غزة التي في خاطري وتجري في عروق دمي حاضنة الوطن وعمق الثورة الفلسطينية الأصيلةتلملم شعثها وتداوي جراحها وتنهض من كبوتها وتبدد ظلمات اليأس ودياجير الإحباط والنزعة التشاؤمية التي سكنت النفوس وأماتت القلوب بالأمل المتجدد والتفاؤل المشبع بروح الانتصار على جبروت الظلم والاضطهاد وعبودية الناس لتبعث فيها روح الحياة من جديد كطائر فينيق الثورةرغم الجرح الغائر في نفوس أهلها المكلومين من ظلم وظلمة سنوات الانقسام اللعين الذي أنهك جسدها الفلسطيني ومزق نسيجها الاجتماعي وإساءة لتاريخها الوطني والنضالي المعمد بدماء الشهداء وتضحيات جسام أبطالنا العظاموجعل من قضيتها الفلسطينية العادلة تتراجع إلى الخلف سنوات طويلة بفعل حماقة المخبولين وهستيرية المتهورين...
منذ ساعات الصباح الباكر زحفت الجماهير الفلسطينية الغفيرة التواقة للحرية والكرامة والمتعطشة للمصالحة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام البغيض وإعادة اللحمة بين شطري الوطن إلى معبر ايرز شمال قطاع غزة صباح يوم الاثنين الموافق للثاني من أكتوبر تشرين أوللاستقبال موكب سيارات وفد حكومة الوفاق الفلسطينية القادمة من رام الله والتي تقل رئيسها د رامي الحمد لله إلى قطاع غزة بموجب اتفاق المصالحة بإشراف ورعاية جمهورية مصر العربيةلبسط سيادتها واستلام المهام والمسؤوليات في قطاع غزة وسط انتشار مكثف للشرطة وعناصر الأجهزة الأمنية في معبر بيت حانون...
أنها حقا لحظة تاريخية وهامة ومفصلية في تاريخ شعبنا الفلسطيني الأبي بإسدال الستار عن مرحلة سوداء من حياة شعبنا بطي صفحة الانقسامحيث وصل وفد الحكومة الفلسطينية برئاسة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد لله ومسئولون أمنيون إلى قطاع غزة اليوم في تمام الساعة 1230 ظهرا لتسلم مهام الحكومة وكان في استقبالهم قيادات من الفصائل الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية والاعتبارية وممثلي عن منظمات المجتمع المدني والأكاديميين والوجهاء والمخاتير ورجال الإصلاح ورجال الأعمال والكتاب والصحفيون والإعلاميون وأجانب وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها بهذا المستوى والزخم الدبلوماسي إلى قطاع غزة محط أنظار العالم منذ عام 2015....
فقد ترجل رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد لله من سيارته مترجلا وسط مئات الجماهير والوفود الرسمية والشعبية من المستقبلين وفور وصوله عقد مؤتمر صحفي من أمام معبر ايرزواعتبر أن توجه الحكومة إلى قطاع غزة من اجل إنهاء الانقسام بين شطري الوطن وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية وان الحكومة دشنت مهامها منذ اللحظة الأولى لوصولها لغزةوبعد انتهاء المؤتمر الصحفي سار موكب رئيس الوزراء الحمد لله في جولة إلى منطقة الشجاعية التي أصابها دمارا كبير في الأرواح والممتلكات جراء العدواني الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014
وأخيرا وخير الكلام ما قل ودل الشارع الغزى فرح ولكن مازال يترقب قرارات حكومة التوافق الوطني وما سوف يتمخض عنها من إجراءات تثلج الصدر وتشرح القلب وتريح النفس...
ملاحظة للعلم الدكتور رامي الحمد لله مهمته إدارة منظومة موجودة فهل ينجح في ذلك ولا توضع له العصا في الدواليب وهذا يعتمد على حركة حماس في غزة في الأيام القادمة....
اللهم وحد شعبنا لما فيه الخير لمصلحة الوطن
بقلم الكاتب سامي إبراهيم فودة
tiger.fateh.1hotmail.com