الآف المقالات والآف الورشات والآف الندوات وملايين الدولارات وملايين الدعوات أطلقها الفلسطينيون لتحقيق المصالحة وها هي المصالحة تتقدم لتنهي حقبة النكبة الثانية من تاريخ شعبنا ..
إحرصوا علي المصالحة والوحدة وطولوا بالكم وتعلموا الدرس جيدا بأن في الوحدة قوة وفي التفرق ضعف في الوحدة تصان الحقوق والقوانين ونكاد نظفر بشئ من العدل أما في الفرقة والإنقسام فحدث ولا حرج ....
في الإنقسام والفرقة يتفشى الفساد وتنمو الكومبرادورات المالية وتجار الحروب ويفلت المجرمون من العقاب وتغيب القوانين وتتقدم العائلية والعشائرية على الأنماط السياسية والإجتماعية الأرقى في تجربة الإنسانية
في الفرقة والإنقسام تتقدم وتكبر الأنا ويصغر الوطن تتضخم الفئوية والتطرف وتتضاءل الأفكار والقيم والتسامح وتغيب القضية الأم وتصبح قضايانا وإهتماماتنا فرعيةونفقد إحترامنا من الآخرين أما في الوحدة والسلام الإجتماعي تسمو الأخلاق وترتفع هامات الوطن وتعود لنا القضية الأم ونشعر بإحترام الآخرين ..
شيئ واحد يستمر في الفرقة والوحدة هم من يتاجرون في القضية الفاسدون في دمائهم وبنيتهم الإجتماعية وتربيتهم .. لا أحد سلم أو يسلم من موبقات وتبعاته الإنقسام خاصة أهل غزة إلا من لا عقل له ولا ضمير ولا إنتماء لشعب صابر قرب أن يفقد صموده وعقله لإنه مظلوم وليس له ذنب ....
الفلسطينيون عصبيون وسريعون الغضب بشكل عام والغزازوة بشكل خاص .. مطلوب علشان نخلص من الظلم الواقع علينا أن نضع أعصابنا في ثلاجة إذا أردنا الخلاص والقمة والأرض والوظيفة والمكان يتسع للجميع بشرط العدل والعدالة في التوزيع والفرص فهذا ما يجب أن تتمسكوا به دائما.
د. طلال الشريف