1-التطبيع مع الكيان الصهيوني خطر حقيقي يستهدف المنطقة كلها ويعادي حقوق الشعب الفلسطيني العادلة بنيل سيادته الكاملة وانهاء الاحتلال، انه كالأفيون المخدر يسعي لتخدير وعي الأمة العربية والاسلامية بعيداً عن واجبها القيمي والأخلاقي بالوقوف ضد جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، انه جريمة بحق تضحيات شعبنا ونضاله وتنكر لدماء شهدائه لماله من دور خبيث يخدم الاحتلال وأجندته.
تفاجئ المجتمع الفلسطيني قبل وقت ليس بالبعيد بمسيرة تطبيعية نظمتها جمعية نسائية صهيونية في مدينة أريحا بالتعاون مع بعض النساء والشخصيات الفلسطينية التي تتبني التطبيع مع الكيان الصهيوني، ان هذا التجاوز للإجماع الوطني صدم العديد من أبناء شعبنا فلم نجد لهذه الجريمة تفسيرا الا أنها تنكر لدماء شهدائنا وآلام ومعاناة شعبنا الذي لا يزال يوميا يكابد جرائم الاحتلال وانتهاكاته وان مثل هذه المسيرات والنشاطات التطبيعية لا تصب الا في مصلحة الكيان الصهيوني وحلفائه.
2-الكيان الصهيوني ومنذ نشأته ارتكب ولازال يرتكب جرائم بحق فلسطين وعليه فان من يطبعون مع الاحتلال ويدعون لذلك يشاركون في الجرائم والانتهاكات التي ترتكب بحق وطننا وقضيتنا العادلة ، نجد بعض الدول الشقيقة تسعي لبناء علاقات تجارية وثقافية وسياسية مع الكيان الصهيوني فهي بذلك تبارك انتهاكات الاحتلال واعتداءاته بحق شعبنا ومقدساتنا مقابل منافع اقتصادية وأمنية وغيرها من أشكال المنافع مقابل جعل العلاقة مع الكيان الصهيوني الدخيل علينا وكأنها طبيعية على أساس أن التطبيع يعد ضمانة لوجود هذه الانظمة واستمرار سيطرتها على السلطة.
ان التطبيع يتجاوز المنافع الاقتصادية والتجارية انه محاولة لفرض مفاهيم ورؤية الكيان الصهيوني لتصميم وتفصيل العربية والاسلامية بما يخدم مصالح الكيان بعيدة المدي ، وللحقيقة أقول أن الشعوب الاسلامية والعربية ترفض التطبيع فكرة ومضموناً شكلا وجوهرا عدا قلة من الأشخاص المنتفعين مالياً أو سياسيا فلا يزال العداء للمشروع الصهيوني واسع بين مختلف شعوب وأحرار العالم الذي شاهدوا وعرفوا انتهاكات وجرائم هذا الكيان بحق فلسطين والدول العربية والاسلامية وهناك الاف الشهود علي انتهاكات هذا الكيان الصهيوني العنصري .
3-ان الانظمة السياسية العربية والاسلامية التي تطبع مع دولة الكيان الصهيوني تحاول توفير الحماية المزعومة لوجودها وحكمها مما يعتبرونه خطر يتهدد سلطتهم متجاهلين الحاضنة الشعبية التي تجرم التطبيع وترفضه، ولو اعتمد السياسيون على شعوبهم بدلا من الاتكال الي الدعم الصهيوني الخارجي لشهدت المنطقة العربية نهضة سياسية واجتماعية وعلمية أعادت المنطقة لأيام عزها ومجدها العظيم.
4-ان الصراع الصهيوني الاسلامي مستمر ولن ينقطع يوما حتى في ذروة التطبيع وفي ظل الدعم الأمريكي والحماية التي يتمتع بها الكيان من خلال الدعم الاقتصادي والاعلامي من خلال المنظمة الصهيونية العالمية وأدواتها، ان حملات المقاطعة التي ينظمها متضامنين ضد الاعتداءات الصهيونية مثل منظمةBDS التي كان لها دور كبير في فضح الجرائم الصهيونية وكبدت الاقتصاد الصهيوني خسائر على الصعيد المالي والجماهيري مما جعل منتجات الكيان تقاطع في الكثير من دول العالم التي ترك سكانها منتجات المستوطنات ،ينبغي علينا ان نعزز فكرة مقاطعة الكيان الصهيوني هي طريقة من طرق المقاومة وأن التطبيع مع هذا الاحتلال نوع من الخيانة لدماء الشهداء وللوطن.
تتطلب الحكمة السياسية المزاوجة بين القوة والذكاء في التعامل مع الكيان الصهيوني وأعوانه فمهما كنا بارعين وحققنا انجازات من خلال المقاطعة الا انه ينبغي التفكير بوعي والمزاوجة بين مختلف أشكال المقاومة حتى نحكم سيطرتنا ضد دولة الكيان بالتخطيط الذكي والجهد الواعي سنحقق انتصارنا الكامل الشامل.
بقلم : محمد مصطفي شاهين