فتح وحماس ..عهد جديد

بقلم: هاني العقاد

انطلق قطار المصالحة وتخطي اكبر العقبات بجهد مصري كبير واصرار على ان تترابط عربات قطار المصالحة بتدرج وتسلسل زمني ومكاني وسار على طريق حقيقية بعجلات حقيقية واليوم تحط اول عربة من عرباته في غزة محدثة هدير ايقظ كل الضمائر الوطنية وجعل منها ايدي دافعة للقطار واعلن بداية عهد جديد من المشاركة الوطنية بين فتح وحماس وباقي الفصائل هدير جعل من لا يصدق يصدق بحذر ان المصالحة ستتحقق مع خشية من معيقات تخبئها المراحل عربة الحكومة اول عربة من عربات القطار سوف تصل الى غزة ومعها يرتفع هدير المصالحة لمستوي اعلي مما توقع الناس وبالتالي رفع الامل لدي المحبطين والقلقين الى مستوي مقبول دون تلاشي خشية وجود ما يعيق تسلم هذه الحكومة لمهامها كاملة في غزة من وزارات وهيئات قضائية ومؤسسات امنية ومعابر خاصة ان وفودا امنية مصرية عالية المستوي و وفد من الامم المتحدة سيشهد تسلم الحكومة لمهامها و وزاراتها ليست المحطة الاولي وحدها هي المقياس لكن استمرار هدير المصالحة و وصول عربات قطارها الى محطات متتالية على طريق اتمامها واستكمال اجراءات استعادة الوحدة الوطنية الشاملة وانما اعتبار الحقبة السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني كأنها لم تكن وعلى اعتبار ان تؤسس كل من فتح وحماس لعمل وطني متكامل يمثل حماية وطنية لكل الثوابت وحماية مسؤولة للمشروع الوطني .
اجتماعات متتالية ومكثفة في كل من رام الله وغزة جاءت كلها بهدف ضمان وصول عربة القطار الاولي الى غزة بسلام ولعل اجتماع قيادة حماس في غزة كان له ما يميزه و الاتصالات المستمرة من رئيس المكتب السياسي بالرئيس ابو مازن لترتيب وصول الحكومة ازال الريبة وضاعف درجة ادراك الشارع والفصائل لجدية حركة حماس هذه المرة وتخليها عن الحكم و خروجها من دائرته دون اي وجود خلف الستار حيث وجهت الحركة تعليماتها لكل المؤسسات الحكومية بضرورة الانصياع لقرارات حكومة الوفاق الوطني والعمل معها حسب رؤيتها لتوحيد مؤسسات الدولة وهيئاتها كما ارسلت قيادة حركة حماس رسالة هامة لكل من يفكر بالتشويش على عمل الحكومة او اعاقة توليها مهامها وهذا جاء على لسان رئيس الحركة في غزة السيد يحي السنوار الذي حذر بدورة كل من يفكر في اعاقة مسيرة المصالحة بانه سيلقي جزاء ما سيفعل المشهد بين فتح وحماس بات يعكس حالة من الوعي الكبير من كل قيادات الحركتين لإطلاق عهد وطني جديد تكرس فيه كل خطط الحركتين للعمل الوطني وليس الحزبي لان اي اجراءات حزبية من الان فصاعدا يعني نسف كل الانجازات والتفاهمات التي توصل اليها الطرفان والعهد الجديد يتطلب ان يبذل كل فصيل جهود مضاعفة من اجل الصالح العام ويعتبر ان مصلحة الحزب تأتي من خلال اي انجاز وطني وليس العكس.
العهد الجديد بين الحركتين يعني العمل للإنجاز خمس مراحل للمصالحة الوطنية حتى تتحقق المصالحة ويكتمل العهد الجديد عهد الوحدة الوطنية عهد بدء مرحلة التحرر من الاحتلال اول هذه المراحل هذه بناء الثقة واستعادة الشرعية الفلسطينية لقطاع غزة وبذل كل الجهود وتسخير كل الامكانيات من قبل فتح وحماس بالمشاركة مع باقي الفصائل ومصر والمجتمع الدولي لان تتولي حكومة الوفاق الوطني كامل مهامها ومسؤولياتها بلا فيتوهات ولا عوائق كما ان هذه المرحلة تتضمن الدمج الوظيفي واعادة هيكلة كافة الوزارات والهيئات بما يضمن تنفيذ خطط الحكومة للعمل والتطوير الإداري والفني في ذات الوقت والمرحلة الثانية هي توحيد كل الاجهزة الامنية بالضفة والقطاع والتأكيد على مهنيتها وتحديد مهامها ومسمياتها وهياكلها الوظيفية والادارية ولعل تحديد مرجعيات هذه الاجهزة من اهم ما سيلقي على عمل الحكومة ايضا فان مرجعية هذه الاجهزة وعقيدتها سيكون وفق القانون الاساسي وخاصة المادة 84 ولعل اتفاق القاهرة 2011 والحذر من أي مرجعيات حبيو مبطنة او غير مبطنة علم تلك الاجهزة لان هذا قد يعيدنا الى نقطة الصفر فورا ولعل اعتماد الخطط التطويرية والمهنية بما يكفل توفير الامن والامان والمساواة في التعامل مع كل ابناء الوطن والمرحلة الثالثة هي الانتخابات العامة والتي من المقرر ان ترتب لها الحكومة الوطنية بعد ستة شهور من توليها مهام عملها وتنفذ بالتزامن رئاسية وتشريعية وانتخابات مجلس وطني والمرحلة الرابعة هي المصالحة الوطنية وقد حدد اتفاق القاهرة 2011 الاهداف والاليات و الوسائل لتحقيق هذه المصالحة اما المرحلة الخامسة وهي مرحلة تفعيل وتطوير وتحديث منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل مجلس وطني جديد يضم الكل الفلسطيني ولايته اربع سنوات.
نعم نحن على اعتاب عهد جديد عهد الوحدة الوطنية لاسيما ان القادة والسياسيين في حماس وفتح بدأوا يعملوا من غرفة واحدة ومن على طاولة واحدة وبخطة واحدة واحترام قرار القيادة التي تقود كل الشعب بما فيها فتح وحماس وليس العكس ولعل هذا العهد يعني ان تحترم كل من فتح وحماس القرار الوطني الفلسطيني وتوظف الحركتين كل طاقاتهما لبقائه مستقلا بيد الشعب الفلسطيني بكل الوانه السياسية وتوجهاته الحزبية كما ويلزم كل من فتح وحماس الحفاظ على هيبة السلطة الحاكمة وقرار القيادة في السلم والحرب مع الالتزام باستراتيجية العمل النضالي المشترك التي اقرتها الهيئات التي تمثل الشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية وهنا نستطيع القول ان عهد جديد سوف يبدأ من الان فصاعدا بين فتح وحماس على طريق تحقيق المشروع الوطني الذي يعتبر النضال من اجله ضرورة للتفاعل المشترك مع كل مكونات العمل الوطني الفلسطيني .

د.هاني العقاد
Dr.hanianalysisiyahoo.com