نبدا من حيث بجب ان نبدا ....بتهنئة الشقيقة مصر بفوزها الكروي وتأهلها لكأس العالم بالعام 2018بروسيا ....كما نبدأ بالفخر والاعتزاز على استمرارالتوجيهات الصادقة والامينة والدافعة الى اتمام المصالحة ....وتعزيز الوحدة ومقومات القوة السياسية والحياتية للشعب الفلسطيني ....بما يخدم مشروعه الوطني وفق توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي للأجهزة ذات الاختصاص..... بجلسات الحوار المزمع عقدها يوم الثلاثاء بقاهرة العروبة.
عنوان مقالتي تسرد أحداثا..... كما نحاول أن نربط بالتحليل ما بين حدث مأساوي ....وهدف وطني نسعى لتحقيقه في ظل تخوفات مشروعة ....ليست من نزج الخيال .....حتى تكون الصورة واضحة وجلية حول الحدث المأساوي الذي قيل بحينها ان حماس قد وقعت بالفخ بانقلابها على الشرعية والسلطة الوطنية..... ودخولها بقفص كبير مزدحم بسكانه واحتياجاتهم المتعددة ....والتي يصعب الخروج منها ...وتلاشي المخاطرالمحدقة بها ....وتحمل تبعات ومسؤوليات هذه الكثافة السكانية .....حيث لا مطمع .....ولا مطمح .....وهذا ما أكدته الايام والسنوات العشر ...حيث خسرت حماس الكثير من نتاج فعلها بيونيو 2007 ولا زالت تخسر من جماهيريتها ...طالما لم تقلب الصفحة السوداء....ولم ينتهي الفصل الاخير من هذه الحقبة الزمنية السيئة والرديئة .
وكأن التاريخ يعيد نفسه حول مصطلح الفخ ....والافخاخ ...وما يتسرب عبر الاعلام من تخوفات حقيقية من انتاج تجارب غيرنا ....وكأننا امام مرحلتين تاريخيتين من الافخاخ ....مرحلة فخ الانقلاب ....ومرحلة فخ المصالحة .....والتخوفات التي تحيط بها ....والتي يجب علينا جميعا الحذر منها ....وتجاوز اخطارها ....بحكمتنا ....وحرصنا على وطننا ووحدة شعبنا وقضيته العادلة .
حماس عندما سيطرت على القطاع ومؤسساته .....كانت شريكا فعليا وديمقراطيا بالشرعية الفلسطينية .....وذات اغلبية برلمانية بالمجلس التشريعي ولا زالت ....ولها كادرها الوظيفي داخل مؤسسات السلطة الوطنية .....حتى وقع ما حدث من صدمة ....غير متوقعة بشكلها ومضمونها..... بنتائجها ....ومظاهرها ....والتي اوقعت حماس بالفخ المدبر من نفسها.... او من غيرها ....من داخلها..... أو من الخارج.... لكنه بكل الاحوال أوقع حماس بهذا الفخ برضى وقبول ...وهدف في راس البعض منها.... والذي ربما عاش حلم الحكم المنفرد ...والعزلة والتعايش مع الواقع ...بقوة ما يمتلكون ...وبضعف شركاء الوطن ...مما يوفر لحماس حق السيطرة ....تحت عنوان شرعيتها البرلمانية ونجاحها الانتخابي ....وعدم إعطائها الفرصة لأثبات نفسها في ظل الحكومة.... ولا حتى في واقع المجلس التشريعي ....كل هذا بحال السلطة الضعيفة..... وفتح التي تزداد بضعفها..... وتشتتها .....وبالتالي لن يكون هناك من ردود فعل قوية لمثل هذا الفعل الذي اقدمت عليه حماس .
ما حدث في يونيو 2007 من مشهد دموي ....ومظهر غير حضاري ....والبعض القليل يقتحمون مباني ومؤسسات السلطة الوطنية ملك الشعب وفصائله الوطنية والاسلامية ليسرقوا ما بداخلها ...مشهد غريب ....ومستهجن.... لكنه لا يغيب عن الذاكرة .....ويجب ان لا يغيب بمظهره الغير حضاري....وبالفعل الدموي الذي قتل وجرح العديد من ابناء شعبنا ....مظهر غير وطني ....ومشهد حزين ومستهجن.... يجب ان لا يغيب عن ذاكرة كل منا حتى ونحن بقرب اتمام مصالحتنا ....ونحن بجلسات حوارنا ....لأن محاولة قلب الصورة وعكسها ونسيان وتناسي ما حدث.... وكانه لم يحدث..... محاولة خداع للنفس ...وللوطنية الخالصة ....وللطريق الصائب..... الذي يجب ان نسلكه.... وللخطا والخطايا التي لا يجب علينا تكرارها .
العقلاء بحركة حماس عندما وقع الانقلاب ومسمياته المتعددة..... ما بين الحسم العسكري ...والاخداث المؤسفة .....والذى حاولنا فيها بفشل ذريع تجميل صورتنا ....وتجاوز أخطائنا وخطايانا ....حتى أوصلنا الناس وفصائلها ....وعلى قاعدة القبول بسلطة الامر الواقع ....وان الايام تمر وستقلب الصفحة ....ولن تطول..... وان ما حدث قد حدث ....وليس فينا من يمتلك التغيير ....ولندع الزمن كفيلا بانهاء هذا الفصل..... وقلب هذه الصفحة السوداء ....هكذا كان يقال ويردد ويكتب بمجمل التحليلات.... وبقال عبر كافة التصريحات .....ويحاولون إرضائنا بلقاءات..... هنا وهناك وبجلسات حوار بهذه العاصمة او تلك .....وكان الامر قد اقترب وان الحل على وشك الحدوث ....وان المصالحة قد اقتربت ....كل هذا في ظل مشهد ماساوي كانت فاتورته باهظة الثمن..... ولا زالت تدفع من ابنائنا واجيالنا ....من ثقاتفتنا ومقومات قوتنا وعدالة قضيتنا .....ومتطلبات حياتنا ....وكرامتنا الانسانية والوطنية .
كما الفخ الذي قيل لحماس عند انقلابها وسيطرتها التي امتدت ما يقارب 11 عام ولا زالت حتى الان..... اليوم يتجدد الحديث عن افخاخ وتخوفات ....من تكرار تجربة ماضية..... وحول قوة فوق الارض وقوة تحت الارض.... وان هناك سلاح المقاومة المقدس .....والذي يمنع الاقتنراب منه .....وان هناك سلاح السلطة ورجالها .
أي ان هناك في المشهد المرسوم بحسب العقول والاهواء والمصالح والاحزاب والحركات......... اكثر من سلطتين... واكثر من قوتين.... واكثر من سلاحين..... واكثر من قانونين .
هذا الفخ الذى يتردد.... والذي لا نعمل على عدم الوقوع به حتى الان.... بل نحاول ان نكرس من المقدسات.... التي لا يجوز الاقتراب منها.... والتي نفخخ من خلالها طريقنا المعبد ...والذي نسير عليه ...والذي لا خروج منه.... لأننا لا نمتلك من الخيارات الا المصالحة.... ولا نمتلك من العنوان الراعي والداعم الا القاهرة.... ولا يجوز لنا أن نتلاعب بثقافتنا الوطنية ....وبتجربتنا النضالية ...وباسلحتنا الكفاحية والمقاومة ...وبمقومات قوتنا وعدالة قضيتنا .
من هنا سيبقى السؤال المطروح حول امكانبة التخلص من كمين الفخين
الفخ الاول المسمى انقلاب ...حسم ...احداث مؤسفة.... منذ 11 عام ...والانتهاء من تبعاته وكوارثه والجهود التي لازالت تبذل من اجل الانتهاء منه .
والفخ الثاني المسمى بتكرار تجربة غيرنا وتلا شي مخاطرها واحداثها القريبة ...وما يتواجد فوق وتحت الارض.... وتعدد السلاح والقوانين والقرارات ....كم سيستغرق من الوقت والزمن لمعالجة تكرار تجربة اذا ما حدثت لا سمح الله بعد الانتهاء من الفخ الاول .
القول الفصل ....ولكل قارئ ....كما لكل محلل ومتابع ....لم يعد للأفخاخ من مكان ....فلا قانون يحميهم.... ولا شعبية تلتف حولهم ...وليس هناك من داعم لهم.... ولا قوة تساندهم ولا راعي لهم .
الحديث عن الماضي المرير.... واستخلاص عبره ودروسه.... كما الحديث عن المستقبل وابراز تخوفاته ومخاطره ....باعتبار هذا حق مشروع يجب ان نؤكد عليه وان لا نتجاوزه للأسباب التالية
أولا يجب ان نتقي الله بما نقول.... وان لا نحاول اضفاء القدسية على وسيلة.... واضفاء التخوين على وسيلة اخري..... فالسلاح معروف وجهته واهدافه ....والمفاوضات معروفة وجهتها .....ولا فرق ما بين الوسيلتين واشكال النضال التحرري المعمول بهما بكافة الثورات العالمية . غزة بمجموع سكانها وطبيعة اهلها وعاداتها وتقاليدها القديمة والجديدة بداخلها سلاح مع كل عائلة وهذا خطأ كبير.... وانتهاك للقانون لكننا نتغاضي في ظل الإحتلال..... لكننا لا يمكن ان نتغاضى فى ظل سلطة وطنية لها مؤسساتها وقوانينها واجهزتها .....لإننا نرى بأم اعيننا ما يحدث نيجة حيازة هذا السلاح.... وما يسفر عنه من نتائج مؤسفة..... وهذا ما يتطلب تقنين حيازة السلاح .
ثانيا شعب واحد ...وسلطة واحدة ...وقانون واحد ....فلماذا لا يكون هناك سلاح واحد ...اذا كنا جميعا اصحاب قضبة تحررية ....وندافع عن ارضنا وشعبنا ونتمسك بحقوقنا .
ثالثا خياراتنا الوطنية واشكال نضالنا التحرري يجب ان تحدد بدقة ووفق اولويات ومحددات متوافق عليها ...فاذا كان السلام عبر المفاوضات والتسوية السياسية والشرعية الدولية.... ممكن ومتاح وفق معادلة القوة القائمة لماذا لا واذا لم يكن هناك مجال ....ولا خيار اخر ....فلنجعلها حربا مفتوحة ومواجهة شاملة بكل الطرق والوسائل .
رابعا المقاومة وسيلة نضالية.... وليست هدفا ....وتجارب الشعوب والثورات اكدت لنا عير تاريخها صحة هذا القول في فيتنام والجزائر والمقاومة الشعبية لتحرير مدن القناة بعهد الانتداب البريطاني وحتى ثوارنا ...ثوار فلسطين ما قبل وبعد النكبة وحتى الثورة المعاصرة بالعام 65...... فاذا كنا نحرص على المقاومة وسيلة وطنية وحيدة فليس من المنطق السكن في فيلات وركوب سيارات فخمة وحراسات عديدة وامكانيات حياة رغيدة ....فالثوار في الجبال والوديان وبين الاشجار .....هكذا قرانا التاريخ وثورات الشعوب ...اما اذا كنا بالفنادق والفلل والشقق وهذا حق للأنسان ان يعيش .....وان يناضل وفق مقومات القوة والوسائل المتاحة .
خامسا الحاضنة الشعيبية للمقاومة وما يجب ان تكون عليه من قوة وصلابة وامكانيات حياة انسانية كريمة ...كيف حالها اليوم وكيف تعيش وكيف تعالج ومن اين تاكل وكيف يمكن ان تصمد ...اسئلة عديدة والجواب عندكم.
سادساالسلاح ملك الشعب الفلسطيني والذي دفع ثمنه من ابناءه وممتلكاته ...هذا الملك الشعبي ليس ملك لفصيل ...لكنه ملك للشرعية الوطنية الفلسطينية المنتخبة ديمقراطيا من خلال المؤسسات .
سابعا نتحدث وكاننا براحة من امرنا ...ولسنا بعجلة من الزمن الضاغط علينا بكل قساوته ومرارته ....ونتناسى ان هذا الزمن وهذا الوقت ثمنه جوع وعطش ....مرض وحرمان وضياع للأجيال ....اجيال تحتضر ومنها من ينتحر .....ومنها من يدمن المخدرات ومنها من ينحرف على غير عاداتنا وتقاليدنا ...الوقت ضياع للثقافة والعلم واثبات الذات ...الوقت اصبح ضياع لحياة افضل ...لكل هذا وغيره الكثير ....لا يحتاج الامر لمزيد من الوقت ...لكنه يحتاج للمزيد من المسؤولية والقرارات الشجاعة...... المحسوبة وفق حسابات وطنية وقومية ....ولا نجعل للأعلام وتسريباته.... وحتى للتصريحات وما تتناقله وكالات الانباء حتى تنفخ بنا .....وبرؤوسنا .....وبذاتية كل منا ......حتى لا نكرر اخطائنا وخطايانا وان لا نقع ضحايا الافخاخ بعد ان جربنا فخا واحدا .
ثامنا مصر الشقيقة التي تحتضن وترعى لقاء الوفدين فتح .....وحماس.... والتي تعطي من وقتها وجهدها ورعايتها الكثير لأجل فلسطين وشعبها ...تتطلب من الفرقاء والمتحاورين اخوة الدم ....واهل الوطن..... واصحاب المشروع الوطني ....ان يكونوا على قدر مسؤزلياتهم وان يفرحوا شعبهم ....وان ينقذوا انفسهم حتى يستمرون..... باداء واجبهم الوطني وتحمل مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية .
بقلم/ وفيق زنداح