اللغة التي يتحدث بها أخانا يحي السنوار (أبو إبراهيم) قد تصلح لطلبة في الصف الابتدائي والإعدادي، ولكنها - بالتأكيد - لا تستسيغها آذان الكثيرين من كوادر حركة عظيمة بحجم حماس.. إن لغة الوعد والوعيد هي مفردات قد يناسب اطلاقها على من هم أسرى الأقفاص أو خلف القضبان، وليس على أبناء حركة لكل منهم من التاريخ وفضل التضحية ما لا يغيب عن الأذهان أو تتجاهل رؤيته العيان.
إننا أبناء حركة إسلامية كانت وما زالت هي ملء سمع العالم وبصره، ولسنا قطيعاً من الأغنام.. إن من يتصدر قيادة حركة عليه التلطف ومراعاة مشاعر إخوانه، في زمن اهتزت فيه أواصر الثقة والمحبة، وتضعضعت نسبياً عروتنا الوثقى.
أخي أبا إبراهيم...كما سبق وأن قلت، إنني على المستوى الشخصي أتفهم مرامي وأبعاد ما تتحدث به، ولكن هناك من إخوانك من لهم رأي آخر.. أنا مرتاح وسعيد لما بادرت به من خطوات تجاه مصر، وكذلك النائب محمد دحلان والإخوة في تيار فتح الإصلاحي، وحتى مساعيك الحميدة باتجاه السلطة والرئيس (أبو مازن)، وتلك الروح الإيجابية التي تتحدث بها بخصوص المصالحة الوطنية، والتأكيد على تسهيل عمل حكومة د. رامي الحمد الله، وسد باب الذرائع أمام كل من يحاول تعطيل هذه الانفراجة أو تخريب هذه التفاهمات، ولكن النبرة التي تتحدث بها، والتي تُظهرك وكأنك جنرال عسكري لا تصلح لغة لخطاب الإخوان.
أتمنى في زحمة الضغوط السياسية والأمنية على كاهلك ألا تفقد البوصلة، حتى لا تزل بك وبنا الأقدام، وعليك - يا أخي الحبيب - أن توسع دائرة الرأي والمشورة، ففي هذه الحركة من الطاقات الفكرية وأصحاب التجارب والخبرات ما لا تملكه حركة إسلامية أو علمانية أخرى، فعليك الانتفاع بما لديك من إخوانك، وقد آن الأوان لبعض المراجعات الداخلية لحماية الحركة من عاديات الفرقة والقيل والقال، والحفاظ على توازنها، وما تتطلبه مسئوليات الأمانة، والنداء بأنك جئت على قدر لجمع الصف واستعادة وحدتنا الوطنية.
د.احمد يوسف