحلان باهمية التوافق السياسي والامني بين غزة ومصر وامام تحديات ورمال متحركة تحرك المنطقة باسرها .
دعم دحلان والتيار الاصلاحي خطوات المصالحة والرعاية المصرية لها بل وضع كل امكانياته لنجاحها ، وعندما تنازلت حماس عن اللجنة الادارية التي كانت مجرد اسماء على الورق لعبت بذكاء لتستثمرها وليشعر الرئيس عباس بالذعر من تفاهمات القاهرة وما اعد من برامج لغزة وبدعم الرباعية العربية وبالتالي وافق عباس عن ما كان يرفضه سابقا .
طبعا المصالحة واطرافها ومن يرعوها لا يحملوا عصا سحرية بل هناك ملفات معقدة جدا قد تكون ازمة الموظفين والعابر اقلها تعقيدا امام برنامجين متناقضين وسلاح المقاومة والامن فالحالة الوظيفية للامن في الضفة والتزاماتها تختلف عن الحالة الامنية في غزة وان تم الطرح بان تتوحد الاذرع الملحة في جيش واحد مهامة حفظ حدود غزة من اي اعتداء للاسرائيليين او المستوطنيين كما حدث سابقا في الخمسينات من مذابح في الشجاعية او عندما خرج السلاح الفلسطيني من صبرا وشاتيلا او عندما يكون الشعب اعزلا كما حدث في دير ياسين وكفر قاسم .
لا نريد ان تحدث الان عن المحددات السياسية لكل طرف من الاطراف او المشاريع الاقليمية والدولية المطروحة بل ننظر للمصالحة بالشكل البراجماتي بما يحقق مصالح الشعب الواحدة وبشكل عادل وغير مناطقي ووحدة سياسية ومؤسساتية خالية من التمييز فالشعب الفلسطيني في غزة له استحقاقات عشر سنوات والتي كانت محجوبه عنه اي امتيازات يتمتع بها جزء اخر من بواقي الوطن التاريخي.
نتطلع لان تكون لغة الوطن هي الجامعة وليس سلوك الغرور والتعالي وفرض وقائع بلغة المنتصر التي يكرهها شعبنا ويتحسس منها فلا احد منتصر على مصالح الشعب واستحقااته ومهما كان النظام السياسي ، الجميع وبلا استثناء مع المصالحة قلبا وروح ونصا ونأمل ان تكون السلطة في حجم مسؤلياتها تلك المسؤليات التي تباطأت عن الغاء كافة الاجراءات المتخذة بحق اهل غزة والتي كان شرطها حل اللجنة الادارية وبضمانة الراعي المصري بثقله وقوته وهي كفيلة بان تتابع وتراقب اي خلل كان من المفروض ان تلغى الاجراءات بحق تقليص الوقود والطاقة والكهرباء وبشكل فوري اما قصة الموظفين والاحالة على المعاش ربما تأتي هذه الخطوة في نطاق ترتيب حركة الموظفين في القطاع وفي خطوة لاحقة .
لقد اعترف الرئيس عباس بجدية حماس في انهاء الانقسام واخرين من مسؤلي السلطة وهذا ما اكدته تصريحات ابو العبد هنيوة والسنوار وقادة اخرين في حماس .... الكرة في ملعب الرئيس وليس حكومة رامي الحمد الله التي تأخذ اشعاراتها من الفرئيس ومركزية فتح ، ان المسؤلية العالية التي تمتع بها محمد دحلان ورفاقه واطر فتحاوية اصلاحية تستوجب المراجعة الجادة من قبل الرئيس عباس ومركزية فتح لما مضى من مواقف وقرارات ولتعود قوة فتح ووحدتها ووحدة القرار الفلسطيني وبقوة وهو من استحقاقات مرحلة في غاية الخطورة تواجهها القضية الفلسطينية يجب ان يدخل اليها الجميع بوحدة الصف وان كان النائب دحلان قد دعم المصالحة فان المصالحة تبقى منقوصة بدون وحدة فتح ونأمل من الاخوة في مصر احياء هذا الملف الكل يتوجه بصدق نحو المصالحة ونامل ان يكون الجميع في حجم المسؤليات الوطنية وقوة فتح ووحدتها ليس مطلب الفتحاويين فقط بل مطلب باقي الفصائل وعلى رأسها الاخوة في مصر وحماس وكما اكد ذلك الاهخ اسماعيل هنية في لقاءة قبل يومين مع الفصائل .
سميح خلف