“سنراقب“ كلمة السر بعد إتفاق المصالحة

بقلم: طلال الشريف

كم جهة وكم طرف وكم مؤسسة وكم دولة وكم سياسي أو مسئول وكم وكم سيراقبون تنفيذ بنود إتفاق المصالحة الفلسطينية؟

العالم كله يراقب هذه المخاليق الفلسطينية وهي تتحرك داخل الحلبة ولا ندري إن كنا في حلبة سيرك سياسي أم سيرك حقيقي تكون فيها الشعلقات والشناكل والبكرات و الأحبال قد شدت وتمت صيانتها أم سيسقط أحد ما أثناء العرض ولا ندري كم من المفترسات ستضم هذه الحلبة لتقديم العروض وهل سيسقط لاعبين تنكسر ضلوعهم أو يلقون حذفهم ؟

هل هناك في حلبة السيرك الفلسطيني المنتصبة بعد المصالحة من لا يجيد المشي على الحبال؟ وهل يخرج أسد عن طوعه ليفترس مدربه أو أحد اللاعبين أمام المشاهدين والمراقبين كما فعل الأسد مع مدربه محمد الحلو في سبعينات القرن الماضي ليعود لطبيعته المفترسة التي لم تتغير بالإحسان والإطعام والتدريب والتسييس.

لا ندري فالسيرك السياسي بألعابه الخطرة لا يقل خطورة عن سييرك الترفيه وفي السياسة كلهم أسود متوحشة تلبس البدل وربطات عنق وتتحدث عن اللاعنف والأخوة والمحبة ومعاناة الناس وتدمع عيونهم أمام الشاشات وكأنهم أبرياء جاءوا بهم من غرفة الولادة قبل قليل وبراءة الأطفال في عيونهم لكنهم وحوش كاسرة تنقلب لطبائعها من الإستبداد التي تحدث عنها الكواكبي في كتابه..... يقول الحمساويون سنراقب ونرى كيف سيسير الأمر نريد إعطاء فرصة للاتفاق وسنراقب بعد التزام حماس بشراكة حقيقية إذا ما كانت ستتوقف المضايقات والاعتقالات (التي تقوم بها السلطة) وسيُفرج عن معتقلين أم لا»؟

ويقول الفتحاويون نحن طيبون ولا نرى مكاسب حزبية وكل ما نريده هو إستعادة وحدة الوطن وسنراقب خطوات التسليم وإعادة الحكم للرئيس عباس وحكومة الحمد الله الطيبين وسنراقب إلتزام حماس بما أتفق عليه وإن كانت ستلتزم أم لا ومصر حسب الإتفاق ستراقب خطوات وتطبيق ما تم الإتفاق عليه وإسرائيل تقول بأنها ستراقب سلوك السلطة وحماس بما يفيد أمنها ومصالحها وأميركا تقول بأنها ستراقب الجميع بصدد طرح صفقتها والإتحاد الأوروبي يقول بأنه سيراقب سلوك الفلسطينيين ليدفع لهم إذا تأدبوا وأصبحوا مسؤولين حقيقيين عن شعبهم ولا أدري ماذا ستراقب ميكرونيزيا ولماذا؟

شعبنا الصابر ينتظر ويراقب ولكنه بات لا يراقب إلا الكهرباء وفتح المعبر وتحويلة العلاج ووظيفة لأبنائه الخريجين والخريجات المتكدسين بفعل الأنقسام عشر سنوات.

راقبوا جميعكم كيفما تريدون فكل ما يهمني أن تكون الوحوش الكثيرة من هؤلاء السياسيين البشعين قد نوت الإنزواء جانبا عن المشهد القادم نادمين على ما فعلوه في حياة هذا الشعب من تشريد للأسر وهجرة لأبنائها ودمار لمستقبل الآلاف من الخريجين الشباب وموت الكثير من المرضى ومعاناة الكثير من الفقر وكثير من ضحايا الإستغلال والإضطهاد والابتزاز بكل أنواعه المفضوح والمسكوت عنه.

راقبوا كما تريدون ويحول لكم ولكن هل من ضميريين من هؤلاء البشعين الفاشلين المستبدين الذين نكبونا بعقدهم وأمراضهم من يقف أمام الناس بشجاعة ليقول أنا أحتاج محاكمة فحاكموني علي ما فعلت أم جميعكم يعد العدة للترشح والإستوزار والعنطزيات لنكبتنا من جديد .

نبضة حياة: لا أجامل كما تعرفون ولكني بكل إحترام وتقدير لرجل لا أعرفه مسبقا رأيت دمعة تسقط من عينيه أثناء توقيع الإتفاق من دون الآخرين فعرفت أنه الفلسطيني حقا إنه يحيى السنوار فحافظوا عليه.    

بقلم/ د. طلال الشريف