الى من يرسمون ملامح الغد

بقلم: سامي ابو لاشين

ان الجروح لا تشفى لمجرد ان يتم تغليفها بشاش فاخر ، الجروح تحتاج لتنظيف وتطهير ثم مداواة وقطب وبعد ذلك يتم تعقيمها وتغليفها جيدا ، اما لو تمت مداواتها بالقطب والتغليف دون مرورها بمرحلة التنظيف والتطهير حتما ستدمل وتلتهب وتتغلغل في الجسد مسببة امراض اكثر .

بطبيعتي لست مفسد احتفالات بل انا منحاز للفرح ، ولاني اريد لهذا الفرح ان يكون حقيقيا اسعى دوما لتوفير الظروف الصحية للامل لينمو يافعا حتى يصبح حقيقة .وانتمائي للحقيقة وحدها هو دافعي لكتابة كلماتي هذه .

كفلسطيني و بكل ما اوتيت من عزم ادعم المصالحة الفلسطينية الشاملة التي تعالج اسباب الانقسام ونتائجه الفاجعة وتخطوا بنا نحو واقع وطني يليق بتضحيات شعبنا العظيم ، لذلك احرص كل الحرص على نجاح هذه المصالحة التي باتت اشبه بحلم يراود وجداننا بعد كل ما عانيناه من الانقسام المدمر ، وهذا الحرص يدفعني للوقوف عند قضية اؤمن انها كانت من اهم اسباب الانقسام وجعل الدم على الدم هين وجسور .

انها قضية التثقيف والتعبئة الحزبية المتعصبة حد التطرف .

باعتقادي ان اسباب الانقسام كانت تلك الثقافة الحزبية المقيتة التي ترفض وتنبذ الاخر وتدعي الافضلية وما دونها ضلال . تلك الثقافة التي بنيت على جعل الولاء للحزب اكثر من الوطن وتقديس القيادات اكثر من الشعب ، اما ان الاوان لنحرر الاجيال من هذا الفكر المغلوط والملعون بل اما ان الاوان لنعتذر لهم عن هذه الثقافة التي شوهت تضحياتنا ونضالاتنا وشتت جهدنا ، وبدلا عن ذلك نزرع فيهم روح الانتماء العام لكل ما هو فلسطيني علنا نعيد روح الاخوة ونرمم ما دمرته الحزبية في علاقاتنا الاجتماعية وما تسببت به من تراجع دولي ومحلي لقضيتنا الوطنية العادلة والشريفة . لذلك وحتى يكتب لهذه المصالحة الوطنية ان تحيا وتستمر وترى النور علينا ان ننبذ الحزبية ونتوقف عن تبجيل الفصائل والشخوص وليكن انتماؤنا وعشقنا الكبير للارض والشعب ، وما الاحزاب الا وسيلة نمارس من خلالها هذا العشق ولكنها ليست هدف .

استذكر هنا المقال الشجاع للاخ المجاهد محمد نظمي نصار احد امؤسسي كتائب القسام والتي اعتذر فيه للشعب الفلسطيني عن تعصبه الحزبي في فترة ما واقتصار انتماؤه لحركة حماس رغم ان كل فلسطين وطنه وكل شعبها اهله ، هذا الرجل الشجاع الذي قال انني بعد ان خلعت ثوب الحزبية ولبست ثوب الوطنية العامة تفاجأت بطيبة شعبي ووطنيته وحبه لوطنه تفاجأت بان من تثقفت عنهم انهم خونة وغير مخلصين فوجدهتم من خير الرجال ومن اكثر العاشقين لفلسطين . ان هذا الرجل نموذج اتمنى ان تقتدي به كل قياداتنا .لان هذا هو السبيل الطاهر لنرسم ملامح غد مشرق لوطننا وشعبنا . ولا يسعني هنا الا ان اعبر له عن عميق احترامي وتقديري

انا مؤمن تماما ان علينا ان نكون اكثر وضوحا وصدق ان كنا نبحث عن مصالحة حقيقية تنمو كشجرة وطنية يستظل بها كل فلسطيني وليست مجرد نبتة موسمية تنتهي بانتهاء فصلها .. بل نريدها شجرة ذات جذور تمتمد علي مدار الزمن لياتي بعدنا اجيال تقطف من ثمارها وتدعوا لنا بالخير لا ان تدعوا علينا .

اخي الفلسطيني لا يهمني ان كنت فتح او حماس او جبهة او جهاد اسلامي .. فقط يهمني انني احبك واحبك جدا ولنضع نصب اعيننا ان هناك عدو غاشم وغاصب سلب ارضنا وقتل اطفالنا وشيوخنا ونساءنا ورصاصه الغادر حين يخترق اجسادنا لا يسالها من اي حزب انتي .

تعالوا نبني وطن يحتاجنا جميعا

بقلم/ سامي ابو لاشين