لستم لبنان وليسوا حزب الله

بقلم: طلال الشريف

بعد عقدين ونيف من زمن الجري وراء سراب مفاوضات السلام لم تعد قضية سلاح واحد مغرية لمنطق النضال الوطني للخلاص من الإحتلال كما كانت قبل عقدين حين كان الأمل في تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحين لم يكن جوهر النظام السياسي الفلسطيني الناشيء كما هو اليوم ... كان جوهر النظام الفلسطيني حينها نقيا يحمل في طياته فعلا وفقط الخلاص من الإحتلال وبعد عقدين من الزمن هناك تحول نحو الفئوية والصراع علي الحكم والمكاسب والهيمنة ليس من فتح بل من حماس ومن أي فصيل فلسطيني صغيرا أو كبيرا وإنتهاءا بالمستقلين وحتي ممن لم ينضموا أو يؤمنوا يوما بالثورة أو الجهاد أو المقاومة بكل أشكالها بل بالشعور الآن بالحق كمواطنين لممارسة حقوقهم في الخارطة السياسية الفلسطينية في بلد نصف محرر وأقل كثيرا من مستقل ودون سيادة.

يمكن للمنطق والعقل قبول سلاح واحد لمنع الفوضي في دولة مستقلة وذات سيادة مثل لبنان كما يحلو القول ولكن هل إنتهي الإحتلال وأنجز الاستقلال وكيف يصبح الحال بعد فرصة عقدين لإحلال السلام ولم ننجح في ذلك وماذا لو لم ننجح في الفرصة الصفقة ؟ فلمادا نحرم الشعب مستقبلا أيا كان توجهه وفكره من حماية نفسه ومحاولة الخلاص من الإحتلال مادامت لم تقم الدولة ولم نحصل علي الإستقلال.

ولكي لا يكون لبسا ومماحكة من البعض بلبس ثوب اامقاومة المسلحة فأنا لا أؤمن بالعنف في كل مستوياته وأشكاله وأؤمن بالمقاومة السلمية قبل أن يتحول هؤلاء المسلحين القدماء والجدد للمقاومة السلمية والتهدئة والهدنة و طريق السلام والمفاوضات وقناعاتي الفكرية وأدواتي النضالية راسخة منذ إنخراطي في حزب الشعب سابقا وبعد ترك الحزب ولكن الذي يحدث الآن هو أن تقدمت الفئوية نحو السلطة وإمتلاك الحكم وهذا وضع شائك لا يمكن الفكاك منه إلا بتحقيق الإستقلال وما جري منذ الإنقسام وإلي الآن يؤكد هذا الخلط وهذا التشابك الخطير الذي ينقلنا كل مرة لمربع الخلاف الحاد حد الإقتتال ووضح بالدليل القاطع أن أن الصراع والإقتتال هو علي السلطة والحكم والمكاسب بدءا بالحصول علي المواقع والكراسي وإنتهاء بقضية تفجيرية لها علاقة بمكاسب موظفي حزب مثل حماس.

من هنا يكون منطقيا التحدث عن سلاح الآخر أستخدم أو يستخدم للصراع علي السلطة والمقصود هنا سلاح الفصائل وسلاح السلطة لإن أيضا سلاح السلطة ليس بريئا حين يستخدم لتكريس مواقع وإستقواء لحزب ما بإسم السلطة للحفاظ علي الحكم وعدم تسليم الحكم لحزب فاز في الإنتخابات كما حدث في 2006 إذن الكل ليس بريئا في هدف وحدانية السلاح.

نحن لسنا لبنان فلبنان دولة مستقلة وسلاح حزب الله ثبت أنه وجه في إتجاه خاطئ سواء في لبنان أو في سوريا ومن حق الدولة اللبنانية أن توحد سلاحها ومسؤولياتها ولكن هناك بيئة تختلف عن فلسطين وهي بيئة الطوائف وهم أدري بها ونحن في فلسطين ليس لدينا طوائف وكلنا طائفة واحدة حتي مسيحيينا منصهرين تماما فينا بلا تمييز أو صراع. .. وحماس ليسوا حزب الله ونختلف معهم ولا نريدهم في الحكم علي قاعدة الديمقراطية ومنع الحريات الشخصية والفكرية ولكنهم فصيل يقاوم الاحتلال ومازال الإحتلال موجودا علي أراضينا ولم ننل الإستقلال ولكنهم تصرفوا خارج الهدف من السلاح حين صارعوا علي السلطة باستخدام سلاح المقاومة وهذا خطأ كبير أدي إلي الفوضي والقتل وعشر سنوات من المعاناة للشعب والقضبة.

من هنا نقول يحرم ويجرم إستخدام سلاح المقاومة وسلاح السلطة أيضا لمكاسب حزبية والصراع علي الحكم والسلطة والأخطر والمرفوض هو إستخدام هذا السلاح للترهيب والتهديد والقتل للمواطنين الأبرياء وخارج القانون.

إنجزوا لنا الاستقلال والخلاص من الإحتلال وعندها إجمعوا كل الأسلحة خارج سيطرة السلطة المنتخبة الحاكمة حتي لو كانت قصافة أظافر.   

بقلم/ د. طلال الشريف