الجميع مر مرور الكرام عن القول بان امريكا وإسرائيل قد رفعت الفيتو عن المصالحة الفلسطينية الفلسطينية وكان القول لا يعني شيئا على الإطلاق ودون ان يحاول ايا من الاطراف الاعلان عن زيف الادعاء هذا حتى ولو من باب حفظ ماء الوجه لنا جميعا وتسليحنا بكذبة علنية نسكت صوت ضمائرنا بها ولو زيفا لكن الامر يبدو خلاف ذلك فلا القوى ولا الدول ولا اصحاب الرأي ولا عامة الشعب بات الامر يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد حتى حين نعلم ان الانقسام ظل لأكثر من عقد من الزمن لان امريكا وإسرائيل لا تريد للمصالحة ان تتم.
اية دونية لعينة هذه التي نعيشها ونحن اليوم نقبل بمصالحة ارادت لها امريكا وإسرائيل ان تكون برضاهما علنا وهذا يندرج تحت باب تلقيننا درسا جديدا بأننا تابعين حتى النخاع وان لا حول لنا ولا قوة فقد حرصت امريكا وإسرائيل اليوم ان تعلن قبولها بهذه المصالحة وهو ما يجعل المواطن البسيط يشكك بكل شيء حتى هذا الحلم الذي انتظره الفلسطينيون سنوات وسنوات كحلم ومطلب وطني اعطي لنا وللأسف كهدية من الاعداء وقبلنا ذلك ولم نعلن رفضنا له وتصرفنا وكان الامر لا غبار عليه بكل بجاحة.
زمن من الانقسام والتخريب والتدمير والإيذاء يمر اليوم مرور الكرام وكان شيئا لم يكن وكان صانعي الانقسام جاءوا من الفضاء او انهم من الشياطين الذين لا يمكن الامساك بهم ومحاسبتهم ومن عادة الشعوب الحية ان تحاسب المخطأين إلا نحن ننقسم ونقتتل ونقتل بعضنا وندمر قضيتنا ونترك الاحتلال يهود ويستوطن ويقتل ويعتقل ويعتدي ويدمر غزة ويحاصر ونحن منشغلين بحكاية الانقسام والمصالحة وكان امرنا بيدنا ولا احتلال ينهش لحمنا وأرضنا وناسنا علنا وعلى رؤوس الأشهاد واليوم يأتي نفس الشخوص والقوى الذين انقسموا ليصطلحوا وعفى الله عما مضى.
ايجوز ان يمر كل ما حصل مرور الكرام ايجوز ان لا نسال احدا عن جريمته ام ان الانقسام كان وطنيا وبالتالي ما الداعي للمصالحة وإذا كان الانقسام من صنع امريكا حتى تصبح المصالحة ممكنة بإرادتها فمن الذي فعل ذلك وكيف ولماذا.
خرجنا من الاردن في ايلول وخرجنا من بيروت ولا احد يترحم علينا في تونس ولا ذكرى طيبة لنا في مكان حتى على ارضنا ومع ذلك لا زال الامر عاديا ولا زالت اصواتنا عالية ولا زلنا نغني النشيد الوطني ونرفع العلم الوطني وكان لا احد من جميع الاطراف ارتكب اية هفوة يجوز تقريعه عليها فقط ولو بالكلام.
أيها السادة المنقسمين المصطلحين اعلنوا زيفا انكم أخطأتم وأنكم ستحققون في امر من تسبب بالانقسام واتهموا الراحلين من الدنيا ياسر عرفات والشيخ احمد ياسين على ان كلاهما من تسببا بالانقسام ولا احد في اوساط الشعب والقيادة عداهما مسئول عن الجريمة وليكن كلاهما خروف عيد المصالحة فهما رحمهما الله خارج نطاق صلاحيات النائب العام الفلسطيني سواء في الضفة او في غزة ولا يخضعان لاتفاقيات الانتربول وإلا فمن العار علينا ان ندفن رؤوسنا بالرمل وننسى كل ما كان اذا كنا نريد لغدنا ان يكون نظيفا ولبلادنا ان تكون حرة ولشعبنا ان يحترم ذاته ولنصدر بيانا توضيحيا رسميا او مواربة حتى بان أمر الانقسام لم يكن ابدا بيد امريكا وإسرائيل وكفى الله المؤمنين شر القتال ولنوضح في بياننا ان تأخير تحقيق المصالحة جاء بسبب غياب صانعيه الراحلين عرفات وياسين وان الاجهزة المعنية لم تنتهي من تحقيقاتها إلا بهذا الوقت وان امريكا وإسرائيل يريدون تنغيص حياتنا وسرقة فرحتنا منا والتشويش على احتفالاتنا بانجازات المصالحة العظيمة.
أيها السادة المنقسمين المصطلحين وإلا فإنني سأدلكم على مخرج أفضل لحكاية المسائلة التي قد يفطن لها شعبنا ويسألكم عن من تسبب بالانقسام ومن تجب محاكمته على تلك الفعلة النكراء وكل ما عليكم فقط ان تصدروا بينان مشتركا للتوضيح بان حكاية الانقسام كانت اكبر عملية خداع وطني ثوري لأمريكا وإسرائيل لصرف انظارهم عن انشغالنا بوضع خطة التحرير التي انجزناها بالكامل ولم يبق إلا تحديد ساعة الصفر ولذا فان الامور التي جرت خلال فترة الخداع التي انتهت يمكن توضيحها كالتالي
ان الحروب التي جرت على قطاع غزة كانت تجارب عملية ليوم التحرير وان الانتصارات العظيمة التي تحققت في تلك الاثناء ستظهر نتائجها قريبا في ام المعارك القادمة حين تحين ساعة الصفر.
ان الاستيطان الذي جرى في الضفة الغربية اثناء انشغالنا بعملية الخداع الثورية الكبرى كان بهدف تجميع اكبر قدر ممكن من المحتلين على ارضنا للتخلص منهم بضربة واحدة وحتى لا نطيل امد ام المعارك كثيرا.
ان حصار غزة لم يكن بإرادة الاعداء بل بإرادتنا لتدريب الشعب على التحمل حين تبدأ معركة التحرير وكل ما سمعتم به من معاناة لأبناء شعبنا كان مجرد عمليات تمثيل محكمة الاخراج ضمن عملية الخداع نفسها ونحن نتقدم بالشكر لكل فرد من ابناء شعبنا قبل بالمشاركة بتمثيلية المعاناة علنا حتى يساهم في انجاح مهمتنا في خداع الاعداء.
انكم اصدرتم قرار باعتبار كل من سقط في اثناء الانقسام كان شهيدا الوطن والواجب
وكفى الله المنقسمين شر المسائلة بعد هذا البيان
بقلم/ عدنان الصباح