لم يجف حبر التوقيع على اتفاق القاهرة ... ما بين الإخوة بحركتي فتح وحماس ... إخوة الدم ... والوطن والقضية ... وبرعاية وشراكة مصرية فاعلة قادها جهاز المخابرات العامة وعلى رأسه الوزير اللواء خالد فوزي ... وبتوجيهات مباشرة ومستمرة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ... والذي يؤكد على حرص مصر على متابعة الشأن الفلسطيني ... وتعزيز وحدة شعبنا ... وإنهاء انقسامنا ... وتعزيز المصالحة على الأرض الفلسطينية ... من خلال تمكين الحكومة الشرعية وبسط السيادة والولاية الكاملة .
هذا الدور المصري القومي ... والذي يؤكد على روح المسؤولية التاريخية التي تقودها مصر للحفاظ على وحدة وأمن شعوب المنطقة ... بفعل مسؤولية قومية تاريخية تأخذها القاهرة على عاتقها منذ عقود ... من خلال الحرص على استمرار جهودها وتواجدها بفاعلية دائمة ... ومتابعة مستمرة .
ما حدث بالقاهرة بالأمس ... وما أحدثته من فرحة غامرة ملأت القلوب ... وحركت العواطف والمشاعر ... وجعلت من هذا اليوم عرسا وطنيا ... لما شاهدناه وتابعناه من اتفاق الإخوة وبهذه الرعاية الكريمة ... وما صدر بالاتفاق حول تاريخ تسلم الحكومة لكامل صلاحياتها ومسؤولياتها ... كما تاريخ تسلم معبر رفح بصورة كاملة ... وحول تاريخ اجتماع الفصائل الموقعة على اتفاقيه 2011 ... وما سيتم من عودة للقاء الإخوة بحركتي فتح وحماس بالقاهرة لاستكمال باقي الملفات التي يجري البحث حول آليات تنفيذها .
خطوات مشجعة ... واتفاقية تبعث بالفرحة وتجدد الآمال حولها ... لأجل واقع أفضل ينتظره 2 مليون فلسطيني داخل هذا القطاع المحاصر ... لنبدأ صفحة جديدة من حياة إنسانية كريمة ... يطوق إليها الطفل والمرأة والشاب والشيخ ... في ظل معاناة والآم لا حصر لها ... ويصعب تعدادها ... ولا داعي للحديث عنها بتفاصيلها المرة ... وما ولدته من حسرة وانقباض بالقلوب ... والصدور ... بنتائج ما يزيد عن عشر سنوات ... كان بالإمكان أن لا تحدث ... وان لا نمر بهذا الممر المر والقاسي والدامي ... لكنه وقد حدث بأسف شديد ... فلنا في التجربة استخلاصاتها كما لنا من هذا الواقع مخرجا ... فكرا ... ثقافة ... وأسلوبا جديدا في التعامل بيننا بما يخدم شعبنا ... ويعزز من قضيتنا ... ويزيل الكرب عنا .
مصر المتجددة بتعزيز مكانتها ... ودروها القيادي ... واخوتها ومحبتها للجميع ... وحرصها على أمن وسلامة الشعوب والدول ... لا زالت تستهدف من قوى شريرة غادرة ... كان اخرها بالأمس الخميس ... بعد أن كانت مصر قد ادت دورا قوميا عروبيا بأتمام اتفاق الاخوة بحركتي فتح وحماس ... كما الاتفاق في جنوب دمشق العاصمة السورية ... ما بين المعارضة والسلطة الشرعية .
هذا الدور المصري الذي يتحرك بكافة الاتجاهات ... ولتحقيق ذات الاهداف القومية والوطنية ... يستهدف من قوى تكفيرية لا تريد لمصر الامن والامان والاستقرار ... كما انها لا تريد للمنطقة بأسرها الامن والامان .
ردات فعل القوى التكفيرية الارهابية على الدور والمكانة والقيادة المصرية ... والحرص على دماء ابناء العروبة والدين ... أن قاموا بفعلة اجرامية نكراء ومدانة من خلال عملية ارهابية جنوب مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء ... استشهد خلالها ستة من عناصر الامن المصري ... كما اصيب ستة اخرون .
هذا الفعل الجبان والمدان والاجرامي ... بأتي في سياق ما تم تخطيطه وتدبيره من وجود واهداف مثل هذه القوى الشريرة ... التي لا تريد الامن والخير والسلام ... ويزداد غضبها وجنونها ... عندما تتم المصالحة والوئام الفلسطيني ... وحتى عندما تتعزز المكانة والدور والقيادة ... والتنمية والنهوض الاقتصادي ... والمشاريع التنموية بسيناء وبكافة الاراضي المصرية .. بما يحقق التنمية المستدامه .
فهذه القوى الشريرة التكفيرية لا تريد الخير لمصر ... ولا تريد الامن لشعبها ولا تريد الاستقرار داخل المنطقة ... بل تعمل بجنونها وجنوحها وما خطط لها من قبل قوى ودويلات ... ارادت ان توصل برسالتها انها ضد المصالحة الفلسطينية وضد ما جرى بجنوب دمشق ... والاصل والاساس بفعل من يخططون وينفذون ويمولون ويسلحون ... انهم ضد مصر ودورها ومكانتها وقيادتها التي استعادتها بفعل تضحيات شعبها وقواتها المسلحة واجهزتها الامنية ... وحكمة القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس السيسي .
مصر المستهدفة والتي طال امد استهدافها والمخططات المدبرة ضدها ... برغم كل ما تقوم به من فعل ايجابي لتعزيز مقومات الامن القومي العربي والمصري ... انما يؤكد على ان الاستهداف الاجرامي والمدعوم من قوى استخبراتيه ودويلات صغيرة وكبيرة .... انما يؤكد على طبيعة المؤامرة والمخطط الذي لا يستهدف مصر وحدها بكل مكانتها وقيادتها ... لكنه يستهدف فلسطين ووحدة شعبها وفصائلها وسلطتها الوطنية ... وهذا ما يجب أن يجعلنا اكثر حذرا ... يقينا ... فعلا ... وحرصا على ان نتمسك بوحدتنا ... وان نحرص على رعاية الشقيق المصري الذي يبذل جهدا كبيرا ... ولا زال على اداء الواجب القومي بكل قوة وحرص اكيد ... مهما تعددت المخاطر ... واساليب المؤامرة ... والتي سيقطع دابرها بقوة مصر وشعبها العظيم وجيشها الباسل واجهزتها السيادية ... حتى لا تترك ثغرة لكي تخرج الفئران من جحورها ... وحتى تقطع رأس المؤامرة من دابرها .
بقلم/ وفيق زنداح