لقد قالت مصر الشقيقة الغالية، مصر العروبة، مصر حضننا الدافئ، مصر قلبنا النابض كلمتها وحسمت امرها بأن المصالحة الفلسطينية والوحدة الفلسطينية يجب ان تتحقق وفورا باعتبار ان ذلك متطلبا اساسيا لقيام دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لقد انطلق قطار المصالحة بالفعل، فقد حلت اللجنة الادارية في قطاع غزة، وها هو الوفد الأمني المصري باعتبار ان مصر هي الراعي والضامن لاتفاق المصالحة قد وصل بالأمس الى قطاع غزة لمتابعة عملية استلام حكومة الوفاق الوطني لمهامها، وها هي كل الترتيبات قد باتت جاهزة لاستقبال حكومة الوفاق الوطني اليوم الاثنين 2102017 لاستلام الوزارات والقيام بمهامها لخدمة ابناء القطاع، بل ان الاخ وزير الثقافة قد تسلم الوزارة بالفعل يوم الاحد 1102017، فلمصر العزة من كل فلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفى الشتات كل المحبة والاحترام والتقدير لهذا الموقف المشرف، وهو بالمناسب موقف ليس بجديد على مصر، اذ يسجل لمصر قيادةوشعباعبرالتاريخدعمها واسنادها اللامحدودلفلسطين ولشعب فلسطين وقضية فلسطين.
أما وقد انطلق قطار المصالحة فقد كثر الكلام وكثرت التصريحات عبر وسائل الاعلام المختلفة حول المصالحة، وكمتابع للشأن العام اقول ان كثيرا مما يقال حول المصالحة هو بكل تأكيد كلام خير فهو يعزز ويدعم المصالحة وهو بالنهاية يصب في خانة المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا، ولكن وبالمقابل، ومع شديد الحزن والاسف، هناك من يقولون كلاما، وامل ان يكون ذلك من باب الاجتهاد فاذا اصاب من قاله فله نصيبين ومن اخطأ فله نصيب واحد، اقل ما يقال فيه انه لا يدعم و لا يعزز المصالحة التي انتظرها شعبنا الفلسطيني طويلا وبفارغ الصبر.
لقد قال الأخوة في حركة حماس كلام خير من قلب القاهرة حين اعلنوا عن حل اللجنة الادارية وعن الاستعداد لتمكين حكومة التوافق الوطني من ممارسة مهامها، لقد قال الاخوة في حركة فتح كلام خير حين استجابوا واكدوا على قدوم حكومة الوفاق الوطني الى قطاع غزة لاستلام مهامها والقيام بكل مسئولياتها تجاه ابناء الشعب الفلسطيني في القطاع، وهذا كلام خير لانه اسقط ذرائع نتنياهو بعدم تمثيل الاخ الرئيس ابو مازن للشعب الفلسطيني وبعدم وجود شريك فلسطيني للتفاوض والتى كان يسوقها للتهرب والمماطلة من استحقاقات عملية السلام طوال فترة الانقسام المشين، وهو كلام خير لانه جاء قبل ذهاب الاخ الرئيس ابو مازن للجمعية العمومية، فقد ذهب مسلحا بوحدة فلسطينية وبتمثيل لكل الشعب الفلسطيني الذى انعكس ايجاب على طبيعة الخطاب الذى القاه امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة.لقد قال خيرا رئيس حكومة التوافق الاخ رامى الحمد الله عنان الحكومة ستصل الى غزة في يوم الاثنين الموافق 2102017 لتسلم الوزارات والهيئات باعتباره التزاما اكيدا باستحقاقات المصالحة. لقد قال خيرا الاخ يحي السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بقطاع غزة خلال لقاء شبابي في فندق الكومدور ان قرار المصالحة استراتيجي لا رجعة فيه وانه يجب التعالي على الحسابات الحزبية، لقد قال خيرا الاخ وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني حين سجل اعتذاره لشعبنا الفلسطيني لعدم التمكن من منع الانقسام وانهائه مبكرا، فهذا كلام خير يصب في خانة استخلاص العبر والمصلحة الوطنية باعتباره من ركائز تصحيح وتصويب المسار في دول التقدم،وكلام الخير كثير والحديث فيه يطول .
بالمقابل، وعلى سبيل المثال فقط، فإن أولئك الذين يشككون في نجاح المصالحة وديمومتها مؤكدين انها مسألة وقت وتعود الامور كما كانت، ويتبارون في تبيان عوامل فشلها، والذين يشككون في نجاح حكومة الوفاق الوطني في ادارة قطاع غزة، والذين يرون بأن المصالحة الفلسطينية لم تتحقق الا استجابة لضغوط دولية واقليمية بمعنى انها لم تتحقق نتاج ارادة فلسطينية خالصة والكلام هنا يطول ..... فإن اولئك لا يقولون خيرا، الا يتصور اولئك بانهذاالكلام،وانكانغيرمقصودا،فإنماهويعززمأزقالانقسامالسياسي،والجغرافي،والبرلماني،والقضائي،والنقابي،والرياضي،والعائلي،والعشائري .....الخ، ألا ترون معى ايها المحبين والعاشقين لفلسطين بأن كلام اولئك يمكن، لا سمح الله، ان يعيدنا الى المربع الاول شعب مشتت منقسم متشرذم مفتت لا يمكنه بأي حال من الاحوال ان يدافع عن حقوقه أو حتى ان يطالب بها ، شعب لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يحظى بدعم واحترام العالم الحر مهما كانت عدالة قضاياه.
بقلم/ د. يوسف صافى