لقد قرأنا التاريخ الحديث بكافة تفاصيله وفصوله ....بما يخص علاقة مصر الشقيقة بفلسطين ومعايشه منا للواقع .....ومجمل الظروف والمعطيات .....وبالعديد من المحطات والمنعطفات والتي ولدت لدينا كما غيرنا الكثير وعيا وطنيا قوميا .....كما عزز من ثقافتنا ومجموعة قيمنا وقدراتنا .....على القراءة المتأنية للمواقف وتحديد التوجهات ....وتوقع النتائج .
مصر العربية الشقيقة ....التي اتخذت من المواقف عبر التاريخ القديم والحديث قرارات عديدة كلفت الكثير دفاعا عن فلسطين وأهلها ......كما الدفاع عن أمتها ومحيطها العربي ايمانا وقناعة مصرية..... أن مصر العرب .....وعرب مصر ....لا تفصلهم حدود ......ولا تباعد بينهما مصالح .....إيمانا واعتزازا بقومية وعروبة تزداد بصلابتها وتماسكها...... كلما ازدادت التحديات .....وتراكمت التجارب .... وتعمقت الأزمات ....وما يحيط بالمنطقة ويتداخلها من تحديات تنموية ....وإرهاب أسود ...بفعل قوي الشر والتكفير ......التي تنظمت بفعل جهل وخطط مدبرة .....للتأثير علينا ...وهدر طاقاتنا .....وزعزعة مقومات قوتنا ....واحداث الانهيارات بمنظوماتنا السياسية الأمنية .....الاقتصادية والاجتماعية الا أن الفشل حليفهم ...بنجاح ثورة 30 يونيو .
مصر العربية الشقيقة لم تكن عبر التاريخ ...والواقع بلدا هامشيا ....منحازا تحكمه المصالح والتوازنات ....بقدر ما حكم هذا البلد العربي منظومة قيم وطنية وقومية .....ومقاييس تاريخية وموروثات وأولويات ..... لا زالت تتحكم بجوهر المواقف ....وتحدد التوجهات ...والأولويات السياسية والأمنية ...الاقتصادية ....بما يخدم مصر والعرب .
مصر العربية الراعي الأمين .....والضامن الوفي ....والمدافع القوي ....بكل ما تمتلك مصر من أوراق قوة وتأثير ....ومحبة للجميع..... جعل منها الشقيق القادر ....والمؤتمن على ابرام تصالحنا ....وطئ صفحة انقسامنا .....ومتابعة بداية تصالحنا .....إيمانا مصريا بدورها العروبي وحرصها على وحدتنا وتماسكنا .....ومدي عمق ارتباطنا بأمتنا وعروبتنا ونحن موحدين .....قادرين على إيصال رسالتنا ....بكل قوة وتماسك وصلابة ....بما يخدم قضيتنا وتعزيز فرص التسوية السياسية .....لانتزاع حقوقنا ...وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس بحدود الرابع من حزيران 67 .
مصر العربية التي عززت عبر التاريخ ...ومعطيات الواقع ...وأفاق المستقبل المنشود عوامل القوة والتماسك والوحدة .....لجيرانها وأشقائها العرب..... لا زالت لا تألو جهدا في دعم فلسطين وشعبها ....وإنهاء ملف الانقسام ...وتحقيق المصالح الوطنية.... على أرضية قوية ومتماسكة .....بروح المسؤولية القومية ...وبما يحفظ لفلسطين وشعبها حياة أفضل ...وبما يحفظ للأمن القومي سلامته وقوته .
منذ اللحظات الأولي للانقسام الأسود بالعام 2007 ....كانت مصر الحاضرة .....والراعية ....والحاضنة لاتفاقية 2011...... وعملت ما بجهدها وعبر كافة المسئولين فيها والذين نذكر منهم ...وفاءا لهم ولمصر العربية المرحوم اللواء عمر سليمان .....والرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ....وسيبقي التاريخ حافظا لهم دورهم ودعمهم لفلسطين وشعبها.....كما نحن اليوم نجدد الوفاء العظيم والمتواصل لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وحرصه ومسئولياته القومية على دعم قضيتنا ....وتعزيز المصالحة بيننا .....بجهوده الدائمة والمستمرة ....وبتوجيهاته الحكيمة للأجهزة السيادية الأمنية المصرية وللقائمين عليها لبذل المزيد من الجهود لأجل تحقيق المصالحة..... وطئ صفحة سوداء .....عكرت الكثير من الأجواء ....وأفسحت المجال للبعض من القوي الشريرة.... للتلاعب بأمن الشعبين وعلاقتهم التاريخية .
مصر عملت ما بجهدها وعبر كافة القنوات على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ....الا أن التدخلات من قبل أطراف عربية وإقليمية معروفة بالاسم والعنوان..... حاولت إضاعة الفرصة ...وعملت على تغذية الانقسام ...وتعزيز روح العداء ....وإحداث التباعد ما بين طرفي الانقسام ......وما بين أبناء الشعب الواحد .....كما عملوا على البحث عن بعض العواصم التي اعتقدوا واهمين أنها قادرة ومؤثرة وفاعلة بملف انهاء الانقسام..... الا أنهم فشلوا..... على قاعدة أن ملف المصالحة الفلسطينية ملف مصري بامتياز ...وبقرار عربي ....وحتى بقرار دولي ....ملف فلسطيني ...بقرار فلسطيني ...بأن تكون مصر الشقيقة صاحبة القرار والعنوان .....والضامنة والمؤتمنة ...والحريصة على كافة القضايا ومتابعتها..... بما يحفظ لفلسطين وشعبها الأمن والسلام والاستقرار ....وبما يحفظ للأمن القومي العربي المصري القوة من مخاطر الإرهاب الأسود الذي لا يجد في إتمام المصالحة ما يمكن أن يتلاعب به ....والذي سوف يقطع دابره ويمنع تسلله .....وسيبقي بجحوره حتى إنهائه والقضاء عليه .
مصر العربية التي جمعت طرفي الانقسام ....وحصلت على المواقف التي تدفع بعجلة قطار المصالحة للأمام.... على طريق لقاءات القاهرة ما بعد تسلم حكومة الوفاق لمهامها ومسئولياتها ....وبإشراف ورعاية مصرية شقيقة لضمان سلامة التنفيذ ...وفتح الطريق أمام لقاء ثنائي لحركتي فتح وحماس .....على طريق تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالعام 2011 وبمشاركة كافة القوي السياسية الفلسطينية .
خارطة طريق مصرية خالصة النوايا ....وعازمة على التنفيذ ....بارادة قوية ....وأوراق قوة لشقيق أكبر..... يحرص على تعزيز علاقات الأخوة التي تربط مصر بفلسطين ....وبكافة قواها السياسية .
مصر العربية ....وللأجيال التي تسمع ...وتقرأ ...ولا تعرف ...ولم تتعايش الواقع ....وسنوات التاريخ القديم .....يجب أن يدركوا أن مصر البلد الشقيق والحريص والمدافع ....البلد العربي الذي استشهد من جنوده على أرضنا ....ودفنوا بثري وطننا ....بلد عربي قدم لنا ...دون أن يأخذ ....قدم لنا التعليم الجامعي ....والرعاية الاجتماعية ....والصحية والاقتصادية ...وفر لنا حرية التجارة ....وجواز السفر والطريق للخارج عبر سنوات الادارة المصرية للقطاع .... وما بعدها بعد نكسة حزيران 67.....والذي لا زال المدافع الأول عن فلسطين عبر كافة المنابر والمؤسسات الاقليمية والدولية .
مصر عربية وعظيمة..... ولا نجاملها على قاعدة المجاملة .....بقدر ما نسجل للتاريخ وللأجيال ...ولكل من لا يعرف مدي عمق العلاقة الأخوية التي تربط بيننا .... والتي تتعزز مع كل موقف ....ودور مصري أخوي .....لا زال مستمرا ....وراعيا وضامنا ....حتى نقلب هذه الصفحة السوداء من تاريخنا ... ولنبدأ صفحة جديدة ....نؤكد فيها وفاءنا لمصر العربية ....وشعبها الكريم ...وقيادتها الحكيمة ومواقفها القومية ....ولنؤكد للجميع أننا شعب لنا قدراتنا ...ومقومات قوتنا ...ولنا ثقافتنا وحضارتنا ..... التي يمكن أن نشارك فيها ...وأن نساهم بتعزيزها ..... مع ثقافة أمتنا ....وأبناء عروبتنا .
مصر وقد أثبتت عبر التاريخ .....أنها ستبقي بصدارته ....وعنوانه المركزي ....المحفور بذاكره شعبنا وأمتنا ....وبقلوب الملايين من المحبين والعاشقين لترابها .
بقلم/ وفيق زنداح