( قيادات من ورق ) حازميات (7)

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم

*حينما كان واقع عليه ظلم وتهميش وعدم وفاء ممن يعتبرهم قادته ، كان ينتقدهم بشدة حادة ومبالغة بلغت حد التهجم والتجريح واعتبرهم شياطين ، وبعد أن تم ارضاؤه وأجلسوه خلف مكتب وأعطوه مسمي وهمي وتم احتواؤه ،
صمت وأصبح يمجد بقادته ويمدح بهم واعتبرهم ملائكة ومنزهين ، حتي أنه سخر من نفسه مدافعا عنهم ممن ينتقدهم ، وتحول الي عراب رخيص وصغير لانتقاد زملاؤه دفاعا عن من أجلسوه خلف مكتب وأوهموه أنه كبير ،
معلش مصيرك تفهم !!!

*انتهي من لقاء عبر الفضائية ، تحدث عن الفقراء وهمومهم ووقوفه معهم وتعاطفه الشديد معهم ، وعلي عجل أنهي اللقاء لأنه كان علي موعد مع معرض السيارات الحديثة وكان ينتظره إبنه الصغير ليأخذه معه الي المعرض ليختار هدية عيد ميلاده الثامن عشر ليهديه سيارة بقيمة 30 الف دولار ،

*بعد ان انتهت من جلسة الجيم والساونا ذهبت الي افخم المطاعم واكلت قطعة الكيكة وشربت فنجان قهوتها ، اتصلت علي مدير شركتها واطمأنت علي استثماراتها ، واعتذرت للمدير لعدم امكانها القدوم لشركتها التجارية اليوم ، فإنها مرتبطة بموعد للمشاركة بندوة عن الفقراء والايتام في فندق علي شاطئ البحر ، وأن كل المشاركين بالندوة هم من التجار والاغنياء وأنها ستعقد عدة صفقات تجارية خلال الندوة !!!

*القي كلمته في ندوة بعنوان لا للواسطة والمحسوبية ، وانتقد بشدة رافضا الواسطة والمحسوبية معتبرا اياها تدميرا للوطن وفشلا كبيرا ، وانه مع اعطاء الفرص للكفاءات بعيدا عن الواسطة ، ونال الكثير من التصفيق والاعجاب ،
انهي كلمته ونزل عن المنصة ، وفجأة رن هاتفه النقال فتحدث وكان فرحا ومبتسما ، فقد ابلغه محدثه بانه تم توظيف ابنه الحاصل علي نسبة 52% بدرجة مدير عام بالوزارة !!!

*لم ينتخبه أحد ولكنه نجح علي قائمة الحزب ، متكبر ومتعجرف ولا يفهم بشيء إلا بالمال وكيف يجمعه بكل الطرق ، اكتشفوا سرقته ونهبه للمال ، فتم معاقبته بتعيينه مسئولا عن المالية !!!

*يسكن في بيت متواضع وحياته بسيطة فهو موظف لا يملك إلا راتبه الذي بالكاد يكفيه وعائلته ، وفجأة أصبح يملك بيتا كبيرا وسيارة وقطعة أرض ورصيد بالبنك ، لو جمعنا راتبه علي مدار عشرون عام دون أن يصرف منه شيء لما وصل لنصف ثمن بيته الجديد ، ولا أحد يسأله من أين لك هذا ؟؟؟!!!

*مناضل !!! ماشي الحال ، أكم سنة اعتقال ، اصابة او اثنتين ، حياة بؤس وشقاء وربما اغتراب ومنفى ، يعطيك ألف عافية ، الوطن لسة ما تحرر ومع ذلك ، درجتك مدير أو عقيد ، سيارتك ما دفعت ثمنها ، بيتك أخدته هبة ، قطعة الأرض اللي بيصيفوا فيها اولادك خُصصت لك بقرار ، شوية الفلوس اللي في البنك هي مجموعة كتب مساعدات رئاسية ، وأولادك بيدرسوا بمنح ، وعارفين راح تقول الكلمة البذيئة (استحقاقي) ، لكن هل بقي من نضالك شيء لم يدفع الشعب الفلسطيني ثمنه بعد ؟؟؟!!!!

*كان يعيش بغزة ، وكان صامتا مختبئا جبانا ، يخاف أن يمشي بمسيرة دعم للأسري ، سافر خارج البلاد ، فساق فيها أنه قائد ، وصار يطالب أهل غزة بالثورة ويتهمهم بالصمت !!! وين كنت يا قائد من ورق ؟؟؟


يكتبها : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]
22-10-2017