في تحليل سوات "" SWOT ANALYSIS "" لإتفاق المصالحة الفلسطينية والذي تعني حروف إختصاره كالتالي
S تعني Strength عناصر القوة
W تعني Weakness عناصر الضعف
O تعني Opportunities عناصر الفرص
T تعني Threats عناصر التهديد
أما مجال التقييم هنا فيشمل محاولة جمع تلك العناصر في مراحل المصالحة الثلاث: مرحلة ما قبل الإتفاق ومرحلة الإتفاق ومرحلة ما بعد الإتفاق وحتى إتمام المصالحة وتنفيذ بنودها على الأرض.
وهنا نقول من عناصر قوة الإتفاق
* أسباب ودوافع البحث عن إتفاق ومنها أن طرفي الإتفاق أصبحا في حاجة للإتفاق بسبب زنقة حماس بكل تفاصيلها المعروفة للجميع وزنقة الرئيس التي دعته لإتخاذ خطوات عقابية سواء لغزة أو لحماس وهي ليست صفة قوة للرئيس كما صورها بعضهم ولكن هناك من أجبرهم على إتخاذ خطوات العقاب وهو السعي لوقف نفوذ دحلان والتيار الإصلاحي بعد تفاهمات القاهرة مع حماس وجمهورية مصر العربية.
ولذلك يعتبر السبب الداعي للبحث عن إتفاق كما قلنا هي
"حاجة الطرفين حماس والرئيس للمصالحة وتوقيع الإتفاق" وهذا عنصر قوة.
ومن عناصر القوة للبحث عن ورعاية الإتفاق أيضا هي حاجة مصر للسيطرة على الحالة الأمنية في سيناء
"" حاجة مصرية للبحث عن إتفاق"" وهذا عنصر قوة ثاني
وهناك طرف غير رسمي في حاجة لحدوث إتفاق مصالحة لما ينتظره من فائدة من الإتفاق حيث تنفيذ بنود الإتفاق يؤدي إلى إنتخابات يشارك بها التيار ويثبت أقدامه في النظام السياسي.
""مصلحة وحاجة للتيار الإصلاحي للإتفاق بقيادة محمد دحلان "" وهذا عنصر ثالث لقوة الإتفاق
هناك عنصر قوة رابع وهو
"" حاجة للعرب لإتفاق مصالحة فلسطينية ""
العرب بشكل عام وبشكل خاص الذين قدموا مبادرة الرباعية للمصالحة الشاملة لتقوية الموقف الفلسطيني بإستعادة الوحدة وإنهاء الإنقسام تلتي كانت ومازالت لمواجهة ما يقال عنها صفقة القرن إذا كانت هذه الصفقة في صالح الفلسطينيين فهي عنصر قوة للمصالحة
* ويمكن إعتبار صفقة القرن بمثابة عنصر ضعف أو تهديد أو عنصر فرصة أيضا ولذلك حالة الصفقة توضع في كل عناصر تحليل SWOT .
ومن عناصر قوة إتفاق المصالحة عنصر خامس
"" وجود الطرف المصري راعيا ومشاركا في كل حيثيات وخطوات الإتفاق""
وتأثير وجود الطرف المصري بشكل مباشر على الطرفين المنقسمين وعلاقاته الحميمة مع الطرف غير الرسمي وهو التيار الإصلاحي الصاعد في الأراضي الفلسطينية وبين صفوف الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده وهذا بالتأكيد عنصر قوة للمصالحة
وهناك عنصر قوة سادس وهو
""وجود مصر في الإتفاق يمنع ردات فعل إسرائيل وأميريكا للتخريب والعقاب""
أي ما سمي برفع الفيتو عن المصالحة وهذا عنصر قوة
ومن عناصر القوة للأتفاق عنصر سابع وهو
""منع إعتبار حماس منظمة إرهابية ""
وقد حدث ذلك فعلا بفضل الجهد المصري بعدم زج أسماء من حماس في قائمة أسماء المطلوبين المتهمين بالإرهاب بعد حصار قطر ولو أنه جاء في سياق تفاهمات حماس القاهرة دحلان التي أصبحت من أسباب موافقة الرئيس ودفعته للمصالحة كحاجة كما قلنا أعلاه
ومن عناصر القوة أيضا وهو عنصر ثامن
"تمتع كافة الفصائل الفلسطينية بعلاقات جيدة مع الطرف المصري ""
وهذه العلاقات الجيدة تسهل كثيرا من العقبات
ومن عناصر القوة أيضا وهو عنصر تاسع
""ما تحظى به مصر من إحترام ومحبة كبيرة من أهالي قطاع غزة""
هذه كلها عناصر قوة خارج بنود الإتفاق وحيثياته حتى الآن .
أما عناصر القوة داخل بنود وحيثيات الإتفاق فهي تبدأ ولا تنتهي
"" تسهيل حركة الناس عبر معبر رفح "" عنصر قوة رقم عشرة
""إستعادة الحالة الطبيعية للتزود بالكهرباء لأهالي القطاع"" عنصر قوة حادي عشر
"" فتح المشاريع التجارية والتبادل الإقتصادي مع مصر"" عنصر قوة ثاني عشر
ومن عناصر القوة في بنود الإتفاق الأولى للملفات الثلاثة الآنية المتفق عليها مبدئيا هي
""جدولة زمنية لتطبيق ما إتفق عليه"" عنصر قوة ثالث عشر
رغم أن الجدولة الزمنية قد تصبح من عناصر ضعف وتهديد أولا بسبب الحاجة الماسة والملحة للناس للخلاص من مضاعفات الإنقسام ويمكن لرافضي الإتفاق التلاعب عليها مع الجمهور وخاصة أن قضايا مثل الكهرباء وتحويلات المرضى وقطع الرواتب وتقليص الخدمات هي قضايا لا تتعلق بإتفاق القاهرة 2011 الذي أصبح المرجعية ولب الإتفاق وهذه القضايا جاءت كعقاب لحماس وغزة لاحقا ولم تكن في إتفاق القاهرة عام 2011
ومن عناصر التهديد أيضا
"" الإختلاف عند التطبيق والتفاصيل لاحقا سواء بالجداول الزمنية أو بالتمسك بالمصالح الفئوية""
مثل عدم موافقة اللجنة الفنية على ما يتمسك به أحد طرفي الإنقسام في تقييم الموظفين
ومن عناصر التهديد والضعف "" عدم إلتزام السلطة بمنع الإعتقال السياسي وحرية التعبير لإي كان من الفصائل أو المستقلين ""
وسيكون من عناصر التهديد
"" التدخل الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال لتخريب المصالحة أو منع تطبيق بنودها لاحقا""
مثل إعاقة العملية الإنتخابية وإعاقة الحركة والتنقل أو منع الإنتخابات في مناطق مثل القدس أو إعتقال مرشحين سواء من الإحتلال أو السلطة
ومن عناصر التهديد أيضا "" عدم قيام حكومة التوافق بواجباتها ""
تجاه تأمين نزاهة الانتخابات أو قيامها بالتزوير أو السكوت عن التزوير
ومن عناصر التهديد لإتفاق المصالحة أيضا
"" إنفلات بعض العناصر لجلب حرب على القطاع"" بمناوشة إسرائيل
ومن عناصر التهديد أيضا
"" تأخر إعمار غزة""
وقد يكون الإسراع والعدالة في إعادة الإعمار وإنصاف المتضررين عنصر قوة للإتفاق
من هنا الإلتزام من الجميع بتطبيق بنود الإتفاق يعبر عن إرادة
الخلاصة :
كما تلاحظون هناك عناصر قوة وعناصر فرص كثيرة لإنجاح الإتفاق وهناك عناصر تهديد وضعف قليلة لكن يجب الإنتباه لشيء مهم جدا وهو غالبية عناصر القوة لنجاح الإتفاق تكاد تكون خارج إرادة الطرفين المنقسمين وغالبية التهديدات وعناصر الضعف هي داخل إرادة الطرفين المنقسمين ...
تنويه مهم جدا :
عناصر القوة كثيرة لكن عناصر التهديد خطيرة
د. طلال الشريف
14/10/2017