ان أهمية تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية تكمن في قراءتنا لحكومة نتنياهو المدعومة من إدارة ترامب تتوافق، التي تراهن على صراعات وفتن طائفية ومذهبية وإثنية في الداخل العربي، واستمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني، على إعتبار أن الصراعات الداخلية والانقسام يصون أمن "إسرائيل" ومصالحها في المنطقة.
وبعد أن ألغت حركة حماس لجنتها الادارية في قطاع غزة، واستلام حكومة الوفاق الفلسطيني للوزارات، سُجلت تراكمات إيجابية لهذه العملية المستمرة، وبذلك يمكن أن نتابع دخول العلاقات بين حركتي فتح وحماس مرحلة هامة نحو إنهاء الانقسام وتمكين حكومة الوفاق من العمل في كافة المؤسسات ، وبدء عمل اللجان المختلفة في الوزارات وبالتزامن مع المؤتمر الوطني الشامل القادم في نهاية هذا الشهر.
إن قدوم حكومة التوافق الى قطاع غزة وبتوجيهات مباشرة من الرئيس محمود عباس، واجراء اجتماعات مكثفة بحضور مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، ووفد رفيع من المخابرات المصرية، وقيادة حركة فتح، وحركة حماس، وشخصيات وطنية من الفصائل المختلفة ووفود من المؤسسات المحلية والموظفين والشباب، كل هذا سجل نجاحا لبرنامج الحكومة بكامل أركان وزراتها وهيئاتها والذي استمر لثلاثة أيام متتالية، وقد أكد الجميع أنه لا عودة للوراء، ولا يمكن تكرار التعثر السابق.
الكل الفلسطيني يترقب نهاية الوجه القبيح للسنوات الأحد عشر السوداء، والاعلان عن نتائج إجتماع القاهرة القادم، للبناء عليه، ولأنه لا دولة لفلسطين إلاّ والقدس عاصمة لها، وغزة جزء أصيل فيها.
بقلم/ د.مازن صافي