حماس ....وخطاب المصالحة.

بقلم: وفيق زنداح

لست من الراغبين بالكتابة عن هذا الفصيل أو ذاك ....ولا عن هذا القائد أو الزعيم ....فالقضايا الوطنية لا تخضع لقواعد المجاملة .....ولا تخضع للشخصنة ....وإبراز هذا القائد أو ذاك ....بقدر ما نحاول أن نتمسك بالأمانة الوطنية المهنية ..... التي تفرض علينا تسليط الضوء على ما يميز هذا القائد وتصريحاته ....خلال مراحل حاسمة وتاريخية .....تستوجب المتابعة والتحليل ....وحتى التأكيد .....على أن ما تم تناوله..... وما تم التصريح به .....والتأكيد عليه ....انما يؤكد أن القائد الحمساوي الوطني يحيي السنوار قد لفت الانتباه ....وأصبح من القادة البارزين بصدق توجهاتهم ...وسلامة تصريحاتهم ...ووطنية مواقفهم .
فرحة غامرة .....وسعادة لا توصف ...وأمال تتجدد ....وضبابيه سوداء .....بدأت تذهب وتتلاشي بغير رجعة ....وصفحة تطوي مللناها ...... وزادت من أعبائنا ....ومن قاموسنا وتاريخنا وتفاصيل حياتنا ....لتذهب الي غير رجعة ....غير آسفين عليها ....وواثقين الخطي أن طريقنا الذي اعتمدناه ونسير عليه..... لا حياد عنه .....ولا طريق غيره .
ما استمعت وقرأت وتابعت كغيري من الإعلاميين والكتاب .....حول لقاء وتصريحات القائد الحمساوي الوطني يحيي السنوار.... يثلج الصدور ....ويسعد القلوب ....ويؤكد على توجهات جديدة صادقة في الخطاب الإعلامي والسياسي لحركة حماس ...خطابا وطنيا ...بدأنا بالاستماع له .....والبحث بمضامينه ....ومدي روح الالتزام والمسئولية التي تظهر مع كل كلمة تقال ....حتى وان جاءت متأخرة ....وطال انتظارها .
تصريحات قائد حماس كنا نأمل بالاستماع إليها منذ زمن .....لكن هكذا قدر للتاريخ والزمن والمكان ....أن يكون حاضرا بانتخاب هذا الرجل مسئولا عن هذه الحركة بقطاع غزة ...وما تم تلمسه منذ اللحظات الأولي حول صدق كلماته ....وقدرته على الحسم والحزم ....والذي بدد المخاوف.... وعمل على ارجاع العجلة إلي حيث يجب أن تكون ....وفتح المجال متسعا للتحليل والكتابة .... باعتباره قائدا لم يكن معلوما لدي الإعلام ...وعند ظهوره وانتخابه بدأت الأقاويل حول تشدده.... وصلابة مواقفه .....إلا أن الحقيقة التي لمسناها وتابعناها من خلال تصريحاته إنما تؤكد على الحزم والحسم بقضايا الوطن ....ومصالحه العليا ....وليس تشددا أو تعصبا حزبيا ....كانت تخوفاتنا بغير محلها.... ولا علاقة لها بصورة مباشرة أو غير مباشرة بما نحن عليه اليوم .....وبما نستمع إليه ...وما نشاهده عبر لقاءاته ...وإرادته الواضحة ...وكلماته الدقيقة ....التي تحظي باحترام كافة المتابعين والمحللين ...عندما يؤكد على المصالحة وإنهاء الانقسام .....كما ويؤكد على روح الالتزام بما تم التوافق والاتفاق عليه ....وتأكيده على إعطاء المجال واسعا لحكومة الوفاق للقيام بمسئولياتها .....والتزام كافة العاملين بقراراتها .....وعدم إعاقة دورها ومسئولياتها .
تصريح وطني يعبر عن الالتزام بالقانون ....والقرار الوطني ....وحتى التمسك بالمشروع الوطني ...وعمل المؤسسات والوزارات بصورة إدارية قانونية ومؤسساتية .....مما يعبر عن حضارة فلسطينية ....وقانون ملزم للجميع .
قرأتي لتصريح القائد الوطني يحيي السنوار مسئول حركة حماس بقطاع غزة ....قراءة وطنية وليست حزبية ....قراءة إجماع وطني ...وليست قراءة ورؤية لحزب سياسي منافس .
لأن المطالبة بتسهيل العمل ....ومنع العراقيل ....والالتزام بالقانون.... والقرارات ورفع الغطاء التنظيمي لحركة حماس عن كل من يعطل عمل الحكومة ووزراءها ومؤسساتها ....يعبر عن حرص أكيد ...ومسئولية عالية ....وإصرار مؤكد..... على أن حركة حماس بكافة قياداتها ومؤسساتها وأعضائها قد لمسوا الحقيقة ....وأدركوا الطريق الصائب ....وتأكدوا من صوابية التوجه.... بعد أن طال الانتظار .....وقبل فوات الأوان .
كل التحية للأصوات الوطنية الداعمة للمصالحة..... وانهاء الانقسام ...كل التحية للقيادات المسئولة التي تدلي بتصريحات وطنية .....وحدوية ومسئولة ....لتعزيز وحدة الصف واستمرار العمل لانجاز ملفات المصالحة.
كم كنا بشوق كبير للاستماع لمثل هذه الأصوات ....ولقراءة مثل هذه التصريحات ....والتي تؤكد أن شعبنا بقياداته الشابة المؤمنة بمشروعها الوطني ....قادرة على الانجاز ....وتحقيق المعجزات ....وتعزيز الوحدة .....وإنهاء كافة فصول الانقسام وتبعاته ونتائجه.... بإرادة وطنية حديدية ...وبقانون ملزم ....وبقناعة ثابتة وراسخة ..... لا تتزعزع ....ولا يثني عزيمتها كافة المصاعب والتحديات..... مهما كبرت وتعاظمت .
الكاتب وفيق زنداح