لقد صدقت مصر العرب العهد الذى قطعته على نفسها بتحقيق المصالحة الفلسطينية باعتبارها ركيزة الركائز لتحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة دولة فلسطين على حدود 1967 بما فيها القدس الشريف باعتبارها عاصمة دولتنا المنشودة. فالجهود المصرية المباركة لتوحيد الصف الفلسطيني لم تنقطع منذ بداية الانقسام في العام 2007، وها هي مصر الشقيقة الغالية تتألق اليوم بتحقيق إنجاز ضخم تاريخي يتمثل في اعلان المصالحة الفلسطينية من قلب القاهرة هذا الانجاز الذى يضاف الى رصيد انجازات مصر العزيزة على قلوبنا تجاه شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الفلسطينية، فكل الشكر والتقدير لمصر قلب الامة العربية النابض رئيسا وشعبا وحكومة وبرلمانا على هذا الجهد الطيب المبارك، ولنا ان نقول جميعا في فلسطين الان وبصوت مرتفع وليسمعها كل العالم لقد اصبحت المصالحة الوطنية الفلسطينية حقيقة واقعة على الارض، لقد اصبح البيت الفلسطيني واحدا موحدا، لقد ولى الانقسام المشين وانعكاساته المريرة الى غير رجعة و اصبح خلف ظهورنا، وها نحن امام مستقبل مشرق عزيز سنصنعه مسلحين بوحدة وطنية فلسطينية وشعب محب ومخلص لوطنه لن يبخل عليه بالغالي والنفيس على طريق الحرية والاستقلال والتقدم والازدهار.
قد يقول البعض انها رومانسية زائدة، ولهؤلاء اقول وبثقة انها قمة الواقعية، فتهانينا الحارة لشعبنا الفلسطيني الصابر الصامد، فقد انتهت مرحلة الانقسام الظالم المشين الاسود بمرارته وويلاته الى الابد والى غير رجعة بإذن الله، وقد بزع فجر الوحدة الوطنية الفلسطينية، بل اكاد اجزم باننا امام مستقبل فلسطيني مشرق واعد على طريق الحرية والاستقلال، فبيتنا الفلسطيني سيصبح موحدا ذو رؤى موحدة او قريبة فيما بينها على الاقل، وسيصبح لنظامنا السياسي قيادة موحدة وبرنامجا سياسيا موحدا ومشروعا وطنيا موحدا وموقفا موحدا واكثر تماسكا على المستويين الداخلى والخارجي بما يمكنه من التعامل الواعي والفاهم والمستنير مع المجتمع الدولي من جهة ومن المواجهة القوية والابداعية للموقف الموقف الإسرائيلي الرافض والمتعنت للاعتراف بحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة في الحرية والاستقلال بل الذى يمارس الاستيطان جهارا نهارا وعلى مسمع ومرأى من كل العالم الذى لا يحرك ساكنا، حيث سنكون امام تحرك فاعل تجاه عملية سلام حقيقية بدعم عربي وعلى رأسه مصر بما يقود في النهاية الى اقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، كما سنشهد شراكة مؤسساتية بين كافة اطياف الشعب الفلسطيني المختلفة، وستتمكن حكومة الوفاق الوطني من القيام بمسئولياتها وواجباتها تجاه ابناء شعبنا الفلسطيني وتحديدا في قطاع غزة بما يخدم ويفي باحتياجاته ويحسن من اوضاعهم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، وستكون كافة الفصائل والتنظيمات السياسية في قلب مطبخ صناعة القرار الوطني الفلسطيني، سيتمتع المواطن الفلسطيني في قطاع غزة بحقه حرية السفر والتنقل، وستنتهى سيمفونية هذا موظف سلطة رام الله، وهذا موظف مستنكف، وهذا فتحاوى وهذا حمساوي حيث سنكون امام موظف فلسطيني، سنتوقف عن الانين والبكاء حول ما كان يطلق عليه سابقا تكلفة الانقسام والحصار لقطاع غزة الذى وصل مع شديد الاسف حوالى 15 مليار دولار خلال فترة الانقسام، فيما سيتم اعادة ما تم تدميره من قطاعات صناعية وتجارية وزراعية وتمكين الشركات والمصانع التي اغلقت لتعود لخدمة ابناء شعبنا، سنكون امام قانون فلسطيني واحد موحد يطبق على ابناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث ستغيب تماما ازدواجية القوانين والتشريعات وازدواجية الرسوم والضرائب وسنكون امام قضاء فلسطيني موحد، ونقابات موحدة، والقائمة تطول .... الخ
شكرا لمصر عز العرب على جهودها المباركة التي افضت الى تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، هنيئا لكم شعبنا الفلسطيني يا من ذقتم وعانيتم مرارة الانقسام المشين بوحدتنا الوطنية الفلسطينية الحقيقة باعتبارها ركيزة الركائز على طريق تحقيق الحرية والاستقلال فنحن شعب يستحق الدولة و الكرامة والاحترام وان يكون بفضل ما يملك من طاقات خلاقة وابداعية شريكا فاعلا مؤثرا ذو بصمات في مارثون الحضارة العالمي.
بقلم/ د. يوسف صافى