حقيقة مللنا من التحدث عن دوافع المصالحة ان كانت ذاتية او موضوعية وفي هذا التوقيت بالضبط بعد فشل ومحاولات استمرت اكثر من عقد ، ولكنني اتحدث الان عن المطلب الشعبي والوطني الذي مصلحته في المصالحة وبالتحديد في غزة وان كانت رياح المصالحة تراوح في مكانها للان فلا شيء تغير فقط كانت اللوحة الدرامية باستقبال الحكومة واحتفلت غزة بوزارة رامي الحمد الله وزغردت النساء وهلل الاطفال وامتلات ساحة الجندي للمجهول وعمر المختار وصلاح الدين بالمبتهجينوازدحم زوار المنافع على بوابات الفنادق علهم يحظوا بابتسامة هذا الوزير او ذاك او صورة تعرض على الفيس اقل المنافع وما زالت غزة تحتضن الامها وفقراءها في حدود حصارها وسجنها.... الضمير الوطني في حالة سقوط لمن لا يعيش في غزة ولم يشعر بالامها ومحنتها ، هؤلاء الذين يمثلون في حياتنا اقطاعا سياسيا يعيش في بذح ولا يشعرون بكم فقير او مريض او محرومين او عناء انقطاع الكهرباء ... هم في قصورهم يمررون شعائرهم السياسية تارة والاقتصادية تارة اخرى وجوهرها امنيا ، طز في كل ذلك ان لم تكن المشاعر انسانية نحو شعبهم .
انتظر اهل غزة اي ملامح من جديد تدخل جديدا في حياتهم واذ مع المصالحة واعلان القاهرة تكثر الحجج والمبررات والتعليلات ، نعم اقتنعنا ان يكون هناك جدولة لحل ازمات الانقسام المزمنة ولن يأتي لها حلول بعصا موسى او العصا السحرية ، ولكننا لم نقتنع ابدا بوجود اي موعوقات في اخذ القرارات الاجرائية التي اتخذتها حكومة رامي الحمد الله والرئيس ما بعد تشكيل اللجنة الادارية لحماس في غزة ، كان في ذاك الوقت ... وكان يا ما كان .... ان الاجراءات التي اتخذت بتخفيض الكهرباء وخصومات الرواتب والتحريض على عدم فتح معبر رفح والتحويلات الطبية وتوريد الادوية مرتبط بحل اللجنة الادارية ، وهاهي حماس وبقرار وطني تحل لجنتها الادارية وتضعها في عهدة المخابرات المصرية ، ويصل الطرفان لاعلان مباديء المصالحة بالارتكاز على اتفاق القاهرة عام 2011م ، وكما قلت خرجت غزة كلها لاستقبال المنقذ كما ارتأت الجماهير الفلسطينية في غزة ، واستقبلتهم حماس باحسن استقبال والشعب ايضا ، وقيل ان من حضروا من رام الله كانوا يتخيلون ان غزة عبارة عن غابه بها وحوش واذ بهم يروا شعب يبحث عن الوحدة ويبحث عن الامن والامان الوطني والاجتماعي ويبحث عن حل ازماته التي علقت تحت ذريعة اللجنة الادارية ، قيل ان بعضهم جهش بالبكاء عندما رأى غزة وهي جزء من وطنه جميله بها شعب طيب وقارن ذلك بما كان يقال لهم من تعبئة حاقدة ضد اهل غزة .
المهم دخل الوزراء وزاراتهم ولم يجدوا اي معوقات واطمأن وزير المخابرات المصري وبرزمزية حضوره عن الدولة المصرية بان كل شيء يمضي على مايرام ،، توقع الجميع ان يخرج على الفضائيات الرئيس عباس رئيس السلطة ومنظمة التحرير والقائد الاعلى للشعب الفلسطيني وبحكم مسؤلياته الاعتبارية في نفس الليلة او ثاني يوم او بعد ايام على اسوء الاحوال ، ولكن هذا لم يحدث ..؟؟!! اعتقد ان اعلان المصالحة يمثل يوما فارقا في حياة الشعب الفلسطيني وبنفس قيمة هذا اليوم كان مطلوب من الرئيس ان تكون مواقفه في نفس القيمة ، وان كان الانقسام بين السلطة وقائدها وحماس وقيادتها اعتقد تمثيل الوفدين في القاهرة لتوقيع اتفاق المباديء كان يستوجب وجود الرئيس وتوقيعه وليس وفدا مشكلا من مركزية حركة فتح التي احيانا لا حول لها ولا قوة امام رغبات الرئيس ، وهل مضامين تنفيذ المصالحة تتعلق بقرار من مركزية فتح ام من حكومة رامي الحمد الله التي اصدرت القرارات العقابية بحق غزة ..!!
اعتقد ان الرئيس عباس والحكومة ومركزية فتح التي تفقد مصداقيتها نكثوا الوعود بانهاء كل الاجراءات الاستثنائية فور حل حماس لجنتها الادارية والان انتقلوا لمطلب اخر عندما تتسلم الحكومة مهامها في غزة وبناء على تقرير اللجان الفنية التي سترسل لغزة وعندها ستنتهي الاجراءات العقابية ، والتي قد تستغرق شهور ، وربما تظهر مشاكل فنية اخرةى في مسألأة الامن والسلاح لتصبح المصالحة حبرا على ورق واستغلال لوقت وربما بشكل ممنهج تنتقل فيه المطالب من مطلب لاخر ....
هكذا هو الاحساس بمعاناة الشعب وعذاباته ... طز في هيك احساس ، وطز في هيك قيادات تمثل قيادة المرحلة لهذا الشعب .
نحن نحتاج من الاخوة في مصر وهم الضامنين لتنفيذ المصالحة ان يخرجوا ببيان توضيحي يبين الجهة المتلاكة في تخفيف معاناة اهل غزة .... اعتقد ان معاناة الناس التي وصلت الان وبعد تفاؤل الى حد الاحباط بما ينذر تفجر الاوضاع شعبيا في غزة وهذا يضع مخاطر على الامن القومي المصري ، التي تتصاعد الان فيه عمليات الارهاب في سيناء ، حماس كما فهمنا قدمت كل التسهيلات ، والمعوقات الان هو السلوك البروقراطي في تناول حل الازمات من قبل السلطة ، وهنا هل نعود الى التفكير بان الفيتو الامريكي ظهر من جديد وكذلك الفيتو الاسرائيلي ؟ ام ماذا ..؟؟ اهو شغل تخبيص وحسابات بيروقراطية للاقطاع السياسي في رام الله ....؟؟ ام ماذا ..؟؟
المصالحة ستمضي ولكن بعد تركيع غزة تماما .... وانا اقول غزة لن تركع ...... وخيارات اخرى يجب التفكير بها ... ونحن في الانتظار ... والشعب الفلسطيني في غزة ينتظر
سميح خلف